Please Wait
6681
الشیخیة فرقة أسسها الشیخ أحمد الأحسائی.
ولد الشیخ أحمد فی عام 1166ق، فی منطقة الأحساء، و سافر إلى کربلاء فی عام 1186ق، و استفاد من الحضور عند علماء الشیعة هناک، و بعد أن سافر إلى إیران بقصد زیارة الإمام الرضا (ع) اتخذ من یزد مسکناً له و بعد مدة ذهب إلى طهران بدعوة من فتح علی شاه، و بعد ذلک اختار السکن فی کرمانشاه بدعوة من محمد علی میرزا، و انتقل إلى قزوین بعد وفاة محمد علی میرزا، و هناک أصدرت بحقه أحکام التکفیر من قبل علماء الشیعة لإظهاره بعض العقائد، فاضطر بعد ذلک إلى ترک إیران متوجهاً إلى العراق، و من ثم ترک العراق و عاد إلى موطنه و لکنه لم یکمل سفره حیث وافاه الأجل بالقرب من المدینة، و دفن فی مقبرة البقیع.
و من العقائد التی أبرزها الأحسائی:
1- إن الأئمة هم علل العالم الأربعة.
2- إن معرفة الرکن الرابع (و هم شیوخ الشیخیة و أئمتها) تمثل أصلاً من أصول الدین إلى جانب معرفة الله و الرسول و الأئمة.
3- إن القرآن کلام النبی (ص).
4- یعیش الإمام المهدی (عج) فی عالم روحانی غیر هذا العالم المادی.
5- الرکن الرابع هو النائب الخاص للإمام (عج) و أنه شخصیاً یتمتع بهذا المنصب.
الأمر الذی یحضى بالأهمیة هو: أن هذه الاعتقادات أوجدت الأرضیة لولادة الفرقة (الکشفیة) و البابیة کاستمرار للشیخیة، ثم البهائیة حتى بلغ الأمر إلى أن البعض منهم لم یکتف بکونه رکناً و إنما تجاوز إلى ادعاء المهدویة، و فی نهایة الأمر ادعاء الالوهیة.
تاریخ الشیخیة
مؤسس هذه الفرقة الشیخ أحمد الأحسائی، کانت ولادته فی عام 1166 هـ.ق فی الأحساء.[1] فی عام 1186 هـ ق،سافر إلى کربلاء و حضر دروس بعض علماء الشیعة فی الحوزة العلمیة من أمثال السید باقر البهبهانی، صاحب الریاض، و السید مهدی بحر العلوم، و الشیخ جعفر کاشف الغطاء.
و بالإضافة إلى علوم الفقه و الأصول و الحدیث، کانت له مطالعات فی علوم متعددة کالطب و النجوم و الریاضیات و علم الحروف و الأعداد و الطلسمات و الفلسفة.
و فی عام 1209 هـ.ق و بسبب ظهور الوباء عاد إلى الأحساء، و فی عام 1212 هـ.ق عاد إلى العتبات المقدسة مرة أخرى و اتخذ من البصرة مسکناً دائماً له، و فی عام 1221 هـ.ق توجه إلى خراسان قاصداً زیارة الإمام الرضا (ع)، و من هناک قصد مدینة یزد، و بطلب من أهالی المدینة اختار السکن فیها، حتى نال شهرة کبیرة فی تلک المدینة.
و بعد مدة رحل إلى طهران بدعوة من الشاه القاجاری فتح علی شاه و قد لقی احتراماً کبیراً هناک.[2] و بعد ذلک تلقى دعوةً من محمد علی میرزا ابن الشاه فتح علی فغادر طهران متوجهاً إلى کرمنشاه و قد أظهر له الکثیر من الاحترام و التبجیل.[3] و بقی فی هذه المدینة حتى وفاة محمد علی میرزا. حیث غادرها متوجهاً إلى مدینة قزوین و قد استقبله العلماء هناک، و قد تولى فی قزوین إقامة صلاة الجماعة فی مسجد الشاه، و التدریس فی المدرسة الصالحیة. و لکنه أظهر بعض العقائد فحکم علیه بالتکفیر من قبل الملا محمد تقی البرغانی و هو من کبار العلماء فی قزوین، و قد لقی هذا الحکم قبولاً من قبل علماء الشیعة فی إیران و العراق و سائر مراکز الشیعة.[4]
و بعد ذلک غادر قزوین متوجهاً إلى مشهد، ثم غادر إیران و توجه إلى العراق، ثم سار من العراق قاصداً مسقط رأسه و لکنه لم یلق الاهتمام من قبل الناس و هو فی مسیره، و قد توفی فی قریة تسمى"دیة" تبعد ثلاثة مراحل عن المدینة و حمل إلى المدینة و دفن فی مقبرة البقیع.[5]
و بعد وفاة الشیخ الأحسائی، قام السید کاظم الرشتی بترویج أفکاره و أسس الفرقة (الکشفیة)، ثم ولدت البابیة من رحم (الکشفیة).[6]
عقائد الشیخ أحمد الأحسائی
ینتمی الأحسائی إلى المنهج الإخباری، و أما من جهة العقائد فإنه یصنف على الغلاة، و من عقائده:
1- إن الأئمة (ع) هم علل العالم الأربع.[7]
2- أصول الدین عند الأحسائی أربعة، معرفة الله، معرفة الأنبیاء، معرفة الأئمة، معرفة الرکن الرابع و هم شیوخ و کبار الشیخیة.[8] و على هذا الأساس فمن مختصاته؛ نفی کون العدل أصلاً من أصول الدین، و الاعتقاد بالرکن الرابع.
