Please Wait
7194
السیدة معصومة هی فاطمة بنت الامام السابع موسى بن جعفر (ع)، أمها السیدة المکرمة نجمة خاتون (س)، ولدت السیدة فی الیوم الاول من ذی القعدة عام 173 هـ فی المدینة المنورة؛ فی عام 200 هـ انتقل الامام الرضا (ع) و تحت ضغط و اصرار المأمون العباسی مبعداً الى مرو وحیداً لم یصطحب معه أحداً من افراد عائلته المکرمة.
فی عام 201 توجهت السیدة المعصومة مع بعض اخوانها و اخواتها لتلحتق باخیها الرضا (ع) فکانت کلما مرت بمدینة من المدن یستقبلها أهل تلک المدینة بالحفاوة و التکریم حتى وصلت الى مدینة ساوة القریبة من مدینة قم فاعترض طریقها مجموعة من المخالفین لأهل البیت علیهم السلام المدعومین من قبل حکومة المأمون العباسی فقتلوا جمیع رجال القافلة تقریباً و على روایة سقوا السید المعصومة السم فی تلک الحادثة.
على أثر تلک الحادثة و سرایة السم فی بدنها الشریف اختلت حالتها الصحیة و لما عجزت عن مواصلة السیر باتجاه خراسان توجهت (س) نحو قم المقدسة فی 23 ربیع الاول عام 201 هـ و سکنت فی المحلة المعروفة الیوم بـ "میدان میر" و حلت ضیفة معززة فی منزل موسى بن خزرج.
لم تستمر اقامتها فی قم أکثر من 17 یوما قضتها بالعبادة فی محل یعرف الیوم ببیت النور الذی یعد الیوم من الاماکن التی یرتادها الزائرون.
و فی الیوم العاشر من شهر ربیع الثانی و على روایة الیوم الثانی عشر منه عام 201 هـ ودعت السیدة هذه الدنیا لترتحل من هذا العالم قبل ان تکتحل عیناها برؤیة اخیها الرضا (ع)، فقام أهل قم بتشییعها تشییعاً مهیباً و دفنوها خارج المدینة فی منطقة تعرف باسم "باغ بابلان" التی هی محل المرقد الطاهر الیوم.
بعد دفنها سلام الله علیها قام موسى بن خزرج بتظلیل القبر الشریف بالبواری ثم توالت على طول القرون الماضیة اعادة عمارته و تجدید البناء علیه بالاضافة الى التوسیع و التکمیل لمرافق الحرم الشریف حتى وصل الى ما هو علیه الیوم من الضریح، القبة، الاروقة، الایوانات، الصحون و... و بهذه الصورة المعماریة الرائعة جداً.
وهنا یمکن ان نطل اطلالة سریعة على السیر التاریخی لبناء الحرم الشریف بالنحو التالی:
قبة الحرم المطهر
أول قبة بنیت ـ بعد المظلة الحصیریة التی وضعها موسى بن خزرج ـ على قبر فاطمة المعصومة (علیها السلام) هی قبة برجیة الشکل بنتها السیدة زینب بنت الامام الجواد(علیه السلام) فی اواسط القرن الثالث الهجری و کانت مصنوعة من اللبن و الحجر و الجص. و بعد فترة من الزمن دُفنت بعض السیدات العلویات بجوار فاطمة (علیها السلام) فبنیت قبّتان اخریان الى جانب القبة الاولى. و قد بقیت هذه القباب الثلاث حتى سنة 447 هـ حیث بنى فی هذه السنة «میر أبو الفضل العراقی» وزیر طغرل الکبیر ـ بدل
المرقد المطهر
أمر «الامیر المظفر احمد بن اسماعیل» فی سنة 605 هـ أمهر الاساتذة فی بناء الکاشی آنذاک «محمد بن أبی طاهر الکاشی القمی» ببناء المرقد المطهر بالکاشی المتنوع. وقد عمل 8 سنوات حتى أتمّ ذلک سنة 613. وتم أخیراً فی سنة 1377 هـ تجدید بناء المرقد المطهر بشکله الاخیر بالکاشی والرخام، وکذلک زیّنت جدرانه الداخلیة بالرخام الاخضر.
