بحث متقدم
الزيارة
6545
محدثة عن: 2008/09/30
خلاصة السؤال
ما هو دور الأسرة فی اختیار الدین و المذهب؟
السؤال
ما هو تأثیر إسلام الأسرة و إیمانها على إیمان الأولاد؟ و هل أننا نعتنق نفس الدین و المذهب مع افتراض أننا ولدنا فی أسرة غیر مسلمة و لا شیعیة؟
الجواب الإجمالي

الإنسان موجودٌ یتأثر بمحیطه أعمُ من أن یکون المحیط أسرةً أو مقربین أو أصدقاء..، و الأسرة حاضنة هامة و حیاتیة من الممکن أن تترک آثاراً کبیرة و خطیرة على أعضائها، خصوصاً صغار السن من الشباب و الأطفال. إلى حد أن مراعاة أسس التربیة الصحیحة فی الأسرة یشکل أرضیة قویة بالنسبة لمصیر الأولاد على صعید الإیمان و المعتقد، کما یعتبر قاعدةً أساسیة تؤدی إلى استحکام رکائز الإیمان لدى الأولاد، و على العکس من ذلک فإن إهمال الوالدین و تفکک الأسرة و عدم الاهتمام بأصول التربیة الصحیحة یؤدی إلى ضیاع و ضعف الإیمان و السقوط فی متاهات الضلال و الفساد و کذلک الشک و الحیرة. إذن فتأثیر الأسرة و المحیط على اختیار الدین و المذهب غیر قابل للإنکار، و لکن لابد من التوجه إلى ما یلی:

إن الله خلق الإنسان على طبیعة و فطرة تدفعه دائماً إلى البحث عن الحقائق من حوله. و منذ أن یولد و حتى لحظة وفاته لا یمر به زمان یخلو من طلب العلم و البحث عن الحقیقة و محاولة إدراکها.

أی أن الله خلق الإنسان مزوداً بالقدر الکافی من العوامل التی تؤهله للوصول إلى الکمال و نیل السعادة و إدراک الحقائق و المعارف على هذا الکوکب، و ذلک لیصل من خلال هذه المؤهلات إلى غایة خلقه و هدف وجوده، و بذلک یتمکن من مقاومة التأثیرات السلبیة لأسرته و محیطه لیشق طریقه بحثاً عن الحقیقة حتى بلوغها.

و لذلک أراد الله من الإنسان أن یختار أصول اعتقاده على أساس الاختیار لا التقلید الأعمى الذی یخضع لتأثیرات الأسرة و المحیط الاجتماعی.

و بعبارة أخرى، فإذا سُئِلنا فی الآخرة عن أدلة اعتقادنا و لم یکن لدینا جواب إلا تقلید الآباء فی حال کوننا نعلم أن آباءنا لیسوا من أهل العلم و التعقل، و لم یکونوا تحت نظر أهل العلم و هدایتهم، ففی هذه الحالة لم نکن معذورین. و من الطبیعی أننا عندما نقول أن أصول الاعتقاد لابد و أن تکون عن طریق العلم و الیقین فلا یعنی ذلک:

أولاً: إن الإنسان ملزم بأن یأتی بالأدلة الفلسفیة العلمیة فی هذا الباب، بل کل على قدر إمکاناته و قدراته. و ثانیاً: إنه لا یستطیع أن یستفید من توجیهات العلماء و أفراد الأسرة.

و من الطبیعی أن الإنسان إذا تجنب التقلید الأعمى و جانب معتقدات آبائه و أجداده الخاطئة، و قاوم التأثیرات القومیة و القبلیة، فإنه قادر على التوصل إلى الدین و المذهب الحق من خلال التفکیر و التأمل فی حقائق الوجود و تفحص خصائص الأدیان، على أساس الهدایة الإلهیة و الفطرة السلیمة.

الجواب التفصيلي

من أجل أن یتضح الجواب لابد من الإشارة على مجموعة من النقاط:

1ـ بما أن الإنسان موجود یتأثر بالمحیط من حوله أعم من أن یکون المحیط أسرةً أو أصدقاء أو قریبین، و علیه یجب أن یفتح عینیه و یراقب محیطه ببصیرة و عقل و تفکیر لیتعرف إلى ما حوله من سلبیات و إیجابیات، حتى یتمکن من التوصل إلى الحقیقة و من ثم یختار مسیره استناداً إلى معارفه و وعیه.

