بحث متقدم
الزيارة
5975
محدثة عن: 2012/11/11
خلاصة السؤال
ما هو نوع الارتباط بین الأخلاق الإسلامیة و الفقه من الناحیة المنطقیة؟
السؤال
بعد التحیة و السلام. یوجد في محلتنا في الأسواق کتاب تحت عنوان " تقدیم الأخلاق علی الفقة" و فیه تأکید کبیر علی تقدیم المسائل الأخلاقیة علی المسائل الفقهیة. هل یوجد – حقاً- تعارض أو تزاحم بین الأخلاق و الفقة؟ و علی فرض التعارض، أیّهما المقدّم؟ و ما هي النسبة المنطقیة بین الأخلاق و الفقة؟ (نظراً للنسب المنطقیة الأربعة). مع الشکر الجزیل.
الجواب الإجمالي
تستعمل کلمة "الفقه" في معنیین عام و خاص و هما "الفقه الأکبر" و "الفقه الأصغر". أما النسبة المنطقیة بین "الأخلاق الإسلامیة" و "الفقه الأکبر " فهي  من قبيل العام و الخاص مطلقا"؛ و نسبتها "للفقه الأصغر" عام و خاص من وجه. و في المجموع لا یوجد تعارض بین الأخلاق و الفقه. و التوضیح الأکثر موکول للجواب التفصیلي.
الجواب التفصيلي
تجدر الإشارة أولاً إلی أن الفقه بصورة عامة هو بمعنی مجمل العلوم الدینیة و یشمل جمیع العلوم المتعلقة بالدین. و علی أساس هذا المعنی للفقه الذي یسمی أیضاً "الفقه الأکبر" تکون النسبة بین الفقه و الأخلاق من نوع "العام و الخاص المطلق"؛ أي کل ما یرتبط بالأخلاق الإسلامیة یرتبط "بالفقه الإسلامي"، لکن لیس کل ما یرتبط بموضوع "الفقه الإسلامي" من الضروري أن یکون "أخلاقاً".
و من جهة أخری، هناک معنیً متداول آخر عن الفقه و هو ما ینحصر بتشخیص الوجوب و الحرمة و الاستحباب و الکراهة و الاستحباب في الموضوعات المختلفة. و الفقه الأصغر هو عنوان لهذا الحاصل المحدود من الفقه.
أما عن النسبة المنطقیة بین الأخلاق الإسلامیة و الفقه الأصغر فیمکن تصورها نسبة "عام و خاص من وجه"؛ لأن کثیراً من المواضیع الفقهیة، کشرائط الشراء و البیع و الإجارة و ... لا یمکن عدّها من المواضیع الأخلاقیة.
و من جهة أخری، أیضاً لا یمکن عد بعض المواضیع الأخلاقیة التي اهتمت بتعیین المصادیق و بیان الثمرة العملیة ضمن المواضیع الفقهیة؛ کالتواضع و التکبّر و الإخلاص و الریاء و ... و في نفس الوقت توجد بعض المواضیع؛ کأصل حرمة و ممنوعیة الکذب،‌و استحباب الصلاة علی وقتها و ... التي تُبحث في الفقه و في الأخلاق.
إذن، و بناء علی ما تقدّم لا یوجد تعارض بین الفقه و الأخلاق، حتی نقدّم أحدهما علی الآخر. نعم! یوجد في الأحکام الإسلامیة – سواءً في الفقه أو في الأخلاق- تزاحم بین الأهم و المهم فلابد عندئذٍ من تشخیص الأهم و تقدیمه من الناحیة العملیة علی المهم.
 
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...