Please Wait
6106
لقد أقرّ القرآن بحقیقة العین و أشار إلى نماذج منها و تؤید ذلک الشواهد التأریخیة التی اشار الیها القرآن عن المجتمعات السالفة و الاقوام الماضیة.
یعتقد العلماء الیوم أن لبعض الناس روحاً و طاقة فریدة یمکنها أن تنقل الأشیاء من مکان إلى مکان بل تستطیع أن تفجّر الأشیاء مثل أشعّة اللیزر. طبعا کل الناس یملکون هذه القدرة و الطاقة، لکن تقوى هذه الطاقة فی بعض الأشخاص لأسباب طبیعیّة أو تمارین خاصة أو تحولات باطنیة و خارجیة و تظهر أثرها من حیث لا یشعر الإنسان.
و من أجل توقی شرّ العین و صى الإسلام بالاستعاذة و ذکر الله و دفع الصدقة.
بعض الناس یجعل العین و آثارها فی سلّة الخرافات و لا یعتقد بها أصلاً. لکن یبدو أن القرآن لا یعتبرها خرافة و مضافا إلى ذلک یشیر إلى نماذج منها، و تؤید ذلک الشواهد التاریخیة القرآنیة عن الماضین.
لقد أثبتت الدراسات العلمیة أن للإنسان طاقة عجیبة یمکنها أن تترک آثاراً إیجابیة أو سلبیة.
یعتقد العلماء الیوم أن لبعض الناس روحاً و طاقة فریدة یمکنها أن تنقل الأشیاء من مکان إلى مکان بل تستطیع أن تفجّر الأشیاء مثل أشعّة اللیزر. و قد تصدر هذه الطاقة من العین.
إن قدرة العین على الإضرار تختلف بحسب الطاقة الباطنیة التی یملکها کل إنسان. کل الناس یملکون هذه الطاقة بشکل طبیعی. لکن تقوى هذه الطاقة فی بعض الأشخاص لأسباب طبیعیّة أو تمارین خاصة أو تحولات باطنیة و خارجیة و تظهر أثرها من حیث لا یشعر الإنسان، و لکن لم تختصّ هذه الطاقة بإنسان دون إنسان، بل الکلّ یملکونها.
یعتقد المفسرون أنه قد تشتدّ هذه الطاقة فی بعض الأعین و بالتالی یستطیع الإنسان أن یؤثر على غیره من خلال أمواج خاصة. و یتناقل الکثیر عن أشخاص شاهدوهم بأم عینهم حیث یستطیعون بعینهم أن یقتلوا حیواناً أو یحرکوا بعض الأشیاء أو یعطلوا جهازاً. فهم یعتقدون بأن لا ینبغی الإصرار على إنکار هذه الأمور. بل یجدر تقبّل احتمال وجود مثل هذا الأمر من الناحیة العقلیة و العلمیة.[1]
و روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: "العین حق و الرقى حق"[2] و یعتقد صاحب تفسیر الأمثل أن الدعاء و التوسل نافع فی إبطال أثر العیون و منع أو تقلیل أضرارها.[3] روی عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال: إِنَّ الْعَیْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ وَ الْجَمَلَ الْقِدْر.[4] و أیضا روی أن النبی مرّ من البقیع فالتفت إلى أصحابه و قال لهم: و الله لأکثر أهل هذه المقبرة قد ماتوا بالعین.[5]
و قد قال الله سبحانه تعالى للنبی الأعظم (ص) فی العین: "وَ إِن یَکاَدُ الَّذِینَ کَفَرُواْ لَیزُلِقُونَکَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سمَعُواْ الذِّکْرَ وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ لمَجْنُون"[6]
یقول العلامة الطباطبائی (ره): و المراد بإزلاقه بالأبصار و صرعة بها- على ما علیه عامة المفسرین- الإصابة بالأعین، و هو نوع من التأثیر النفسانی لا دلیل على نفیه عقلاً و ربما شوهد من الموارد ما یقبل الانطباق علیه، و قد وردت فی الروایات فلا موجب لإنکاره.[7]