3- إن القرآن کلام النبی (ص).[9]
4- إن الله و الأنبیاء (ع) شیء واحد.[10]
5- إن إمام العصر (ع) هرب إلى عالم (حور قلیائی) و إن هذا العالم روحانی یختلف عن عالمنا هذا.[11]
یقول (الکونت دوکو ببینو) الوزیر الأسبق لدولة فرنسا بخصوص إیران ضمن ما أوردها فی کتابه (ثلاث سنین فی إیران): تختلف الفرقة الشیخیة عن سائر الشیعة، لأن الشیعة یقولون: إن الإمام الثانی عشر ما زال حیاً و یعیش بجسمه الحسی المادی، و لکن الشیخیة یقولون: إن الإمام الثانی عشر حیٌّ فی قالب روحانی.[12]
6- لابد من وجود شخص فی أوساط الشیعة بعنوان (الإنسان الکامل) یتعهد بالنیابة الخاصة عن الإمام الحجة (عج)، و من الطبیعی أن یکون هو صاحب هذه المنزلة و هذا المقام.[13] و للأحسائی نظرة خاصة فیما یتعلق بمعراج الرسول (ص) و المعاد و ... و لکن دراسة مجموع آرائه و أفکاره تحتاج إلى فرصة أخرى.
و على أی حال، فإن آثار الشیخ أحمد الأحسائی و مؤلفاته بلغت ما یزید على 135 کتاباً و رسالة. و قد طبعت أکثر هذه المؤلفات و الرسائل، و من جملتها: جوامع الکلم، شرح الزیارة، شرح الحکمة العرشیة، شرح المشاعر و ... و کتبه ملیئة بالعبارات الملغزة الواردة کثیراً فی آثار الصوفیة و مؤلفاتهم.
یقول السید محسن الأمین فی هذا الباب: تنسب إلى الکشفیة أمور إذا صحت هذه النسبة، فإنه من الغلو الذی یخرج صاحبه عن الدین، و قد صدرت عن الشیخ أحمد و أمثاله من علماء الکشفیة شطحات و عبارات ملغزة أشبه ما تکون بشطحات بعض الصوفیة.[14]
مصادر للمطالعة:
1- حیاة الشیخ أحمد الأحسائی، بقلم نجله.
2- إرشادة العلوم، کریم خان الکرمانی.
3- تاریخ نبیل، الزرندی.
4- ردّ الشیخیة، محمد بن السید صالح القزوینی.
5- أسرار وجود الشیخیة، و البابیة، و البهائیة، محمد کاظم الخالصی.
6- خرافات الشیخیة و کفریات إرشاد العوام، الخالصی.
7- کشف المراد (دراسة عقائد الشیخیة) حکیم الهاشمی.
8- الکرام البررة، ج1، ص88-91.
9- دلیل المتحیرین، ترجمة، محمد کریم خان، ص1-51.
10- مقدمة شواهد الربوبیة، السید جلال الدین الأشتیانی.
11- عقائد الشیخیة، علاء الدین السید أمیر محمد، الکاظمی القزوینی.
[1] منطقة فی القطیف و من توابع البحرین فی ساحل شبه الجزیرة العربیة.
[2] و إضافة إلى الاستقبال الحافل الذی أقامه له فتح على، فقد أتحفه بمبلغ کبیر من المال و أهداه عباءة مطرزة باللؤلؤ، و أجرى له حقوقاً دائمیة (دائرة المعارف الشیعیة، ج1، ص500).
[3] تخصیص حقوق شهریة مستمرة، و منحه مبلغاً قدره ألف تومان کمتاع للسفر، و إقطاعه قریة کبیرة فی ضواحی کرمانشاه من جملة هدایا محمد علی میرزا للشیخ الأحسائی. نفس المصدر، ص500-501.
[4] ومن ضمن الأشخاص الذین أفتوا بکفره، الشیخ محمد حسن صاحب، جواهر الکلام؛ و السید إبراهیم القزوینی صاحب ضوابط الأصول؛ و شریف العلماء المازندرانی. (خاتمیة نبی الإسلام، یحیى نوری، ص41).
[5] دائرة المعارف الشیعیة، ج1، ص500 – 501؛ أعیان الشیعة، ج2، ص589-590؛ قصص العلماء، المیرزا محمد التنکابنی، ص42-44؛ الفرق و المذاهب الکلامیة الإسلامیة، الربانی الگلپایگانی، ص329-335؛ الثقافة و الفرق الإسلامیة، الدکتور محمد جواد مشکور، ص266-270.
[6] مجلة الانتظار، العدد الأول، عام 1380، ص240-250؛ الفرق و المذاهب الإسلامیة، ص329-335.
[7] نفس المصدر.
[8] قصص العلماء، ص43.
[9] مجلة الانتظار، العدد الأول، ص240-250.
[10] نفس المصدر.
[11] نفس المصدر.
[12] مرتضى مدرسی جهاردهی، الشیخیة، البابیة، ص41.
[13] نفس المصدر، ص73-75.
[14] أعیان الشیعة، ج2، ص589-590.