و فی هذا الطریق یکون للأسرة دور کبیر باعتبارها منبعاً مهماً و حیاتیاً بإمکانه أن یترک تأثیراً کبیراً على أفراده خصوصاً صغار السن منهم من الشباب و الأطفال، إلى حد أن رعایة أصول التربیة الصحیحة فی الأسرة یشکل أرضیة قویة بالنسبة لمصیر الأولاد على صعید الإیمان و المعتقد، کما یعتبر قاعدةً أساسیة تؤدی إلى استحکام رکائز الإیمان لدى الأولاد و على العکس من ذلک فإن إهمال الوالدین و تفکک الأسرة و عدم الاهتمام بأصول التربیة الصحیحة یؤدی إلى ضیاع و ضعف الإیمان و السقوط فی متاهات الضلال و الفساد و کذلک الشک و الحیرة. إذن فتأثیر الأسرة و المحیط على اختیار الدین و المذهب غیر قابل للإنکار.

و من أجل أن لا یقع الأولاد فی حرج و تعثر أثناء سعیهم و سیرهم فی طریق الاعتقاد و أن لا یستولی علیهم الشک و التردد و الحیرة لابد أن یکون دور الأسرة فعالاً فی تشجیع و ترغیب أبنائهم و حثهم على التحقیق و المطالعة و بعث روح المبادرة و التساؤل. و من الواضح جداً أن الفرق کبیر بین ما ینبغی أن یکون للأسرة من دور إیجابی و بین التقلید الأعمى للوالدین من قبل الأبناء.

عندما یکون للوالدین إحساس بالمسؤولیة الملقاة على عاتقهم إزاء أولادهم بالنسبة إلى تزویدهم بالغذاء المعنوی و الروحی کما هم مسئولون عن تغذیتهم بالغذاء المادی، و على أساس الحریة و الاختیار الحر، فإن دور الأسرة حینها یکون واضحاً و متسماً بالإیجابیة فی هذا المجال.

و من جهة أخرى، إذا کان الآباء لا یمتلکون اعتقاداً واضحاً و مبنیاً على أساس معین، و إنما یعتمدون على أساس التقلید الخاوی فی عقائدهم، فلا شک فی أنهم یرهقون أبناءهم و یفرضون علیهم عقائدهم غیر الصحیحة، و فی مثل هذا المحیط لا توجد فرصة إلى التفکیر و التعقل و حسن الاختیار بالنسبة للأولاد، لأن الأولاد یتلقون دین الآباء و الأجداد و اعتقادهم باعتبارهم یسیرون فی طریق مسدود خالٍ من أی خیار، و مثل هذا الإیمان و الاعتقاد لا یکون و لا یؤمن علیه من الشبهات فی أدوار الحیاة المختلفة، و لا یسلم من الشک و التردد، بل و حتى التفسخ و الابتلاء بالانحرافات و الضلال.

2ـ إن الله خلق الإنسان على طبیعة و فطرة تجعله یلاحق الحقیقة دائماً و یرغب فی اکتشاف الحقائق العلمیة المحیطة به.

و منذ أن یولد الإنسان و حتى لحظة وفاته فإنه لا یمر علیه زمانٌ لا یکون فیه باحثاً عن الحقیقة و طالباً للعلم. و من الطبیعی أن هذا المجهود العلمی یتناسب مع سنی العمر و سلامة الجسم و الأرضیة الفکریة و الاتجاه السلوکی. و بعبارة أخرى، فإن الله خلق الإنسان مزوداً بالقدر الکافی من العوامل التی توصله إلى الکمال و السعادة و إدراک الحقائق و المعارف على هذا الکوکب، و ذلک لیتمکن من الوصول إلى أهداف خلقه و غایة وجوده.

و قد جاء فی القرآن الکریم: "وَ نَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاهَا * وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا". [1]

و بالتوجه إلى أن الإنسان یتمتع بأعلى لیاقة و استعداد بلحاظ قدرته على اکتساب المعلومات و الارتقاء فی طریق العلم، فإذا قصر الإنسان و فرط فی هذه القدرات و الإمکانات و لم یستفد منها فی اختیار الطریق الذی یوصله إلى أهدافه و مقاصده، التی خلق من أجلها و المتمثلة بالقرب الإلهی و استبدل ذلک بما وجد علیه آباءه من عادات و تقالید و معتقدات و لم یکن حصولهم بواسطة العلم و التعقل و التفکیر، فکیف یکون معذوراً فی مثل هذه الحال، [2] إنه فی الواقع مدان من قبل الوجدان و الفطرة الإنسانیة لأنها التی کان یعاکسها فی حرکته، و أنه قلب حقیقته بنفسه.