و یقول الله سبحانه عن لسان یعقوب: "وَ قَالَ یَابَنىِ لَا تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَ ادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَ مَا أُغْنىِ عَنکُم مِّنَ اللَّهِ مِن شىَْءٍ إِنِ الحْکْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَیْهِ تَوَکلَّتُ وَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَکلَ الْمُتَوَکِّلُون"[8]
ذهب جمع من المفسّرین الى انّ سبب هذه النصیحة هو انّ اخوة یوسف کانوا یتمتّعون بقسط وافر من الجمال (و ان لم یکونوا کیوسف لکنّهم فی کلّ الأحوال کانوا اخوته) و بأجسام قویّة رشیقة، و کان الأب الحنون فی قلق شدید من انّ الفات نظر الناس الى هذه المجموعة المکوّنة من 11 شخصا و یدلّ سیماهم على انّهم غرباء و انّهم لیسوا من أهل مصر، فیصیبهم الحسد من تلک العیون الفاحصة.[9]
یقول الإمام الصادق (ع): لَوْ نُبِشَ لَکُمْ عَنِ الْقُبُورِ لَرَأَیْتُمْ أَنَّ أَکْثَرَ مَوْتَاهُمْ بِالْعَیْنِ لِأَنَّ الْعَیْنَ حَقٌّ.[10]
على أی حال ثبت بالعقل و العلم و التجربة أن للإنسان طاقات عجیبة نفسیة و روحیة تستطیع أن تعمل خیراً أو شراً و تترک آثاراً إیجابیة أو سلبیة.
طریق العلاج والوقایة
لیس التصدیق بأثر العین بمعنى اللجوء إلى التقالید الخرافیة و ممارسات العوام. الإسلام قد أرشد إلى الاستعاذة و ذکر الله و کذلک وصى بالصدقة من أجل الوقایة من أثر العین. یقول الإمام الصادق (ع): "الْعَیْنُ حَقٌّ وَ لَیْسَ تَأْمَنُهَا مِنْکَ عَلَى نَفْسِکَ وَ لَا مِنْکَ عَلَى غَیْرِکَ فَإِذَا خِفْتَ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ فَقُلْ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ ثَلَاثاً وَ قَالَ إِذَا تَهَیَّأَ أَحَدُکُمْ تَهْیِئَةً تُعْجِبُهُ فَلْیَقْرَأْ حِینَ یَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمُعَوِّذَتَیْنِ فَإِنَّهُ لَا یَضُرُّهُ بِإِذْنِ اللَّهِ"[11]
و قیل أن کتابة آیة و إن یکاد و الاحتفاظ بها دائما نافع فی ذلک.
و ورد فی حدیث آخر أن رسول الله (ص) کان یعیذ الإمام الحسن (ع) و الإمام الحسین (ع) من شرّ العین بهذه الکلمات: "أُعِیذُکُمَا بِکَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ وَ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى کُلِّهَا عَامَّةً مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ کُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ (ص) إِلَیْنَا[12] فَقَالَ: هَکَذَا کَانَ یُعَوِّذُ إِبْرَاهِیمُ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ (ع)"[13] [14]
أما ما ذکرته من حالتک من أن عندما تمدح أحداً یصاب بعینک بسرعة و یتأذى، فمن أین حصل لک الیقین على أن هذا الإیذاء قد صدر من عینک؟ لعله هناک علة أخرى و تزامنت مع نظرتک إلیه و لعلک أصبحت تفکر فی هذه القضیة أکثر من اللازم. على أی حال بما أن هذه الأحداث لیست باختیارک فلا یحملک الإسلام أیة مسؤولیة و أی ذنب.
بعد التفتیش فی النصوص الروائیة عثرنا على بعض الأحادیث التی تعطی حلولا للتخلص من هذه الحالة و عدم إیذاء الآخرین. و إلیک نماذج من هذه الأحادیث:
عندما یعجبک شیء من أخیک المؤمن کبر الله و اذکره[15] و اقرأ سور الحمد و قل هو الله أحد و المعوذتین و آیة الکرسی، و قل "ما شاء الله" و "تبارک الله" أو "الله الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله".[16]
[1] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج18، ص562ـ 563.
