Please Wait
11221
هذا مقطع من سؤال یتوسل به السائل الى الله تعالى باسمه العظیم و یساله باکبر اسمائه و أعز صفاته تعالى ثم یطلب حاجته التی بدأ الدعاء من أجلها.
صحیح أن الله تعالى حقیقة واحدة، الا أنه من الممکن تسمیته تعالى و وصفه باسماء و صفات متعددة من حیثیات و اعتبارات مختلفة؛ فعلى سبیل المثال من جهة کونه خالقاً یطلق علیه اسم "الخالق" و من جهة کونه عالماً بجمیع الاشیاء یسمى "عالم" و اذا لوحظ من جهة تدبیره للکون و المخلوقات یقال له "مدبر".
و من الممکن ارجاع جمیع الاسماء الالهیة الى اسم واحد و هو "الاسم الاعظم" الذی تنبع منه جمیع الاسماء و تکمن فیه جمیع الصفات.
و فی الادعیة یختار الداعی اسماً من الاسماء المبارکة یتناسب مع الموضوع المطلوب و یتوسل الى الله تعالى بذلک الاسم. [1]
فعلى سبیل الفرض لو فرضنا انا قصدنا شخصاً ما لحل مشکلة مالیة و ازمة تتعلق بهذا المجال و کان ذلک الرجل یحمل من الصفات الکثیرة لکننا لا نلج الى قلبه من جمیع تلک الاوصاف و إنما نلجه من خلال الحدیث عن مساعدته للمحرومین و الفقراء و صفة البذل و العطاء التی یتمتع بها و...
و فی الحقیقة أن الهدف من وراء الاشارة الى تلک الاوصاف هو: اولا: نقول لمثل هکذا شخص إننا نعتقد و نؤمن بما یتوفر علیه من صفات حمیدة فی هذا المجال، و ثانیا: نقول له من تتوفر فیه تلک الصفات جدیر بالقیام بذلک العمل و حل المشکلة المالیة لمن قصده.
و قد تتوفر فی الشخص صفة تحتوی على جمیع خصال الکمال و تکشف عن جمیع صفاته الکمالیة، کصفة السلطان الذی بیده مقالید الامور فلا ریب أن الدخول الیه و الولوج الى قلبه سیکون من خلال هذه الصفة التی تکمن فیها جمیع الصفات الأخرى. [2]
و ما جاء فی متن السؤال هو التوسل و التضرع الى الله تعالى باسمه الاعظم الذی جاء فی کثیر من الادعیة کدعاء السمات: "اللهم إنی أسألک باسمک العظیم الأعظم الأعز الأجل الأکرم الذی إذا دعیت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت و إذا دعیت به على مضایق أبواب الأرض للفرج بالرحمة انفرجت و إذا دعیت به على العسر للیسر تیسرت و إذا دعیت به على الأموات للنشور انتشرت و إذا دعیت به على کشف البأساء و الضراء انکشفت " [3]
[1] الجدیر بالذکر أن أفضل سبیل لدعوة الباری تعالى و طلب الحاجة منه أن یعتمد الانسان الادعیة المبارکة المرویة عن أهل بیت العصمة و الطهارة (ع) لان تلک الذوات المقدسة تعرف أفضل من الجمیع طریقة الخطاب و الدعاء و التوسل الى الله تعالى و تعرف الاسماء التی ینبغی التوسل بها. و بعبارة أخرى: یعرفون الاسماء التی ینبغی ان یزین بها الله تعالى.
[2] لمزید الاطلاع انظر: العارفون بالاسم الاعظم، 4834(الرقم فی الموقع:5188).
[3] البلد الامین، ص90.