الضریح المطهر
فی سنة 965 هـ قام الشاه طهماسب الصفوی ببناء ضریح حول الاطراف الاربعة للقبر المطهّر باللبن المزیّن بالکاشی الملوّن والفسیفساء والألواح المنقوشة، و قد ترک فی جوانبه منافذ مفتوحة لکی یحظى الزوّار بالنظر الى القبر الشریف و یلقون نذورهم داخل الضریح. وفی سنة 1230 هـ قام الشاه فتح علی بتجلیل الضریح المذکور بالفضة. و بعد أن أصابه التلف بمرور الزمن و فی سنة 1280 هـ تم نصب ضریح جدید من الفضة السابقة بالاضافة الى الفضة الموجودة فی الخزانة، وقد تم تجدیده وترمیمه عدة مرات حتى تم تغییره سنة 1368 هـ بأمر سادن الروضة آنذاک ونُصب بدله ضریح جدید بلَمَسات فنیة جمیلة. وفی سنة 1380 هـ تم تبدیل القسم المصنوع من الفضة من الضریح بأفضل انواع الفضة الخالصة.
قبة الحرم المطهر
أول قبة بنیت ـ بعد المظلة الحصیریة التی وضعها موسى بن خزرج ـ على قبر فاطمة المعصومة (علیها السلام) هی قبة برجیة الشکل بنتها السیدة زینب بنت الامام الجواد(علیه السلام) فی اواسط القرن الثالث الهجری وکانت مصنوعة من اللبن والحجر والجص . وبعد فترة من الزمن دُفنت بعض السیدات العلویات بجوار فاطمة (علیها السلام) فبنیت قبّتان اخریان الى جانب القبة الاولى. وقد بقیت هذه القباب الثلاث حتى سنة 447 هـ حیث بنى فی هذه السنة «میر أبو الفضل العراقی» وزیر طغرل الکبیر ـ بدل القباب الثلاث ـ وبترغیب من المرحوم الشیخ الطوسی قبة عالیة مزیّنة بالنقوش الملونة و الطابوق و الکاشی المزیّن و من دون ایوان و حجرات، و تضم تحتها قبور جمیع السادة اضافة الى قبر السیدة المعصومة. و فی سنة 925 هـ تم تجدید بناء هذه القبة على ید «الشاه بیگی بیگم» بنت الشاه اسماعیل وزیّن السطح الخارجی لها بالفسیفساء، و کذلک تم بناء ایوان عال مع منارتین فی الصحن العتیق. و اخیراً وفی سنة 1218 هـ و اثناء حکم (فتح علی شاه) القاجاری تم تزیین القبة المطهرة بالصفائح الذهبیة و قد بقی ذلک حتى سنة 1379 هجری شمسی . وفی سنة 1380 هجری شمسی ـ و بسبب حصول بعض التشویه فی ظاهر القبة ـ أقدم سادن الروضة آیة الله المسعودی الخمینی على تجدید بنائها و ترمیمها بعد أن جُمعت الصفائح الذهبیة القدیمة لکی تُبدّل و تغیّر.
إیوانات الحرم المطهر
إیوان الذهب:
تم بناء ایوان الذهب و کذا الایوانین الصغیرین اللذین بجانبه فی شمال الروضة المقدسة سنة 925 هـ عند تجدید بناء القبة و إحداث الصحن القدیم (العتیق) و مناراته. و قد کتب حول الایوان، الحدیث الشریف: «ألا ومن مات على حب آل محمد مات شهیداً» و بعد هذه الکتابة زُیّن الایوان الى مسافة مترین بالفسیفساء ثم بعدها بکتابة طویلة تعلوها مقرنصات مطلیة بصفائح ذهبیة، وکذلک یوجد ایوانان اقصر من الایوانین المذکورین على جانبی ایوان الذهب وقد زیّنا بالفسیفساء.