[2] نهج البلاغه؛ الکلمات القصار رقم 400
[3] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج18، ص563
[4] بحار الأنوار، ج60، ص20.
[5] . تفسیر منهج الصادقین ج9 ص391.
[6] القلم،51
[7] المیزان فی تفسیر القرآن، ج19، 388
[8] یوسف، 67
[9] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج7، ص260
[10] بحارالانوار، ج60، ص25
[11] بحارالانوار ، ج92، ص128
[12] کما یقول الراوی.
[13] الکافی، ج2، ص569.
[14] مقتبس من "شور چشمی" مع تصرف بسیط.
[15] طب، [طب الأئمة علیهم السلام] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنَ مِهْرَانَ عَنْ زِیَادِ بْنِ هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَنْ أَعْجَبَهُ شَیْءٌ مِنْ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ فَلْیُکَبِّرْ عَلَیْهِ فَإِنَّ الْعَیْنَ حَقٌّ
مُحَمَّدُ بْنُ مَیْمُونٍ الْمَکِّیُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَى عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ لَوْ نَبَشَ لَکُمْ مِنَ الْقُبُورِ لَرَأَیْتُمْ أَنَّ أَکْثَرَ مَوْتَاکُمْ بِالْعَیْنِ لِأَنَّ الْعَیْنَ حَقٌّ إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَال:َ الْعَیْنُ حَقٌّ فَمَنْ أَعْجَبَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْءٌ فَلْیَذْکُرِ اللَّهَ فِی ذَلِکَ فَإِنَّهُ إِذَا ذَکَرَ اللَّهَ لَمْ یَضُرِّهُ. بحارالأنوار ج : 92 ص : 127
[16] مکا، [مکارم الأخلاق] لِلْعَیْنِ مَعْمَرُ بْنُ خَلَّادٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الرِّضَا (ع) بِخُرَاسَانَ عَلَى نَفَقَاتِهِ فَأَمَرَنِی أَنْ أَتَّخِذَ لَهُ غَالِیَةً فَلَمَّا اتَّخَذْتُهَا فَأَعْجَبَ بِهَا فَنَظَرَ إِلَیْهَا فَقَالَ لِی: یَا مَعْمَرُ إِنَّ الْعَیْنَ حَقٌّ فَاکْتُبْ فِی رُقْعَةٍ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ آیَةَ الْکُرْسِیِّ وَ اجْعَلْهَا فِی غِلَافِ الْقَارُورَةِ وَ مِثْلُهُ. وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: الْعَیْنُ حَقٌّ وَ لَیْسَ تَأْمَنُهَا مِنْکَ عَلَى نَفْسِکَ وَ لَا مِنْکَ عَلَى غَیْرِکَ فَإِذَا خِفْتَ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ فَقُلْ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ ثَلَاثاً. وَ قَالَ: إِذَا تَهَیَّأَ أَحَدُکُمْ تَهْیِئَةً تُعْجِبُهُ فَلْیَقْرَأْ حِینَ یَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ الْمُعَوِّذَتَیْنِ فَإِنَّهُ لَا یَضُرُّهُ بِإِذْنِ اللَّهِ. وَ عَنْهُ (ع) قَالَ مَنْ أَعْجَبَهُ مِنْ أَخِیهِ شَیْءٌ فَلْیُبَارِکْ عَلَیْهِ فَإِنَّ الْعَیْنَ حَقٌّ . بحارالأنوار ج : 92 ص : 128. الْجَوَامِعُ لِلطَّبْرِسِیِّ، عَنِ النَّبِیِّ (ص): مَنْ رَأَى شَیْئاً یُعْجِبُهُ فَقَالَ اللَّهُ اللَّهُ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَمْ یَضُرَّهُ شَیْءٌ. بحارالأنوار ج : 92 ص : 133.