هناک ثلاثة احتمالات فی محل قبر السیدة زینب (س): المدینة و الشام و القاهرة.

لقد ذهب أکثر أرباب السیر إلى أن قبر هذه العلویة الجلیلة فی القاهرة أو فی الشام.

یقول یحیى بن حسن الحسینی العبیدلی الأعرجی فی کتاب أخبار الزینبیات و کذلک قال آخرون من أرباب السیر: لقد توفیت السیدة زینب فی مصر.[1] و فی المقابل ذهب حسنین السابقی فی کتاب مرقد العقیلة زینب الى أن مرقدها فی الشام و دمشق، و أیده آخرون فی کتبهم.[2]

و قد تردّد بعض الکتّاب من قبیل الدکتور شهیدی فی کتاب زندگانی فاطمه­ی زهرا (س) (حیاة فاطمة الزهراء س) فی محل مرقد هذه المرأة العظیمة بین المدینة و الشام و مصر.[3]

فمن قال أن قبرها بمصر، استند إلى هذا الخبر و هو أنه بعدما رجعت قافلة الحسین المتبقیة من واقعة کربلاء من الشام إلى المدینة، توترت المدینة. فأرسل و الی المدینة رسالة إلى یزید و شرح فیها أوضاع المدینة و دور السیدة زینب فی وعی الناس و مقاومتهم. فأمر یزید بإخراجها من المدینة، و کان و الی المدینة مصرّا على أخراجها من المدینة. فهاجرت زینب من المدینة إلى مصر فاستقبلها و رحب بها حاکم مصر و جمع کثیر من أهالیها. و بعد مضی سنة توفیت السیدة زینب فی الخامس عشر من رجب، سنة 63 فی القاهرة.[4]

أما أولئک الذین ذهبوا إلى أن قبرها فی الشام، فبالإضافة إلى نقل خبر إخراجها و نفیها على ید و الی المدینة من المدینة، و ذهابها إلى الشام، تناولوا خبرا آخر مفاده أنه عندما کانت واقعة الحرة و جاء جلاوزة یزید و استباحوا أهل المدینة فی سنة 62 هجریة، أخذ عبد الله بن جعفر بید زوجه زینب و انتقل معها إلى مزرعة فی الشام، و ذلک من أجل أن لا تعود ألامها و یخفف علیها من حزنها، کما أنه أراد أن یحفظها من الطاعون الذی أصاب المدینة وقتئذ. فأقاموا هناک أیاما إلى أن أصابها المرض و توفیت بتلک الدیار. و بعد زینب الکبرى، اشتهرت أختها أم کلثوم بنت أمیر المؤمنین (ع) من غیر فاطمة الزهراء (س) بزینب الکبرى و هاجرت إلى مصر.[5]

ثم حتى مع عدم التمکن من البت فی تشخیص محلّ قبر السیدة زینب علیها السلام، یمکن القول بأن جمیع المراقد و الأماکن المنسوبة إلى هذه السلالة الطاهرة هی من مصادیق قوله تعالى: "فی‏ بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فیهَا اسْمُهُ.."[6] إذن مجرد إنتماء هذه البیوت و المراقد إلى هذا السلالة الطاهرة یجعل منها محال ذکر الله و التوجه إلى الیه سبحانه و تزکیة الإنسان و توثیق العرى مع الشهداء و أهل البیت. و أینما کان مرقد أهل البیت ففیه یحیا ذکرهم لأنهم فی قلوب العشاق و المحبین لهم.

للحصول على المزید من المعلومات راجع (محل دفن السیدة زینب علیها السلام)