بحث متقدم
الزيارة
5636
محدثة عن: 2010/09/08
خلاصة السؤال
هل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة، أو أن للمسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و ما هی الطریقة الإسلامیة للترویح عن الروح و البدن؟
السؤال
طبقاً للروایات فإن الانشغال و ملأ أوقات الفراغ بالموسیقی یعدّ من الذنوب الکبیرة. فهل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة أو تأخذ هذه المسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و هل تحرم أیضاً الموسیقی العرفانیة مع الشعر الإلهی (مثل بعض أناشید الدکتور الاصفهانی)؟
و ما هی الطریقة الذسلامیة للترویح عن النفس و الجسم؟ ألّا یؤدی حبّ أهل البیت و ذکر مصابهم فقط الی الضجر و الملل الروحی؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

یمکنکم الحصول علی جمیع ما یتعلق بالموسیقی من ابحاث فی المواضیع: 6167 (الموقع 6550) حدیث حول فائدة الموسیقی. و اما ما یتعلّق بسؤالکم فهو ما یلی:

إذا کانت الموسیقی مصداقاً للحرام (بالالتفات الی المواضیع المرتبطه) فالاستماع الیها لا یختلف حکمه فی الحالات کالسیاقة و غیرها. فکل موسیقی تشتمل علی شرط الحرام فهی حرام، و اختلاف الأسماء (کالموسیقی العرفانیة أو الکلاسیکیة و ...) لا تغیّر من حقیقة الأمر شیئاً. فیجب علیکم تشخیص نوع الموسیقی و هل إنها مصداق للموسیقی المحرمة أو لا؟

و اما بالنسبة للسؤال الآخر: التعالیم الإسلامیة فی الترویح عن النفس و الجسم:

ان الإیمان الدینی من حیث انه یکوّن شکلاً خاصاً لتصور الإنسان بالنسبة للکون فهو یری أن وراء الخلق هدفاً، و الهدف هو الخیر و التکامل و السعادة، فهو بذلک یجعل نظرة الإنسان للنظام الکونی و القوانین الحاکمة علیة نظرة متفاءلة، فحال الفرد المؤمن فی عالم الکون تشبه حالة الفرد الذی یعیش فی بلد تسوده القوانین و المؤسسات و الأنظمة الصحیحة و العادلة و هو واثق من حسن نیة کبار المسؤولین فی الدولة أیضاً، فیری الظروف متوفّرة للتطوّر و الرقی له و لجمیع الناس و یری ان الشیء الوحید الذی من الممکن أن یؤدّی الی تخلفه هو کسله و قلّة تجربته هو و الأشخاص الذین هم مکلّفون و مسؤولون مثله، و ان کل خلل أو نقص موجود فهو بسبب أنه هو و أمثاله لم یؤدّوا وظائفهم و مسؤولیّاتهم.

ان مثل هذا الشخص – مع شعوره الدینی و الإیمانی- یحصل عنده اطمئنان و شعور بالرضا. اذن فأصل الإیمان له تأثیر کبیر فی الاطمئنان الروحی للإنسان، یقول الله تعالی: "ألا بذکر الله تطمئن القلوب" [1] .

و قد سمّی الإسلام الأعیاد و المناسبات الدینیة و اعتبرها أیام عید و فرح و سرور، یقول الإمام الصادق(ع) حول عید الغدیر: "انه یوم عید و فرح و سرور". [2]

و روایات أهل البیت(ع) مع انها لم تتعرّض لمصادیق و طرق الترفیة الجسمی (لأنه من الممکن ان تتغیّر مثل هذه الامور) و لکنها اکّدت علی أصل الترفیة.

فقد ورد فی الأحادیث بأن علی الإنسان أن یجعل من وقته ساعة فی الیوم فی اللذّة المحلّلة لکة یعود له النشاط و الحیویة و قد أکّدت أیضاً علی أن تخصیص هذه الساعة یؤدی الی حسن أداء باقی الواجبات و أداء العبادات باقبال و توجه.

