Please Wait
8345
لقد سعى المنافقون و المعاندون للدس و التحریف فی الاحادیث منذ صدر الاسلام و کان الهدف من وراء هذه العملیة الخطیرة هی ضرب الاسلام من الداخل، الا انه قد تصدى الرسول الاکرم (ص) لهذه الحرکة الخطیرة و منذ ایامها الاولى و کذلک وقف امامها الائمة المعصومون (ع) و العلماء الصالحون و رسموا الخطط و وضعوا القواعد الاساسیة التی یمکن من خلالها معرفة الاسانید الصحیحة و المتون القومیة؛ فنشأ علم الرجال و قواعده و کان الهدف من وراءه هو معرفة و تمییز الرواة الثقاة عن غیرهم من الکذابین و الوضاعیین لکی یتم عزلهم عن الساحة العلمیة؛ و اما على مستوى صیانة المتون الاسلامیة من الانحراف فقد وضعوا معاییر یوزن بها الحدیث منها عرض الحدیث على الائمة أو العلماء، و منها مطابقته الحدیث مع النسخة الاصلیة، منح اجازة نقل الحدیث، اعداد الفهارس و... کل ذلک من اجل التصدی لمؤامرة الوضع و الدس و القضاء علیها. من هنا نرى الروایات التی جاءت فی المجامع الروائیة المعروفة (الکافی و التهذیب و الاستبصار و من لایحضره الفقیه) قد تعرضت للغربلة فی عدة حالات من قبل مؤلفیها فاعطتنا مجموعة من الروایات الغنیة و السلیمة، الا انه مع ذلک نرى الفقهاء و المجتهدون خاصة المتخصصون فی علم الرجال و الدرایة یخضعون تلک الروایات للبحث و التحقیق متنا و سنداً لتمییز الموضوعة عن غیرها، و ما زالت العملیة مستمرة و لم یألوا المجتهدون جهدا فی هذا المجال لحفظ هذا التراث القیم الذی یعد المصدر الثانی للمسلمین بعد القرآن الکریم.
تعرض الحدیث الاسلامی و منذ الایام العصور الاولى (عصر الرسول الاکرم) لعملیة الدس و التحریف من قبل المنافقین و المعاندین و النفعیین حیث استطاع هؤلاء الاندساس فی اوساط المسلمین، الا انه و لحسن الحظ ان اول من تصدى لهذه الظاهرة الخطیرة هو الرسول الاکرم (ص) للحد من آثارها التخریبیة و المشؤومة، حیث قام (ص) بالتحذیر من خطر هؤلاء الوضاعین و فضحهم امام الملأ من العقلاء و المنصفین من المسلمین. و هکذا سائر الائمة الطاهرون (ص) على نفس المنهج و تبعهم فی ذلک العلماء المخلصون لما شعروا بخطورة الموقف و عظم المؤامرة التی ترید ضرب الاسلام من الداخل فتصدوا لها بکل ما یملکون من قوة فرسموا الخطط و وضعوا المناهج المناسبة للتصدی للوضع و التحریف.
ان تاریخ الحیاة الفکریة للمسلمین یکشف عن اعتمادهم للاسالیب العلمیة التی اختطها ائمة الدین فی جمیع مناحی الحیاة و منها سبل الاطمئنان بصحة الاحادیث و الروایات المنقولة عن النبی الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع). ان العلوم التی ابتکرت فی هذا المجال و القواعد التی وضعت و الخطط التی رسمت للتصدی لعملیة الوضع و التحریف و تمییز الصحیح عن غیره تکشف عن الجهد الکبیر الذی بذل فی هذا المجال، نشیر الى بعضها بصورة مختصرة:
أولا: ان اکثر الروایات الشیعیة تعود الى عصری الامامین الباقر و الصادق (ع) و ان کانت هناک مصنفات حدیثیة دونت قبل تلک الفترة، الا ان العمدة فی الاحادیث رویت فی عصر الامامین (ع)؛ فقد کتب کل من الشیخ المفید فی الارشاد و ابن شهر آشوب و الطبرسی فی اعلام الورى: ینقَل عن الصادقِ (ع) من العلوم ما لا ینقَل عن احد و قد جمع اصحاب الحدیث اَسماء الرواة من الثِقَات على اختِلافهم فی الآراء و المقَالات و کَانوا ارْبعةَ آلاف رجل.[1]
و لقد صنف بعض هؤلاء الرواة مصنفات حدیثیة عرفت فیما بعد بالاصول الاربعمائة، و التی شکلت الاساس للمصنفات الشیعیة فی مجال الحدیث باعتبارها تمثل اول المصنفات الحدیثیة، لکن لم یبق من هذه الاصول الاربعمائة الا العدد القلیل فقط، الا ان الجدیر بالذکر هو ان معظم احادیث تلک الاصول قد دونت فی الکتب الاربعة المشهورة و هی (الکافی، من لایحضره الفقیه، التهذیب، الاستبصار).[2]
و عرف "الاصل" بما نقله الراوی عن الامام مباشرة و بدون واسطة سمعا و ضبطا؛ اما اذا نقل عن الامام بواسطة کتاب آخر فهذا ما یطلق علیه عنوان الفرع و یقال للاول الاصل.[3] من هنا یکون احتمال تطرق الزیادة او النقصان علیها او نسیانها قلیلا جدا.