یقول القرآن بهذا الصدد: "وَ لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ کَثِیرًا مِنَ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا یَفْقَهُونَ بِهَا وَ لَهُمْ أَعْیُنٌ لا یُبْصِرُونَ بِهَا وَ لَهُمْ آَذَانٌ لا یَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِکَ کَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِکَ هُمُ الْغَافِلُونَ". [3]

3ـ کل مسلم یتبع دین الإسلام حقیقة الإتباع لابد و أن یکون لدیه دلیل على ما یعتقد غیر تقلیده الأعمى لما یرثه من آبائه و أجداده، و لذلک نلاحظ فی کل الرسائل العملیة ـ الواجب وجودها لدى کل مکلف حسب تقلیده ـ إن أصول الدین لا یجوز فیها التقلید، بل على کل فرد أن یتوصل فیها إلى الیقین. [4] إضافة إلى أن روح التعالیم الإسلامیة فی التعقل و التفکر و العلم، و لذلک تدعونا فی کل حین إلى الفکر و العلم. [5]

و من الطبیعی أن درجات الفکر و العلم متفاوتة بین الأفراد تبعاً لاختلاف الأفراد بلحاظ کمیة المعلومات لدیهم و الدرجة العلمیة، مما یتوقع من الشخص الأمی من الاستدلال لابد و أن یتناسب مع واقعه بلحاظ إمکاناته و ظروف محیطه. کما ورد فی الروایة المعروفة من أن النبی (ص) سأل عجوزاً تغزل الصوف عن دلیلها على وجود الله فأجابت: إن دوران مغزلها یدل على وجود الله.

و هنا لم تستعمل العجوز علوم الفلسفة والاستدلال المعقد، و إنما أجابت بقدر معارفها مستفیدةً من القضیة الواضحة لدى الجمیع و هی إذا کان هذا المغزل یحتاج إلى من یدیره فکیف لا یحتاج هذا الکون إلى مدیر مدبر؟

و من هذا القبیل ما استدل به الأعرابی حین سئل فقال: البعرة تدل على البعیر، و آثار الاقدام على المسیر، فسماء ذات أبراج، و أرض ذات فجاج، و بحار ذات أمواج أما تدل على العالم القدیر. [6]

و إن أبسط الأدلة و أعمها على أحقیة الإسلام تطابقه مع الفطرة الإنسانیة، فإذا حافظ الإنسان على فطرته و لم یلوثها بالذنوب و السلوک المنحرف و یحمیها من الشوائب و مخلفات المعاصی، فإنه یتمکن من التوصل إلى أن الإسلام هو الحق، بل و یتیقن بذلک و بنفس الطریقة یستطیع أن یتوصل بفطرته إلى المعتقدات الحقة أیضاً من خلال التعقل و الفکر.

4ـ صحیح أن الاعتقاد بأصول الدین لابد و أن یصل إلى حد العلم و الیقین، و إذا لم یصل إلى ذلک فمعناه أن الاعتقاد مشوب بالشک و الریب و لم یکن کافیاً، حتى و إن وصل إلى الظن الراجح، و إن طریق التقلید غیر کافٍ لیکون الإنسان مسلماً، کما ینبغی على من یرید أن یکون مسلماً النظر فی الحق و الباطل و البحث بدقة کاملة.

و لکن هذا العلم الیقینی یمکن أن یحصل عن طریق الاستدلال العلمی و عن طرق أخرى کالاستماع إلى آیات القرآن الکریم و... [7] .

و من الطرق أیضاً اتباع هدی العلماء لتحصیل العلم و الیقین فی مسألة أصول الدین. [8]

و أما ما جاء به الذم فی القرآن الکریم فهو التقلید الأعمى للآباء و الأجداد تعصباً و عناداً: "وَ إِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آَبَاؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئًا وَ لا یَهْتَدُونَ". [9] و کذلک ورد ما یطابق هذا المضمون فی الآیة 104 فی سورة المائدة.

