Please Wait
الزيارة
5843
5843
محدثة عن:
2013/01/15
خلاصة السؤال
أرید رداً شافیاً وافیاً و بشکل ما قلّ و دلّ عن صحة هذه المرویّات جزاکم الله تعالى خیراً، لأن هذا الکلام یمس شخص أمیر المؤمنین (ع) بشکل محزن و هناک الکثیر ممن یصدقون هذه الأقاویل. فقد روی أن النبی (ص) جاء إلى بیت علی و فاطمة لیوقظهم لصلاة اللیل فقال لهم: یا علی الصلاة الصلاة ألا تصلیان!!، فقال علی (ع): أنفسنا بید الله إنشاء بعثها و إنشاء أمسکها، فضرب النبی (ص) على فخذه و قال: و کان الإنسان أکثر شئ جدلا.!!
السؤال
أرید رداً شافیاً وافیاً و بشکل ما قلّ و دلّ عن صحة هذه المرویّات جزاکم الله تعالى خیراً، لأن هذا الکلام یمس شخص أمیر المؤمنین (ع) بشکل محزن و هناک الکثیر ممن یصدقون هذه الأقاویل. فقد روی أن النبی (ص) جاء إلى بیت علی و فاطمة لیوقظهم لصلاة اللیل فقال لهم: یا علی الصلاة الصلاة ألا تصلیان!!، فقال علی (ع): أنفسنا بید الله إنشاء بعثها و إنشاء أمسکها، فضرب النبی (ص) على فخذه و قال: و کان الإنسان أکثر شئ جدلا.!!
الجواب الإجمالي
لم یرد هذا الحدیث إلّا فی المصادر السنیة، کصحیح البخاری[1] فی باب فضیلة صلاة اللیل و الإهتمام بها، و لم یذکر فی أیّ من المصادر الشیعیة، فمن هنا لا یکون لهذا الحدیث إعتبار لا زم حسب المبانی العقائدیة و الکلامیة للشیعة.
مع هذا هناک عدة ملاحظات ترد على مفهوم الحدیث جدیرة بالإهتمام:
1ـ نظراً إلى تردد النبی الأکرم (ص) المستمر إلى بیت إبنته السیدة الزهراء (س) و حیث أن الإمام علیا (ع) و أولاده أیضاً هم الرواة لهذه الحادثة، و على ضوء القرائن المحیطة بالحادثة یظهر أن هذه الروایة بصدد بیان مزاح من الطرفین أی من قبل النبی (ص) و الإمام علی (ع) بالأخص جواب النبی (ص) و عمله، حیث یشیران إلى تعجبه (ص)، و من هنا نجد أکثر شروح أهل السنة للحدیث تفسر عبارة "فضرب النبی (ص) على فخذه" تعجب النبی (ص) من سرعة جواب الإمام علی[2]، کما حمل البعض فعل النبی (ص) هذا على تأسفه و على هذا الأساس أعلنوا إمکان ضرب الشخص لبدنه حین التأسف! و هذا الإستدلال إدعاء فحسب لا یمکن إثباته.
2ـ هذا الحدیث ورد بشأن صلاة اللیل التی هی صلاة مستحبة، لذا فعلى فرض صحة الروایة و جدّیة کلام الإمام علی (ع) لا تمس هذه الروایة مقامه الشریف بسوء عند أهل السنة، فشارحوا هذا الحدیث من أبناء السنة إعتبروا هذه الروایة دلیلاً على فضیلة الإمام علی (ع) حیث قدّم مصلحة نشر العلم على منفعته الشخصیة، و أنه روى کل هذه الحادثة من دون أیّ نقص و حذف أو تحریف و تغییر.[3] بید أنه ـ کما بینا ـ نحن لا نقبل یحمل کلام النبی (ص) على الجدّیة على فرض قبولنا للحدیث.
