Please Wait
5997
لمعرفة الباری تعالى معرفة منزه عن التشبیه و التعطیل نجد الروایات وضعت لنا میزانا مهمة یحقق تلک المعرفة المقدسة، تعرضنا له فی الجواب التفصیلی.
یمکن معرفة الله تعالى من خلال طریقة التعرف على تجلیات الله تعالى، و فی النهایة یرى العارف الفانی فی الله تعالى فی ذاته امکانیة ذلک التجلی و تلک المعرفة الربانیة.
و لمعرفة الباری تعالى معرفة منزه عن التشبیه و التعطیل نجد الروایات وضعت لنا میزانا مهمة یحقق تلک المعرفة المقدسة، و من هنا یمکن القول انطلاقا من الروایات فی هذا المجال:
تنزیه الله تعالى من کل صفة و کل شبه أمر یمکن تصوره، فمن الناحیة الذهنیة لاکثر الناس الذین لم یدرکوا الله ادراکاً شهودیا قلبیا، ینجر عندهم الامر فی نهایة المطاف و من الناحیة العملیة الى التعطیل. و التعطیل یعنی ان الانسان فی الوقت الذی یؤمن بوجود الله تعالى من الناحیة النظریة لکنه یفصل – من الناحیة العملیة- بین الله و بین العالم و لا یجد امکانیة وجود أیة علاقة بین الله و بین مخلوقاته. و اما التشبیه فیقع فی الجهة المقابلة للتعطیل، بمعنى الایمان بتشابه الله تعالى مع مخلوقاته او بعضها او اتحاد الله معها؛ و کما ورد فی المنقول: «ان الجمع بلا تفرقه زندقه و التفرقه بدون الجمع تعطیل و الجمع بینهما توحید». [1] و [2]
ان طلاقا من هذا یکون التنزه عن العطیل بمعنى أنه لا ینبغی الوقوع – من الناحیة العملیة- فی فخذ انکار الباری تعالى من خلال انکار جمیع صفات الذات المقدسة، فلا یرى العبد، بل لا یسلم بتجلیات صفات الجمال و الجلال فی عالم المخلوقات!!. و کذلک لا یجرنا التنزه عن التشبیه الى الانبهار بالمظاهر و التجلیات التی تعد مرآة لله تعالى فینصب ترکیزها و اهتمامنا على تلک المرآة الى درجة یؤدی بنا الى الایمان بها کشریک لله تعالى، فلابد ان یکون الترکیز على مشاهدة الذات الالهیة أولا و من خلالها ننطلق لمشاهدة الآیات و التجلیات.
و بعبارة اخرى، ان الذهن البشری لا یمکنه بحال من الاحوال أن یحیط بالله تعالى و یعرفة معرفة تامة، بل الطریق الى المعرفة الحقیقیة هو طریق القلب و الشهود و طریق عشق التجلیات الالهیة بالنسبة لله تعالى.
ففی مقام العشق الحقیقی تکون معرفة التجلیات و عشق الآیات عین معرفة الله تعالى؛ و ذلک لان الله تعالى لا هو عین المظاهر و التجلیات و لیس هو بمعزل عنها، و کما تلک المعرفة یتجلى فی معرفة الانسان الکامل.
لمزید الاطلاع انظر:
امکان معرفة الله 716 (الموقع: 758).
المعرفة و العشق الالهی 1609 (الموقع: 1611).
الفطرة و معرفة الله 1041 (الموقع: 1105).
التسبیح فی الصلاة و اقترانه بالحمد 15710 (الموقع: 15430).
[1] الآملی، سید حیدر، جامع الاسرار و منبع الانوار، ص 117، انتشارات علمی و فرهنگی، 1368، بی جا، و:حسن زاده آملی، ممد الهمم،ص109، وزارة الثقافة و الارشاد الاسلامی ، 1378ش.
[2] مقتبس من السؤال رقم: 15710 (الموقع: 15430).