و من هذه الآیات یمکن أن یستنبط: إذا کان الآباء من أهل العلم و التعقل و المعرفة و الصلاح فمن الممکن اتباعهم. [10] و لکن إذا علم أنهم أناسٌ لا علم لهم مسلکهم الأوهام فیما یعتقدون، فأی معنى لاتباعم؟ ألا یکون ذلک من باب تقلید الجاهل للجاهل. [11] فکیف یکون مسلماً من یقلد أفراداً لا علم لهم، و لا هم من أهل التعقل و الفکر، و لم یکن سلوکهم على أساس الهدایة و الصلاح و الفطرة. و من هنا فإن المسلم الواقعی إما أن یکون من أهل العلم و التعقل، و سلوکه على أساس الفطرة و الهدایة الإلهیة و تقلید مثل هؤلاء یکون له خلفیة علمیة و ألا یکون على أساس التقلید الأعمى أو على أساس التعصب و العناد، لأنه من المعلوم أن فی غیر هذه الصورة لا یکون الإنسان معذوراً عند الله. [12]

و النتیجة هی أن العوامل المؤثرة فی تربیة الإنسان عدیدة مثل: الوراثة، الأسرة، المحیط، اختیار الناس المؤثرین و إرادتهم، و مما لا شک فیه أن للأسرة و المحیط دوراً بارزاً و مهماً فی مسألة التربیة الدینیة و استحکام العقیدة و ضعفها بالنسبة للناشئة، و لکن الأمر لا ینحصر بهذین العاملین، و إغفال العوامل الأخرى کالمؤهلات و الاستعداد الفطری الذی منحه الله الإنسانَ و ما یمتلک من إرادة و حریة و اختیار فی دائرة العقل و المنطق. [13]

و مما لا شک فیه أن هذا العامل و طبقاً لتعالیم القرآن من أهم العوامل فی هدایة الإنسان و سعادته.

و لکن کما تقدم فإن للأسرة و المحیط دوراً مؤثراً و فعالاً فی هدایة الإنسان و ضلالِه، و من أجل منع التأثیرات السلبیة للأسرة و المحیط على اختیار الفرد العقائدی منع الإسلام من التقلید الأعمى، و على الإنسان أن یمتلک الحجة و الدلیل الذی یقیمه على صحة أصول اعتقاده.

لمزید الاطلاع انظر:

1- ادلة قبول الاسلام رقم السؤال 1146.

2- الادلة العقلیة علی حقانیة الاسلام رقم السؤال 935.

3- ادلة حقانیة الاسلام رقم السؤال 1245 (الموقع: 1931).



[1] الشمس، 7 - 10.

[2] إلا أن نکون قاصرین فی هذا العمل لا مقصرین، للاطلاع الأکثر یراجع الموضوع: نجاة القاصرین من جهنم.

[3] الأعراف، 179.

[4] الرسائل العملیة، المسألة 1.

[5] القرآن و هو مرجعنا الأساسی مملوء بالدعوة إلى التفکر و التأمل. و على أقل تقدیر فإنه استعمل مادة (فکر) 17 مرة غیر الموارد التی استعمل فیها مادة (علم) و مادة (عقل) و ... کل ذلک للترغیب و الحث على التفکر.

[6] بحارالأنوار، ج 66، ص 133 ، و انظر تفسیر القرآن الکریم، للملا صدرا، ج 2، ص 87.

[7] للاطلاع الأکثر یراجع: ترجمة المیزان، ج 9، ص 209.

