یقول تعالی فی القرآن الکریم (وَ مِنْ حَیْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَیْثُ ما کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَه‏)[1]:

الف- لیس کلما اتجهنا فی الصلاة الی أی جهة من جهات الکرة الارضیة نکون متجهین بالتالی الی القبلة و کمثال علی ذلک فانکم اذا افترضتم کرة ووضعتم علامة علی موضع منها، فهل ستکون الخطوط المستقیمة الممتدة من أی موضع منها منتهیة الی العلامة الاولی؟ نعم اذا وقفنا باتجاه القبلة بحیث یمکننا ان نصل الی الکعبة من کلا الطرفین، فانه سوف ینطرح السؤال بانه هل یمکننا ان نصلی باتجاه کلا الطرفین؟

ب- اذا وقفنا باتجاه القبلة فی أی نقطة من نقاط الارض و تأملنا فاننا نری الجهة المقابلة ایضاً هی باتجاه القبلة (أی اننا حینما ندور حول الکرة الارضیة علی خط واحد فاننا سوف نصل الی نفس النقطة) و لکن فهم و تشخیص الاحکام الشرعیة قد جعلت علی عهدة العرف. و من هنا فان العرف لا یری ان الجهة المقابلة هی جهة القبلة و لذا قال الفقهاء( اذا علم المصلی ان الجهة الاخری ایضاً هی جهة القبلة وجب علیه الصلاة باتجاه ما تکون مسافته اقرب الی الکعبة)[2] و النتیجة: اذا وقفنا امام الکعبة تماماً وهی النقطة فی الطرف الآخر من الارض، فانه یجوز لنا فی الصلاة کلا الجهتین و فی الامکنة التی تکون مسافة احدی الجهتین اقرب تجب الصلاة الی تلک الجهة[3].