بحث متقدم
الزيارة
11553
محدثة عن: 2012/03/12
خلاصة السؤال
جاء في الحديث الشريف: " اصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام" ما المراد بهذا الحديث؟
السؤال
جاء في الحديث الشريف: " اصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام" ما المراد بهذا الحديث؟
الجواب الإجمالي

يعرف معنى الحديث من خلال معرفة مفرداته و لما كانت اكثر مفردات الحديث واضحة من هنا يسهل شرحه، الا مفردة واحدة في الحديث قد تؤدي الى الابهام و هي مفردة "عامّة" الواردة فيه " صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَام‏".[1]  فقد يتوهم البعض أن "عامة" تعني "كافة" أو "جميع" و بهذا يفسر الحديث بان اصلاح ذات البين أفضل من جميع الصلاة و الصيام!! و لكن هذا التفسير غير صحيح؛ و ذلك لان "عامة" تأتي في موارد متعددة بمعنى "الكثير من"؛ كما في الحديث: " عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْض‏"؛[2] و "وَ قَدْ ذَهَبَ عَامَّةُ النَّهَار"؛[3]

و من هنا يظهر لنا ان المراد من كلام النبي الاكرم (ص) " صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَام" بمعنى أن ثوابه اكثر من ثواب الكثير من الصلاة و الصيام المستحبين. و قد علل ذلك بعض الاعلام بان اصلاح ذات البين عمل حسن و يعود نفعه الى سائر الناس، و أما الصلاة و الصيام المستحبان فيعود نفعهما الى الشخص نفسه فهما قضية شخصية صرفة، و من هنا عند المقارنة تكون الافضلية لذلك العمل الذي يعود نفعة على عامة الناس.[4]

و الجدير بالذكر أن هذه القضية تختلف باختلاف الافراد و كيفية أداء الصلاة و نوع القضية المتنازع فيها، فعلى سبيل المثال هناك بعض الاختلافات الجزئية التي يمكن حلها بلحظات قلائل، و في المقابل هناك منازعات و خلافات عويصة جداً قد تؤدي الى إراقة الدماء أو انفراط عقد الحياة الزوجية و... و يحتمل أن الرواية ناظرة الى هذا الصنف من النزاع و لا تشمل الخلافات الجزئية مع كون ذلك عملا محبذا و يثاب صاحبه انشاء الله تعالى.

لمزيد الاطلاع انظر: الاسلام و اصالة الاصلاح،سؤال 2403 (الموقع: 2876).

 


[1] نهج البلاغة، ص 421، انتشارات دار الهجرة، قم.

[2] الکلینْ، محمد بن یعقوب، الکافْ، ج 1، ص 361، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.

[3] الشیخ الحر العاملْ، وسائل الشیعة، ج 10، ص 11، مؤسسة آل البیت، قم، 1409 ق.

[4] انظر: البيهقي، قطب الدین محمد بن حسین، حدائق الحدائق، ج 2، ص 507، مؤسسة نهج البلاغة انتشارات عطارد، قم، 1375 ش.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...