[8] قال رجل للصادق (ع): إذا کان هؤلاء العوام من الیهود لا یعرفون الکتاب إلاّ بما یسمعونه من علمائهم، فکیف ذمّهم بتقلیدهم و القبول من علمائهم؟ و هل عوام الیهود إلاّ کعوامنا، یقلّدون علماءهم ـ إلى أن قال ـ فقال (ع): «بین عوامنا و عوام الیهود فرق من جهة، و تسویة من جهة، أمّا من حیث الاستواء فإنّ الله ذمّ عوامنا بتقلیدهم علماءهم، کما ذمّ عوامهم، و أمّا من حیث افترقوا فإنّ عوام الیهود کانوا قد عرفوا علماءهم بالکذب الصراح، و أکل الحرام، و الرشاء و تغییر الأحکام، و اضطرّوا بقلوبهم إلى أنّ من فعل ذلک فهو فاسق، لا یجوز أن یصدّق على الله، و لا على الوسائط بین الخلق و بین الله، فلذلک ذمّهم، و کذلک عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر، و العصبیّة الشدیدة، و التکالب على الدُنیا و حرامها، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل الیهود الذین ذمّهم الله بالتقلید لفسقة علمائهم، فأمّا من کان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدینه، مخالفاً على هواه، مطیعاً لأمر مولاه، فللعوام أن یقلّدوه، و ذلک لا یکون إلاّ بعض فقهاء الشیعة لا کلّهم، فإنَّ من رکب من القبائح و الفواحش مراکب علماء العامة، فلا تقبلوا منهم عنّا شیئاً، و لاکرامة، و إنمّا کثر التخلیط فیما یتحمّل عنّا أهل البیت لذلک، لأنَّ الفسقة یتحمّلون عنّا فیحرّفونه بأسره لجهلهم، و یضعون الأشیاء على غیر وجهها لقلّة معرفتهم و آخرون یتعمّدون الکذب علینا».

واضح أن هذا الحدیث لا یدور حول التقلید التعبدی فی الأحکام، بل یشیر إلى اتباع العلماء من أجل تعلم أُصول الدین، لأن الحدیث یتناول معرفة النّبی، و هذه المعرفة من أُصول الدین، و لا یجوز فیها التقلید التعبدی. التفسیر الأمثل، ج 1، ص 278.

و فی موضع آخر یقول:

قرأنا فی الآیات ـ محل البحث ـ أن إِبراهیم دعا عمه آزر لإِتباعه، مع کبر سنه و شهرته فی المجتمع. و یذکر دلیله على دعوته هذه فیقول: «إِنّی قد جاءنی من العلم ما لم یأتک».

إِنّ هذا قانون عام فی أن الذین لا یعلمون یتبعون العالمین فیما یجهلونه، و هذا فی الواقع هو منهج الرجوع إِلى المتخصصین فی کل فن، و من ذلک مسألة تقلید المجتهد فی فروع الأحکام الإِسلامیة. التفسیر الأمثل، ج 9، ص 457 - 458.

[9] البقرة، 170.

[10] یمکن أن نقول فی واقع الأمر أن هذا التقلید له دعامة علمیة و عقلیة و لیس تقلیداً صرفاً.

[11] التفسیر الأمثل، ج 1، ص 576.

[12] اقتباس من السؤال 1388 (الموقع: 1461) (التقلید فی أصول الدین).

