بحث متقدم
الزيارة
6512
محدثة عن: 2011/05/16
خلاصة السؤال
کیف یجب أن أنبه زوجی على تصرفاته الخاطئة؟
السؤال
عمری 27 سنة و عقدت منذ شهر. أنا و زوجی متحابین جدا. و لکن بدأت أواجه مشکلة فی الأیام الأخیرة حیث کلما أسعى من أجل أن أصبح زوجته المثالیة لا یرضى. أشعر یجب أن لا أشکل على تصرفاته الخاطئة، یجب أن لا أقول له شیئا إن تألمت منه، یجب أن أضمر انزعاجی فی قلبی و أن أتظاهر أمامه بالسرور و الرضا. لا أدری ماذا أفعل واقعا، أرجوکم أن تساعدونی فلیس لی أی مکان أحل فیه مشاکلی، و شکرا.
الجواب الإجمالي

یبدو من سؤالک أنکما متحابین بینکما و تریدین أنت أن تصبحی زوجة مثالیة لزوجک. فیجب علیک دائما أن ترکزی على هذه المیزة فی حیاتک لتغطی على باقی المسائل و القضایا.

یجب فی الحیاة الزوجیة أن تکون العلاقة علاقة صفاء و حمیمیة و صداقة لا الأنانیة و الاستبداد و الإعجاب بالنفس، إذن یمکن حل الکثیر من المشاکل بکل بساطة و سهولة.

رب أمور نعتبرها عیبا و لکنها لیست بعیب، إذن یجب أن نعرف العیب فی بدایة الأمر و نطمئن من کونه عیبا ثم نبادر لعلاجه.

یبدو أن أفضل معیار للتنبیه و الإرشاد هو أن نضع أنفسنا بدلا عن الطرف المقابل، أی نفترض أن لو أراد أحد أن یشکل علینا کیف نحب أن یوجه إشکاله، فنتصرف معه بنفس الأسلوب.

و بما أنه لم تنقض من زواجکم فترة طویلة و لم تتعرفوا بعد على الکثیر من خصالکم و صفاتکم! فلا تستعجلی حتى تزدادوا معرفة بصفاتکم و خصالکم فعند ذلک تستطیعون أن تصلوا إلى غایاتکم من دون إثارة الحزازات و الحساسیات.

الجواب التفصيلي

الأمر المسرّ الذی یبدو من سؤالک هو أنکما متحابین بینکما و تریدین أنت أن تصبحی زوجة مثالیة لزوجک. فیجب علیک دائما أن ترکزی على هذه المیزة فی حیاتک، فعند ذلک تغطی على باقی المسائل و القضایا حتى المشاکل التی هی موجودة فی جمیع العوائل تقریبا. و لکن من أجل أن نصل إلى جواب دقیق نطرح عدة أسئلة و نجیب عنها.

1ـ ما هو الطریق الذی یجعل من الزوجین مثالیین؟

2ـ ما هی المعاییر التی أشار إلیها الإسلام للزوج الجید؟

3ـ یجب أن نعرف هل هذا الأمر الذی اعتبرناه عیبا، عیب فعلا أم لا.

4ـ على فرض کونه عیبا فهل یحق لنا أن نطرحه کیف ما شئنا أم هناک شروط خاصة لمعالجة الامور؟

هنا نجیب عن الأسئلة حسب ترتیبها.

أولا: یبدو من خلال تعالیم الإسلام و أئمة دیننا أنه یجب فی الحیاة الزوجیة أن تکون العلاقة علاقة صفاء و حمیمیة و صداقة لا الأنانیة و الاستبداد و الإعجاب بالنفس، إذن کلما صدق الزوج و الزوجة بینهما کان ذلک عاملا مساعداً فی حل الکثیر من المشاکل بکل بساطة و سهولة. طبعا لا ننسى أن إدارة البیت تقع على کاهل الرجل ـ لا من باب امتیاز خاص ـ و یجب على جمیع أعضاء العائلة أن یقوموا بتقویة و تقویم بناء حیاتهم على أساس هذا الأصل.