یقول الإمام الصادق(ع): "ینبغی للمسلم العاقل أن لا یری ضاعناً الا فی ثلاث: مرّمته لمعاش، أو تزود لمعاد أو لذة فی غیر ذات محرم، و ینبغی للمسلم العاقل أن یکون له ساعة یفضی بها الی عمله فیها بینه و بین الله عزوجل و ساعة یلاقی إخوانه الذین یفاوضهم و یفاوضونه فی أمر آخرته و ساعة یخلّی بین نفسه و لذاتها فی غیر محرم فإنها عون علی تلک الساعتین". [3]

و من جانب آخر فقد رفض الإسلام الکسل و التکاسل و دعا الی النشاط الروحی و الجسمی، حتی أنه فی العبادات و المستحبّات دعا الی أن یکون أداء العبادات عن نشاط و اندفاع، فإذا أراد الإنسان أن یعمل عملاً مستحباً فلا ینبغی له أن یفرض علی نفسه و یجبرها علی ذلک، بل ینبغی فعل ذلک عن نشاط و اندفاع. یقول نبیّ الذسلام الأکرم (ص): "ان للقلوب اقبالاً و ادباراً، فإذا أقبلت فتنفلوا و إذا أدبرت فعلیکم بالفریضة". [4]

و الکسل و التکاسل فی الامور الدنیویة أیضاً أمر مرفوض فی الإسلام، فالاسلام دین السعی و النشاط، یقول الإمام الکاظم(ع): "إیاک و الکسل و الضجر فإنهما یمنعانک من حظک من الدنیا و الآخرة". [5]

بناء علی هذا فالاسلام لا أنه یؤید النشاط الروحی و البدنی فقط بل انه أمر بذلک، و لکن ما ینبغی الالتفات الیه هو انه یمکن أن تکون مصادیق الامور المنشطة مختلفة، فکل عمل یبعّد الإنسان عن الکسل و لیس فیه معصیة الله و أذی للناس فیمکنه أن یکون مصداقاً لهذا الأمر.

انظر: السؤال 1214 (الموقع 2049) طرق اکتساب حب الله.


[1] الرعد، 28.

[2] وسائل الشیعة، ج10، ص444.

[3] الکافی، ج5، ص87.

[4] الکافی، ج3، ص454.

