Please Wait
7878
هذه الجملة هی مقطع من حدیث الدواة و القلم أو القرطاس، الذی نقله الفریقان (الشیعة و السنة) باسانید کثیرة؛ و فی هذه الروایة إشارة الى ما صدر من بعض الصحابة من تجاسر على شخص النبی الأکرم (ص) الذی وصفه الله تعالى بقوله "ما ینطلق عن الهوى" لکنه و لشدید الاسف لما أمر بطلب ما یکتب به وصیته اتهمه البعض بأنه یهجر، و من هنا لم یتحمل الرسول الأعظم (ص) تلک الاهانة و الصلف منهم و لذلک أمر بخروجهم عنه و قال "قوموا عنّی و لا ینبعی عندی التنازع".
هذه الجملة هی مقطع من حدیث الدواة و القلم أو القرطاس، الذی نقله الفریقان (الشیعة و السنة) باسانید کثیرة؛ و قد نقل البخاری القصة ست مرّات و نقلها مسلم ثلاث مرّات، نذکر هنا الحدیث نقلا عن صحیح البخاری باسانید مختلفة:
1. "حدثنا قَبِیصَةُ حدثنا ابن عُیَیْنَةَ عن سُلَیْمَانَ الأَحْوَلِ عن سَعِیدِ بن جبیر، عن بن عَبَّاسٍ رضی الله عنهما أَنَّهُ قال: یَوْمُ الْخَمِیسِ و ما یَوْمُ الْخَمِیسِ! ثُمَّ بَکَى حتى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ. فقال: إشتدَّ برسول اللَّه (ص) وجعُهُ یوم الْخَمِیسِ فقال: ائْتُونِی بکتاب أَکتُبْ لکُمْ کتابًا لنْ تضلُّوا بعدهُ أَبدًا فتنازعُوا و لا یَنْبَغِی عِنْدَ نَبِیٍّ تَنَازُعٌ، فقالُوا: هجر رسول اللَّهِ (ص)! قال: دعُونِی فَالَّذِی أنا فیه خَیْر مِمَّا تدعوننی إلیه" [1]
2. "حدثنا قتیبةُ حدثنا سفیان عن سلیمان الأَحول عن سعید بن جبیر قال: قال ابن عبَاس: یومُ الْخَمِیسِ و ما یومُ الخمیسِ! إشتد برسول اللَّه (ص) وجَعُهُ فقال: ائْتُونِی أَکْتُبْ لَکُمْ کِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا ولا یَنْبَغِی عِنْدَ نَبِیٍّ تَنَازُعٌ. فقالُوا: ما شأْنُهُ أَهجر استفهمُوهُ فذهبُوا یَرُدُّونَ علیه! فقال: دعُونِی فالَّذِی أنا فیه خَیْرٌ مِمَّا تدعوننی إلیه" [2]
3حدثنا إِبْرَاهِیمُ بن مُوسَى حدثنا هِشَامٌ عن معمر و حدثنی عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ حدثنا عبد الرَّزَّاقِ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِیِّ عن عُبَیْدِ اللَّهِ بن عبد اللَّهِ عن بن عَبَّاسٍ رضی الله عنهما قال: لَمَّا حُضِرَ رسول اللَّهِ (ص) و فی الْبَیْتِ رِجَالٌ فِیهِمْ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ، قال النبی (ص): هَلُمَّ أَکْتُبْ لَکُمْ کِتَابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ. فقال عُمَرُ: إِنَّ النبی (ص) قد غلبَ علیه الوجعُ وعندکُمْ القُرآنُ حسبنَا کتابُ اللَّهِ!! فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَیْتِ فَاخْتَصَمُوا منهم من یقول قَرِّبُوا یَکْتُبْ لَکُمْ النبی (ص) کِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ و مِنْهُمْ من یقول ما قال عُمَرُ!! فلما أَکْثَرُوا اللَّغْوَ و الاخْتِلافَ عند النبی (ص) قال رسول اللَّهِ (ص): قوموا. قال عُبَیْدُ اللَّهِ: فکان ابن عَبَّاسٍ یقول: إِنَّ الرَّزِیَّةَ کُلَّ الرَّزِیَّةِ ما حال بین رسول اللَّهِ (ص) وبیْنَ أَنْ یَکْتُبَ لهم ذلک الکتاب من اختلافهم و لغطهم [3]
هذه هی الحرکة التی صدرت من بعض المسلمین فی محضر النبی الأکرم (ص) و لم یکتفوا بالتمرّد على أمره بطلب الدواة و القلم بل تجاسروا على مقامه الکریم (ص) بأقسى کلمات الاهانة الأمر الذی اشتد على النبی الأکرم (ص) و صعبه علیه أن یرى هذا الموقف فتصدى لهذه الوقاحة و الصلف التی صدرت من البعض، و قد اشارت المصادر الى نوعین من ردة الفعل التی صدرت منه (ص):
1. منها قوله : «قوموا عنّی و لا ینبغی عندی التنازع» [4] و ه ذا یکشف عن مدى التأثر الذی أصاب النبی الاکرم (ص) من کلامهم القبیح و المتجاسر على مقامه الکریم (ص).
2. لما إشت د النزاع و التخاصم بینهم و صدر منهم ما صدر من الکلمات المقذعة أمر النبی بخروجهم و قال (ص): «ذرونی فالذّی أنا فیه خیر ممّا تدعونی إلیه» [5] .
و على کلا الصورتین فان کلام النبی (ص) واضح، لانه (ص) قد بین لامته الوظیفة التی ینبغی القیام بها على جمیع الصعد. و منها صعید الامامة و تعیین الخلیفة فانه (ص) قد اشار مرات عدیدة الى الإمام علی (ع) و لکنه (ص) شاهد فی تلک الواقعة أن هناک بعض الناس من یرید الوقوف أمام النبی (ص) لیمنع من ذلک و لیصل الى سدّة الحکم حتى لو کان ثمن ذلک المساس بأصل النبوة و المساس بمن قال عنه القرآن الکریم "ما ینطلق عن الهوى" و بان یتهمه بانه یهجر أو غلبه الوجع و... من هنا تصدى (ص) لهذه الاهانة و قام بطرد المتجاسرین من المجلس.
لمزید الاطلاع انظر:
الف: المنع من کتابة وصیة النبی (ص) رقم السؤال 3672 (الرقم فی الموقع: 4089) .
ب: الشیعة و خلافة النبی (ص) السؤال رقم 1289 (الرقم فی الموقع:1273).
ج: حول حدیث الدواة و القلم، السؤال 10163 (الرقم فی الموقع:10177).
[1] . صحیح البخاری ج 3 ص 1111 ش 2888، اسم المؤلف: محمد بن إسماعیل أبو عبدالله البخاری الجعفی الوفاة: 256 ، دار النشر : دار ابن کثیر , الیمامة - بیروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقیق : د. مصطفى دیب البغا .
[2] صحیح البخاری ج 4 ص 1612 ش 4168.
[3] . صحیح البخاری ج 5 ص 2146 ش 5345 باب قول المریض قوموا عنی .
[4] صحیح البخاری ج 5 ص 2146 ش 5345 باب قول المریض قوموا عنی
[5] صحیح البخاری ج 4 ص 1612 ش 4168 ، صحیح البخاری ج 3 ص 1111 ش 2888، اسم المؤلف: محمد بن إسماعیل أبو عبدالله البخاری الجعفی الوفاة: 256 ، دار النشر : دار ابن کثیر , الیمامة - بیروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقیق : د. مصطفى دیب البغا