اذن المصادر الاولیة نقیة من التحریف او التلاعب بدرجة عالیة جدا، نعم قد تکون بعض الاحادیث المنقولة فیها صادرة عن الامام تقیة و هذا امر لایمکن نفیه بحال من الاحوال.
لکن مع الاخذ بنظر الاعتبار طرق تحمل الحدیث التی منها القراءة على المؤلف، او اجازة الشیخ للتلمیذ فی نقل الحدیث ینتفی احتمال وضع الکتاب الى حد یطئمن له العقلاء.
لکن مع کل هذا الاهتمام و العنایة فی تدوین الاحادیث و ضبطها الا انه مع ذلک دخلت بعض الروایات التی لم یقلها المعصوم (ع) فقد استطاع الغلاة و المفوضة ادخال الاحادیث التی تدل تؤید افکارهم لکن هذا لایعنی ان تلک الروایات بحد من الکثرة بحیث لایمکن غربلتها او تصفیتها، بل العکس صحیح فان تلک الروایات تعرضت للغربلة و التصفیة و التمحیص فی اکثر من مرحلة و لم یختص الامر بالمباحث الرجالیة فقط.
و بما ان عملیة الوضع سارت فی اتجاهین:
1- وضع السند و المتن معا.
2. التلفیق بنسبة المتون الواهیة الى الاسانید الصحیة (یجعل سند روایة الى روایة اخرى)؛ من هنا اقتضت الحاجة ان تتم التصفیة على مستویین:
الاول. تصفیة السند و المتن.
الثانی. تصفیة المتن فقط.
الف. التصفیة على مستوى المتن و السند
1- ان اول من نبّه على الاحادیث المجعولة و الموضوعة فی التراث الشیعی هم الائمة الاطهار (ع)، حیث اشاروا الى الوضاعین اشارة مباشرة و عرفوا بشخصیاتهم بل بینوا نوع الافکار و المعانی التی یرویها هؤلاء الوضاعین؛ روى عبد الله بن مُسْکَان عمن حدثه من اَصحابِنا عن اَبِی عبد اللَّه (ع) قَال: سمعته یقول: لعن اللَهُ المغیرة بن سعید إِنهُ کان یکذب على اَبِی فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حر الحدید، لعن اللَّهُ من قَال فینا ما لا نقولهُ فی أَنفسنا و لعن اللهُ من أَزالنا عن العبودیة للهِ الذی خلقَنَا و إِلیه مآبُنَا و معادنا و بِیده نواصینا".[4] هذا التحذیرات ادت الى طرد الاسانید و المتون التی تشتمل على هؤلاء الوضاعین و افکارهم حیث قام علماء الشیعة و محدثوهم بتنقیة التراث الى حد کبیر من هذا النوع من الروایات المحرفة و الافکار الضالة.