[5] الکافی، ج5، ص85، ح2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هی الطریقة التی تؤدى بها صلاة نافلة العشاء؟
    5557 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    ان وقت صلاة العشاءین (المغرب و العشاء) من أول المغرب الى منتصف اللیل، و یختص أول الوقت بصلاة المغرب و آخره بصلاة العشاء بمقدار أدائهما. فاذا انتهى المصلی من صلاة المغرب بدأ وقت صلاة العشاء و یمتد الى منتصف اللیل. و لما کانت صلاة نافلة العشاء تاتی ...
  • انا طالب علوم دينية متعاقد مع أحدى الادارات لكنني اخرج باذن المدير لاقامة الصلاة و الحديث في مؤسسة خصوصية، فما حكم المال الذي استلمه مقابل القدوم و الحضور الى المؤسسة؟
    4812 الحقوق والاحکام 2012/05/17
    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (مد ظله العالي): الملاك في مثل هذه الامور القانون و المقررات المرتبطة بالقضية فلا بد من التقيد بها و العمل طبقا لها. مكتب سماحة آية الله السيد السيستاني (مد ظله العالي): لا اشكال اذا ...
  • ما هو رأي الإسلام حول الإحسان إلی الآخرین؟
    2653 عمل صالح 2020/07/29
    انّ وجهة نظر الاسلام حول موضوع الاحسان الی الناس، اوضح من أن تحتاج الی دلیل وبرهان. لأنّه بالرجوع إلى المصادر الدينية، نلاحظ أنّه قد تم التوصية کثیرا بهذا الموضوع في آيات من القرآن وفی بعض الروايات الصادرة عن زعماء الدين.  انّ لهذا الموضوع درجة کبیرة من الاهمّیه بحیث ...
  • إذا کان وصی النبی (ص)معلوماً من البدایة، فلماذا علق النبی مسألة الوصایة بمسألة إجابة الآخرین و تلبیتهم لدعوته؟
    8122 الکلام القدیم 2007/03/14
    مع أن نظریة الشیعة فی الإمامة تتلخص فی أنها منصب و موهبة إلهیة یتم الإبلاغ عنها من قبل الرسول الأکرم (ص)و ذلک لأن الإمام لا بد و أن یکون معصوماً و إن الله وحده و نبیه یعلمان من هو الحائز على مقام العصمة و البالغ مرتبتها و الذی یمتلک الکفاءة ...
  • ما رأی الإسلام فی التأمین؟
    8133 التفسیر 2012/07/22
    التأمین هو تعهد و میثاق بین شخصین حقیقیین أو معنویین و بموجبه یتعهد أحد الطرفین أن یجبر کل خسائر الطرف الثانی أو بعضها التی حصلت على أثر وقوع حادث، بإزاء مبلغ محدد یستلمه منه. التأمین له أنواع مختلفه و کلها صحیحة فی رأی الإسلام مع مراعاة ...
  • ما هی ادلة الشیعة على أن قضیة "عبد الله بن سبأ" کذبة اخترعها (سیف بن عمر)
    8189 تاريخ بزرگان 2008/11/26
    إن التشیع هو الاسلام الحقیقی الذی ورث الامام على (ع) معارفه من النبی الاکرم (ص) و نقلها الى اتباعه . فانتساب الفکر الشیعی الى انسان بهودی کعبد الله بن سبأ نظراً للادلة العقلیة و النقلیة تعدّ اکذوبة کبیرة . أحد الادلة التی تثبت أن هذه النسبة واهیة هو ...
  • ما هو الوحی و کیف کان ینزل على الانبیاء؟
    10477 القرآن 2007/04/10
    (الوحی) فی اللغة الإشارة السریعة و یمکن أن تکون من جنس الکلام أو الرمز أو صوت مجرد عن الترکیب أو الإشارة و أمثال ذلک. و استعمالات القرآن المختلفة لهذه الکلمة و المعانی التی جاءت بها تلفت أنظارنا إلى مجموعة من المسائل: أولها: أن الوحی لا یختص بالإنسان، و ...
  • ما هو حکم الحیاة فی الکواکب السماویة الأخرى؟
    6470 الحقوق والاحکام 2008/05/01
    یکون البحث عن الحیاة فی الکواکب الأخرى عبر سؤالین:1. هل توجد فی الکواکب السماویة الأخرى حیاة و کائنات حیة؟ و هل یمکن للإنسان أن یعیش فی الکواکب الأخرى؟ و هل الإنسان قادر على السفر إلى هناک؟الإجابة ...
  • لماذا یرفض الشعب العراقی وجود الاجانب فی بلدهم؟
    6051 العملیة 2011/03/06
    کل شعوب الدنیا تحب أوطانها. و وجود الاجانب فی بلد له صور مختلفة مثل: السفر لاجل الزیارة و السیاحة و التجارة و العمل و الانتاج و الدراسة و العلاج و لاجل القیام بالبحوث و التحقیقات العلمیة و المسابقات العلمیة و القرآنیة، و الاهداف العسکریة و....
  • ما هو الموقف من اتباع الفرقة الاحمدیة؟
    6301 الکلام القدیم 2008/01/15
    البدعة فی اللغة تعنی العمل الجدید من دون سابقة، و فی الاصطلاح تعنی (إدخال ما لیس من الدین فی الدین) بمعنى نسبة شیءٍ إلى الدین لم یکن فی واقعة من الدین، و إن البدعة فی الدین من الذنوب الکبیرة، و إن تخریب أماکن هذه الفرقة من دون کسب إذن الدولة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280832 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259627 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130074 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    117263 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89898 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61611 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61296 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57622 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52774 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49047 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...