إیوان المرایا:
یوجد فی الجانب الشرقی من الحرم ایضاً ایوان مرتفع یسمى «ایوان آیینه» لأنه مزیّن بالمرایا. وفی اسفل جداره بارتفاع اکثر من متر زیّن بالرخام ثم فوقه حتى السقف زیّن بالمرایا، و حول الایوان نُقش على الرخام الایة الشریفة (الله نور السموات و الارض). و بین الایوان و الرواق الشرقی حرم ایوانی زُیّن بالمرایا مثل الایوان الاصلی و نقش علیه الحدیث الشریف: «من زار فاطمة بقم فله الجنة». و هذه الآثار الفنیة الرائعة هی من اعمال الفنان الشهیر الاستاذ حسن المعمار القمی فی العهد القاجاری، و قد تم انجازها عند بناء الصحن الجدید بأمر الصدر الأعظم «المیرزا علی اصغرخان أتابک».
المنائر
منارات الصحن العتیق:
توجد فی الصحن العتیق فوق ایوان الذهب مأذنتان مرتفعتان یغطّیهما الکاشی المظفور و نُقشت علیه الکلمات التالیة: (الله)، (محمد)، (علی). و قد تم بناؤها بأمر «محمد حسین خان شاهسون شهاب الملک» سنة 1285هـ و طلیت رؤوسها بالذهب سنة 1301.
منارات ایوان المرایا:
توجد على قاعدتی الایوان مأذنتان هما من أعلى ما بنی فی الروضة. و کُتب فی أعلاهما کتابة بعرض متر واحد، فی احداهما: «لا حول ولا قوة الاّ بالله العلی العظیم». و فی الاخرى: «سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اکبر». و غُطّیت المأذنتان من الاعلى الى الاسفل بالکاشی و کتب عیلهما اسماء الجلالة.
مآذن الصحن الکبیر:
توجد مأذنتان أیضاً فی الصحن الکبیر (الجدید أو الأتابکی) و هما تقعان مقابل ایوان المرایا و کان المؤذّنون فی السنوات الاخیرة یؤذنون و یقرأون المناجاة فیها.
مساجد الحرم المطهر
مسجد بالاسر (الذی یلی الرأس):
یعتبر هذا المسجد من اجمل أروقة الروضة و تُعقد فیه المجالس العامة و صلاة الجماعة و کان فی العهد الصفوی بمثابة دار الضیافة فی الروضة. و قد تم تجدید بنائه فی العهد القاجاری و صار بناؤه على شکل مسجد ذی قبیتن. و هو یعدّ اکبر مکان ذی سقف من اماکن الروضة. و فی سنة 1338 هـ ضمّ الیه الارض فی الجهة الغربیة من المسجد مما زاد فی مساحته مستندا الى ثلاثة اعمدة ضخمة.
وعندما بنی المسجد الاعظم بشکله الواسع لم یکن البناء القدیم لهذا المسجد «بین البناء الکبیر للحرم المطهر ومسجد اعظم الجدید» ذا مظهر مناسب فقام سادن الروضة آنذاک بتجدید بنائه، و بنى مکانه بناءً عالیاً یعدّ الیوم من اروع الاماکن فی الحرم المطهر.
مسجد (طباطبائی):
لهذا المسجد قبة ذات خمسین اسطوانة وقد بنی مکان صحن النساء «القدیم» جنوب الروضة المطهرة. و قد بناه المرحوم «حجة الاسلام الحاج محمد الطباطبائی» ابن المرحوم آیة الله حسن القمی». و قد استمر العمل فیه منذ سنة 1360 هـ حتى سنة 1370 هـ.