2- تمت عملیة التنقیة هذه فی عصر مؤلفوا الکتب الاربعة (الکافی، من لایحضره الفقه، الاستبصار، التهذیب) ایضا،قال الشیخ الصدوق (قدس) فی مقدمة کتابه من لایحضره الفقیه: وَ صَنَّفْتُ لَهُ هَذَا الْکِتَابَ بِحَذْفِ الْأَسَانِیدِ لِئَلَّا تَکْثُرَ طُرُقُهُ وَ إِنْ کَثُرَتْ فَوَائِدُهُ وَ لَمْ أَقْصِدْ فِیهِ قَصْدَ الْمُصَنِّفِینَ فِی إِیرَادِ جَمِیعِ مَا رَوَوْهُ بَلْ قَصَدْتُ إِلَى إِیرَادِ مَا أُفْتِی بِهِ وَ أَحْکُمُ بِصِحَّتِهِ وَ أَعْتَقِدُ فِیهِ أَنَّهُ حُجَّةٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ رَبِّی.[5] یعنی انه جمع فیه الاحادیث التی یعتقد بصحتها، و الجدیر بالذکر ان مصطلح الصحیح عند القدماء یطلق على الحدیث التی توجد قرائن تدل على صحته مما یولد الاطمئنان بصحة صدوره.[6] و انما یحصل ذلک الاطمئنان من خلال دراسة الحدیث متنا و سندا.
على کل حال ان عملیة التصفیة و الغربلة للاحادیث حدثت قبل تالیف الکتب الرجالیة الاربعة (رجال الکشی، فهرس النجاشی، رجال الطوسی، و فهرس الطوسی). اذ عرفنا عن ان العملیة بدأت فی عصر الائمة الاطهار و ان المحدثین ساروا على نهجهم و انهم انما دونوا مصنفاتهم الحدیثیة عن معرفة مسبقة بالرجال واحوال الرواة و لم یدونوا الاحادیث بصورة عشوائیة، و لم تکن عملیة التصنیف فی الرجال متاخرة بل کانت هناک مصنفات رجالیة فعلى سبیل المثال کان لکل من عبد الله بن جبلة الکنانی (المتوفى 219هـ) و محمد بن عیسى الیقطینی، و الحسن بن محبوب (المتوفى 224هـ) و غیرهم من الاصحاب مصنفات رجالیة.[7]
و بعد ذلک صنفت الکتب الرجالیة الاربعة المعروفة حیث تمت دراسة الرواة و التاکد من صحة الاسانید بصورة واسعة.
ب. تصفیة المتون
من اجل تصفیة و غربلة المتون و تنقیتها من کل تحریف او دس سواء کان عمدا او لا، هناک عدة موازین و معاییر، منها:
1- عرض الحدیث على الائمة و العلماء: من القواعد المتبعة فی هذا المجال خاصة فی عصر اصحاب الائمة المتاخرین کالامام الرضا (ع) و العسکریین (ع) هو عرض الروایات علیهم (ع) للاطمئنان بصحتها او سقمها.
ان هذه الطریقة التی اطلق علیها عنوان "عرض الحدیث" اتبعت فی الدورة الاولى لتصنیف الحدیث "عصر الحضور" حیث کان یعرض الحدیث على الامام او على کبار الاصحاب المعتمدین لدى الامام لتأییده او رده. بل ان عملیة العرض تزامنت مع المراحل الاولى لصدور الحدیث فقد ورد فی الکتب القدیمة نماذج من عرض الحدیث على الامام علی (ع)،[8] الامام الحسن (ع)،[9] الامام الحسین (ع)،[10] الامام السجاد (ع)[11]، الامام الباقر (ع)[12]، و الامام الصادق (ع) و... .
ان عرض هذه المجامیع الروائیة المتعددة على الامام الصادق (ع) یکشف لنا بوضوح مدى التشدد فی الروایة فی عصره (ع).
فی العصر الذی تجلت فیه هویة التشیع و أرسیت اسس التشیع بحیث امتاز الخط الجعفری عن سائر الخطوط کالزیدیة نرى الاصحاب الذین تربوا فی هذه المدرسة اصحبوا هم المائز لتمییز الصحیح من غیر الصحیح المنسوب الى الائمة، بالاضافة الى عرضهم روایاتهم على الائمة استطاعوا ان تأمین التراث الشیعی.