ثانیا: بالنسبة إلى هذا السؤال یمکن مراجعة موضوع "معاییر الزوج الصالح" رقم 7980 الموجود فی هذا الموقع نفسه.

ثالثا: بالنسبة إلى معرفة العیب فیجب أن نعرف أولا من أی ناحیة یعتبر هذا النقص عیبا، فهل هو عیب من الناحیة الشرعیة أم هو عیب فی رؤیة العرف و المجتمع أو فی الرؤیة الشخصیة و حسب. فبالنسبة إلى الناحیتین الاولیین یجب أن نرجع إلى المتخصصین فی المسائل الدینیة و المسائل الاجتماعیة. نعم نحن نؤمن أن بعض العیوب واضحة و بینة بدرجة أن الکل یعرفونها، و لکن لیس الأمر کذلک عادة، فرب أمور نعتبرها عیبا و لکنها لیست بعیب.[1]

و على فرض أن بعض الأفعال عیب واقعا، فهل یحق لنا أن نذکرها فی أی زمان و أی مکان و بأی أسلوب کان؟

لعله یصدر التنبیه من منطلق النصیحة و المحبة و لکن لم یوصل إلى النتیجة المطلوبة بل قد یؤدی إلى عکس ذلک بسبب عدم مراعاة الشروط فیه. یبدو أن أفضل أسلوب لمراعاة الشروط المطلوبة هو أن نضع أنفسنا بدلا عن الطرف المقابل، أی نوجه الانتقاد إلیه بنفس الأسلوب الذی نحب أن یشکل الآخرون علینا! و ننبه الآخرین کما نحب أن ینبهونا. یعنی أن ننصح الآخرین مع مراعاة اختلاف شخصیتهم و مدى تحملهم للنصیحة.

و بما أنه لم تمر على زواجکم فترة طویلة و لم تتعرفوا بعد على الکثیر من خصالکم و صفاتکم! فیس من المناسب الاستعجال فی اتخاذ القرار ولابد من التأنی حتى تزدادوا معرفة بصفاتکم و خصالکم فعند ذلک تستطیعون أن تصلوا إلى غایاتکم من دون إثارة الحزازات و الحساسیات.

وفی الختام ننهی کلامنا بحدیث عن أمیر المؤمنین (ع).

لقد ورد فی وصیة أمیر المؤمنین (ع) للإمام الحسن (ع): "أَیْ بُنَیَّ تَفَهَّمْ وَصِیَّتِی وَ اجْعَلْ نَفْسَکَ مِیزَاناً فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ غَیْرِکَ فَأَحْبِبْ لِغَیْرِکَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِکَ وَ اکْرَهْ لَهُ مَا تَکْرَهُ لِنَفْسِکَ و لا تَظْلِمْ کَمَا لا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ و أَحْسِنْ کما تُحِبُّ أَنْ یُحْسَنَ إِلَیْکَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِکَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَیْرِکَ وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ لک ما ترضى به لهُمْ مِنْکَ و لا تَقُلْ بِمَا لا تَعْلَمُ بلْ لا تَقُلْ کُلَّ مَا تَعْلَمُ و لا تقُلْ ما لا تُحِبُّ أَنْ یُقَالَ لک‏"[2]



[1] للحصول عى المزید من المعلومات فی هذا المجال راجعی إلى شروط الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر المذکورة فی الکتب الفقهیة، هنا ننقل الشروط من تحریر الوسیلة للإمام الخمینی ج1، ص465: الأول- أن یعرف الآمر أو الناهی أن ما ترکه المکلف أو ارتکبه معروف أو منکرالشرط الثانی- أن یجوّز و یحتمل تأثیر الأمر أو النهی…‌الشرط الثالث- أن یکون العاصی مصرا على الاستمرارالشرط الرابع- أن لا یکون فی إنکاره مفسدة.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج ‏72، ص 29، مؤسسه الوفاء، بیروت، 1404 هـ ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...