مسجد الشهید المطهری:
بنی هذا المسجد بمکان المتحف السابق. و قد زیّن بالکاشی الجدید الجمیل المظهر. و تقام اکثر المراسم الدینیة فی هذا المکان من الحرم المطهر. ملاحظة: تسمّى هذه الاماکن بالمساجد من باب اطلاق اسم المسجد علیها فقط ولا تشملها الاحکام الخاصة بالمسجد. و لذا دفن فی هذه الاروقة العلماء والمراجع.
و هناک فی مجموع الروضة و الحرم المطهر مکانان فقط لهما أحکام المسجد، وهما:
1 ـ الساحة التی تقع أمام محراب مسجد الطباطبائی.
2 ـ الساحة التی تقع فی الرواق الذی یلی الرأس. و لهذا فقد تم اطلاق اسم المسجد على هذه الاطراف أیضاً فیما بعد.
الأروقة
یطلق على الساحات القریبة من الضریح المطهر الأروقة.
الرواق الذی یلی الرأس (بالاسر):
وهی الساحة التی تقع بین المسجد الذی یلی الرأس الى الضریح المطهر. و قد زیّن بالمرایا و هو محل وقوف المؤمنین أثناء الزیارة.
رواق دار الحفّاظ : و هی الساحة بین ایوان الذهب و الضریح المطهر و الذی کان ـ فی السابق ـ محلاً یقیم فیه خدّام الحرم و قارئو القرآن مراسمهم الخاصة و هو الآن أیضاً محل لخطبة الخدم المسائیة.
رواق المرایا (الشهید البهشتی):
ویقع فی قسم النساء. و یلی موقع الرّجل من القبر الشریف. و تم ترمیمه فی السنوات الاخیرة بشکل جمیل و جذّاب، و هو الان محل الزیارة للنساء.
الرواق الأمامی: و هو الساحة التی تقع بین مسجد الطباطبائی حتى الضریح المطهر، و کان فی السنوات الماضیة محلاً لإقامة مراسم الخطبة الصباحیة من قبل خدّام الصحن المطهّر و مسؤولی الروضة المقدسة و لازال کذلک.
الصحون فی الحرم المطهر
الصحن الجدید «الاتابکی»:
یضم هذا الصحن الجمیل اربعة ایوانات: الشمالی و الجنوبی و الشرقی و الغربی. الایوان الشمالی هو المدخل من میدان الاستانة. و الجنوبی هو المدخل من طرف القبلة. و الشرقی هو المدخل من شارع إرم. و الغربی هو ایوان المرایا. و قد زیّنت هذه الایوانات و فیها آثار فنیة واضحة.
وقد کان لوجود هذه الایوانات ـ لاسیما ایوان المرایا ـ و کذلک وجود الحوض فی وسط الصحن المطهر اثر کبیر فی جمال هذا المکان المقدس. و قد بنى هذا الصحن (المیرزا على اصغر خان، الصدر الاعظم) و قد استمر فیه العمل منذ سنة 1295 هـ حتى سنة 1303 هـ.
الصحن العتیق (القدیم):
یعتبر الصحن العتیق ـ الواقع شمال الروضة المبارکــة ـ أوّل بناء بنی فیها.
و یضم هذا الصحن اربعة ایوانات جمیلة: احدها الایوان الواسع فی الجنوب و هو ایوان الذهب «مدخل الصحن الى الروضة المطهرة» . و الثانی الایوان فی الشمال و هو مدخل المدرسة الفیضیة الى الصحن المطهر. و الثالث الایوان فی الغرب و هو مدخل المسجد الاعظم. و الرابع فی الشرق و هو مدخل الصحن العتیق للصحن الجدید. و هذا الصحن ـ على صغره - فانه یضم حجرات عدیدة فی جوانبه.و قد قامت ببنائه «الشاه بیگی بیگم» بنت الشاه اسماعیل الصفوی سنة 925هـ. و قد بدأت منذ سنة 1377 ـ و لازالت لحد الآن ـ و بأمر سادن الروضة المقدسة ترمیمات اساسیة فی هذا الصحن و المقابر الموجودة فی اطرافه.
هذه اطلالة سریعة على مرافق الحرم الشریف و مرافقه.