[13] للاطلاع الأکثر یراجع المواضیع: 2. الإسلام و مسألة الجبر و الاختیار، سؤال 891 (الموقع: 1238).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل کان الشاه إسماعیل صوفیاً سنیّاً أم شیعیّاً؟
    6168 تاريخ بزرگان 2009/12/01
    بالرغم من أن بعض أسالیب الصوفیة وقعت مورداً لنقد علماء الشیعة، و لکن لیس معنی ذلک بطلان جمیع تعالیمهم و أن یُتّهم کل شخص یعمل ببعض تعالیمهم الصحیحة، بأنه انحرف عن مذهب التشیّع. فکثیر من الصوفیِین کانوا یظهرون رسمیّاً التزامهم بالمذهب الشیعی، و طبقاً للشواهد التاریخیة ...
  • هل ارض فلسطین هی الموطن الاصلی للاسرائیلیین؟
    7605 تاريخ کلام 2011/06/02
    لم یکن الیهود و الصهاینة، أول من سکن الارض الفلسطینیة، بل سبقهم بزمان طویل جدا غیرهم من الشعوب، فقبل المیلاد بثلاثة آلاف و خمسائة عام، حصلت رحلة للاقوام السامیة من قلب الحجاز الى مصر، العراق، سوریة، لبنان و فلسطین فقطن الکنعانیون فلسطین، و کان الکنعانیون شعوبا متحضرة تعیش حیاة المدنیة ...
  • ما العلة فی حسد قابیل لاخیه هابیل؟
    5967 التفسیر 2012/05/20
    تعد قصة ابنی آدم  (هابیل و قابیل) من جملة القصص القرآنی المعروفة عند اصحاب الادیان الالهیة، حیث ورد ذکر القصة فی التوراة و القرآن معا، فسلطت التوراة الکلام على جانب من القصة و رصد القرآن الکریم جانبا آخر منها. و یستنتج من ...
  • کیف یجب أن تکون العلاقة مع الأقرباء الذین یقومون بأعمال مغایرة للدین؟
    4322 الحقوق والاحکام 2019/06/11
    إذا ارتکب أحد أقارب الشخص معصیة و کان لا یعیر أهمیة للامور الدینیة فواجبنا تجاهه أن نهدیه بالأمر المعروف و النهي عن المنکر (بلسان طیب و مشفق). و لکن إذا لم یؤثّر هذا العمل فإنه یمکننا أن نقطع العلاقة معه إذا احتملنا أن یؤثّر ذلک في تنبّهه و ...
  • ما هو حکم الإشراف على البیوت و النظر إلى النساء من دون حجاب؟
    4842 العملیة 2011/08/07
    إذا کان النظر عمداً فإنه عمل محرم و إنک قد ارتکبت ذنباً، لأن بیت المسلم محترم، و إن دخول البیت من دون إذن صاحبه أو النظر إلى داخله من خلال الإشراف أو الشقوق فی الحائط أو غیر ذلک عمل محرم و غیر جائز[1].الطریق ...
  • هل یجب المکث القلیل بعد القراءة و قبل الهوی للرکوع؟ و ما حکم القیام المتصل بالرکوع؟
    5752 الحقوق والاحکام 2011/10/19
    اجاب مراجع الدین عن الاسئلة المطروحة بالنحو التالی:مکتب آیة الله العظمى السید الخامنئی (مد ظله العالی):ج1) لا یجب المکث بعد القراءة و کذلک لا یجب التکبیر بعد القراءة بل هو من الامور المستحبة.ج2) القیام المتصل بالرکوع رکن من ارکان الصلاة، و هو الذی یقع الرکوع عنه، و ...
  • هل کان النبی نوح (ع) أول نجّار؟ أو کان قبله من الأنبیاء من امتهن هذه المهنة أیضاً؟ و هل أن مهنة النجارة أساساً قد وجدت بأمر من الله و بواسطة أحد الأنبیاء؟
    5627 تاريخ بزرگان 2009/11/08
    "عبد الجبار" أو "عبد الغفّار" الملقّب بـ "نوح" بن لمک بن متوشلخ، و أمه "قینوش" بنت راکیل. و قیل أن سبب تسمیته بـ "نوح" أنه کان ینوح من ذنوب أمته، أو أن المراد من النیاحة هو دعوة قومه الی التوحید. قیل أنه ولد سنة 1642 بعد هبوط النبی ...
  • اضطررت بسبب تساقط الشعر الی وضع باروکة ملصقة علی رأسي فما هو حکم وضوئي و غسلي؟
    5394 الحقوق والاحکام 2012/05/05
    جواب سماحة آیة الله مهدي هادوي الطهراني(دامت برکاته) کما یلي: اذا کان الشعر المزروع شعراً طبیعیاً، و کان ینمو و یعد جزءاً من البدن، فانه بحکم الشعر الاصلي للشخص. و اذا کان الشعر المزروع الیافاً اصطناعیة او طبیعیة و لکن بدون ...
  • اذکروا شأن نزول الآیة 37 من سورة الأحزاب؟
    7952 التفسیر 2009/07/02
    الآیة 37 من سورة الأحزاب المبارکة نزلت فی مورد زواج النبی(ص) بزینب بنت جحش فهی تقول:"و اذ تقول للذی أنعم الله علیه و أنعمت علیه أمسک علیک زوجک و اتق الله و تخفی فی نفسک ما الله مبدیه و تخشی الناس و الله أحق أن تخشاه فلما قضی زید منها ...
  • ما المراد من الحقيقة المحمدية؟
    9973 النظری 2012/06/14
    الحقيقة المحمدية من مفردات العرفان الاسلامي؛ و يعنون بذلك أن الحقيقة المحمدية تمثل التعين الاول للاعيان الثابتة و التي تقف على رأس جميع " الاعيان الثابتة" التي تحققت من خلال التجلي الالهي الاكمل، و من تلك الحقيقة تفاض كافة العوالم الاخرى، و من هنا يطلق عليها أيضا ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280451 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259102 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129802 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116163 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89689 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61296 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60545 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57466 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52066 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48099 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...