3ـ على فرض صحة الروایة، لم تزل هذه الحادثة فی دفاع عن المدرسة الکلامیة للشیعة الإمامیة فی مقابل ثقافة التیار الجبری، فالنبی هنا لم یظهر اسفه إلّا على النزعة الجبریة المرتفعة من ظاهر کلام الإمام علی (ع). بالأخص و إن من رواة هذا الحدیث الإمام السجاد (ع) الذی ما برح یقاوم بنی أمیة الذین إستغلوا حربة التیار الجبری للوصول إلى أهدافهم، و لعله (ع) أراد بنقل هذه الروایة أن یتحدّى ثقافة التیار الجبری الحاکم على ذلک العصر.
مع هذا هناک عدة ملاحظات ترد على مفهوم الحدیث جدیرة بالإهتمام:
1ـ نظراً إلى تردد النبی الأکرم (ص) المستمر إلى بیت إبنته السیدة الزهراء (س) و حیث أن الإمام علیا (ع) و أولاده أیضاً هم الرواة لهذه الحادثة، و على ضوء القرائن المحیطة بالحادثة یظهر أن هذه الروایة بصدد بیان مزاح من الطرفین أی من قبل النبی (ص) و الإمام علی (ع) بالأخص جواب النبی (ص) و عمله، حیث یشیران إلى تعجبه (ص)، و من هنا نجد أکثر شروح أهل السنة للحدیث تفسر عبارة "فضرب النبی (ص) على فخذه" تعجب النبی (ص) من سرعة جواب الإمام علی[2]، کما حمل البعض فعل النبی (ص) هذا على تأسفه و على هذا الأساس أعلنوا إمکان ضرب الشخص لبدنه حین التأسف! و هذا الإستدلال إدعاء فحسب لا یمکن إثباته.
2ـ هذا الحدیث ورد بشأن صلاة اللیل التی هی صلاة مستحبة، لذا فعلى فرض صحة الروایة و جدّیة کلام الإمام علی (ع) لا تمس هذه الروایة مقامه الشریف بسوء عند أهل السنة، فشارحوا هذا الحدیث من أبناء السنة إعتبروا هذه الروایة دلیلاً على فضیلة الإمام علی (ع) حیث قدّم مصلحة نشر العلم على منفعته الشخصیة، و أنه روى کل هذه الحادثة من دون أیّ نقص و حذف أو تحریف و تغییر.[3] بید أنه ـ کما بینا ـ نحن لا نقبل یحمل کلام النبی (ص) على الجدّیة على فرض قبولنا للحدیث.
3ـ على فرض صحة الروایة، لم تزل هذه الحادثة فی دفاع عن المدرسة الکلامیة للشیعة الإمامیة فی مقابل ثقافة التیار الجبری، فالنبی هنا لم یظهر اسفه إلّا على النزعة الجبریة المرتفعة من ظاهر کلام الإمام علی (ع). بالأخص و إن من رواة هذا الحدیث الإمام السجاد (ع) الذی ما برح یقاوم بنی أمیة الذین إستغلوا حربة التیار الجبری للوصول إلى أهدافهم، و لعله (ع) أراد بنقل هذه الروایة أن یتحدّى ثقافة التیار الجبری الحاکم على ذلک العصر.
[1] البخاری الجعفی، محمد بن إسماعیل أبو عبد الله، الجامع الصحیح المختصر، ج 1، ص 379، ح 1075، دار إبن کثیر، الیمامة ـ بیروت، الطبعة الثالثة، 1407 ق.
[2] النووی، أبو زکریا یحیى بن شرف بن مری، المنهاج شرح صحیح مسلم بن الحجاج، ج 3، ص 126، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1392 ق، العسقلانی، أحمد بن علی بن حجر أبو الفضل، فتح الباری فی شرح صحیح البخاری، ج 4، ص 106، دار المعرفة، بیروت، 1379 ق.
[3] فتح الباری، نفس المصدر، عمدة القاری، نفس المصدر.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات