بحث متقدم
الزيارة
6586
محدثة عن: 2011/10/24
خلاصة السؤال
ما هی العلة فی تحریم بیض الغنم "الخصیتان"؟.
السؤال
أرید أن أعرف ما هی العلة فی تحریم الطحال و الخصیتان؟
الجواب الإجمالي

إن الله سبحانه حکیم و لا یصدر من الحکیم عمل عبثی و من دون حکمة، و لذلک فإن الشیعة یعتقدون أن جمیع الأحکام تکون على أساس المصالح و المفاسد، و فی مورد السؤال یمکن الإشارة إلى علتین للحرمة من خلال الآیات و الروایات.

1ـ یقول تعالى فی القرآن الکریم: «و یحل لهم الطیبات...» و قد وردت أحادیث عن المعصومین تؤکد أن بیض الغنم من الخبائث.

2ـ یقول الإمام الصادق (ع): «إن إبراهیم(ع) هبط علیه الکبش من ثبیر و هو جبل بمکة لیذبحه أتاه إبلیس فقال له: أعطنی نصیبی من هذا الکبش، قال: و أی نصیب لک وهو قربان لربی و فداء لابنی، فأوحى الله تعالى إلیه أن له فیه نصیباً، و هو الطحال لأنه مجمع الدم و حرم الخصیتین لأنهما موضع للنکاح و مجرى للنطفة، فأعطاه إبراهیم الطحال و الأنثیین و هما الخصیتان».

الجواب التفصيلي

بما أنه سبحانه حکیم [1] ، و أنه لا یصدر من الحکیم عمل عبثی و بلا سبب [2] ، من هنا فإن الشیعة یعتقدون أن جمیع الأحکام الإلهیة إنما تشرع على أساس المصالح و المفاسد [3] ، و أما بالنسبة لمورد السؤال فبالإمکان الإشارة إلى نموذجین من العلل لهذا التحریمک

1ـ قوله تعالى فی القرآن الکریم: «و یحل لهم الطیبات و یحرم علیهم الخبائث» [4] .

و الظاهر أن المراد من الخبائث فی الآیة الشریفة الأشیاء التی تکون واقعاً خبیثة و قبیحة و قد بینها الشارع لا کل شیء ینفر منه طبع الإنسان، لأن طبع الإنسان یختلف باختلاف الزمان و المکان و المحیط [5] .

و قد وردت أحادیث عن المعصومین أن الخصیتین "بیض الغنم" من الخبائث [6] .

2ـ یقول الصدوق(ره) فی الباب 357 من علل الشرائع فی سر حرمة تناول الطحال و البیضتین: عن محمد البزنطی، عن أبان بن عثمان قال: قلت لأبی عبد الله (ع) کیف صار الطحال حراماً، و هو من الذبیحة؟ فقال: إن إبراهیم (ع) هبط علیه الکبش من ثبیر و هو جبل بمکة لیذبحه أتاه إبلیس فقال له: أعطنی نصیبی من هذا الکبش، قال: و أی نصیب لک وهو قربان لربی وفداء لابنی، فأوحى الله تعالى إلیه أن له فیه نصیباً، و هو الطحال لأنه مجمع الدم وحرم الخصیتین لأنهما موضع للنکاح ومجرى للنطفة، فأعطاه إبراهیم الطحال و الأنثیین وهما الخصیتان [7] .



[1] فی القرآن 97 مورداً تصرح بحکمة الله.

[2] أفحسبتم أنما خلقناکم عبثاً و أنکم إلینا لا تُرجعون، المؤمنون، 115.

[3] للاطلاع الأکثر على فلسفة الأحکام راجع المواضیع فی هذا الموقع: (فلسفة و حکمة الأحکام الفقهیة رقم 14060 (الموقع: 13798).

[4] الأعراف 157.

[5] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج59، ص84، مطبعة مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان، السنة 1404 هـ . ق.

[6] الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص562، منشورات مکتبة الداوری قم؛ علل الشرائع ـ ترجمة ذهنی الطهرانی، ج2، ص788 و 789.

[7] علل الشرائع، ج2، ص562، علل الشرائع ـ ترجمة ذهنی الطهرانی، ج2، ص 788 و 789.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...