من اهم الحرکات الخطیرة و المنحرفة فی ذلک العصر هی حرکة الغلو؛ ان الغلاة هم اناس یدفعهم حب التسلط و الرئاسة و لتحصیل هذا المقام جعلوا للائمة مقامات اعلى من مقاماتهم الواقعیة و ادعوا انهم خلفاء الائمة؛ الا انه و لحسن الحظ ان الائمة (ع) اکتشفوا النوایا الخبیثة لهؤلاء المنحرفین و حذروا الامة منهم حیث نرى نماذج من ذلک فی الکتب الرجالیة خاصة فی رجال الکشی عند ترجمة امثال "ابو الخطاب" و "یونس بن ظبیان" و غیرهم.[13]
کذلک نرى یونس بن عبد الرحمن یأتی بکتب کثیرة من کتب الشیعة یعرضها على الامام الرضا (ع) و ان الامام انکر کثیرا منها.[14] کما حدث مثل ذلک بالنسبة الى کتب بنی فضّال حیث اید الامام الحسن العسکری (ع) تلک الروایات.[15]
ان طریقة عرض الاحادیث على الائمة ادت الى تنزه الحدیث الشیعی عن السذاجة و قطع ید الوضاعین رغم کثرتهم.
ثم ان هذه الحساسیة الکبیرة التی ابداه المعصومون اتجاه الحدیث و اهتمامهم الکبیر بصیانته هی وحدها کافیة فی اقصاء ید المنافقین و الوضاعین - الذی تغلغلوا فی صفوف الشیعة - عن دائرة الحدیث و التحدث و ابعادهم عن الساحة بنحو تام.
2- مقابلة النسخ
تعتبر هذه الطریقة من الطرق المتبعة فی اوساط العلماء و اصحاب الرسول الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) حیث کانت تتم عملیة المقابلة مع النسخ الاصلیة للکتب للاطمئنان من صحة الاحادیث و تطبیقها مع الموجود فی النسخة الاصلیة الصحیحة، و انما تعتمد هذه الطریقة لابعاد کل انواع التحریف و صیانة النصوص من تطرق التلاعب الیها بالزیادة او الحذف عمدا او سهوا.
3- اجازة نقل الحدیث
کذلک من الطرق التی ابتکرها علماء الحدیث لصیانته من التحریف هو اعتماد اسلوب الاجازة فی النقل او ما یعبر عنه بتحمل الحدیث، بمعنى ان الاستاذ فی علم الحدیث یمنح الطالب اجازة نقل الحدیث کتابة او مشافهة، و من المتعارف ان الاستاذ المانح للاجازة یذکر فی اجازته الاستاذ الذی اجازه و هکذا حتى تصل الى الاصل، فعلى سبیل المثال نرى مثلا: احمد بن ادریس الاشعری القمی الفقیه المعروف و المحدث الکبیر و الذی یعد من الشخصیات اللامعة فی القرن الثالث الهجری قد تشرف بالحضور عند الامام الحسن العسکری (ع)، کما نقل کثیرا من العلوم عن کبار مشایخ الشیعة کاحمد بن اسحاق القمی و غیره من الشخصیات الشیعیة فألف کتبا قیمة فی مجالی الفقه و الحدیث حیث نقل الکثیر من الروایات عن الائمة (ع)، و هو بدوره ربى عددا من التلامیذ و منحهم اجازة النقل من اشهر هؤلاء التلامیذ محمد بن یعقوب الکلینی صاحب کتاب الکافی حیث نقل الکلینی روایات ابن ادریس بدون واسطة، و هکذا استمرت السلسلة حیث منح الکلینی الاجازة الى تلامیذه و تلامتذته الى تلامیذهم حتى وصل الینا کتاب الکافی بصورة مطمئنة.
من هنا نعرف قیمة الاجازة فی الروایة حیث یثبت من خلالها اتصال سند الاخبار الى الائمة المعصومین (ع)، و من المتداول فی اوساط المشایخ انهم ینهون الاجازة الى احد المشایخ الکبار کالملا محمد تقی المجلسی، الشهید الاول، العلامة الحلی، او الشیخ الطوسی و یتوقفون عند ذلک لان الطرق من المشایخ الى الائمة معروفة فلا حاجة الى ذکرها.
4- اعداد الفهارس
من الطرق المتعبة ایضا طریقة اعداد الفهارس؛ بما ان القدماء کان منهجهم المتبع هو اعتماد القرائن الخارجیة لمعرفة سقم او صحة الروایة فبما ان منهج القمیین التشدد تجاه الغلو حتى نرى ان ابن الولید ینقل جمیع کتب الصفار الا کتاب بصائر الدرجات.[16]مع ان مؤلف الجمیع هو الحسن بن الصفار. او نرى مثلا ان ابن الولید یستثنی عددا من رواة کتاب نوادر الحکمة لایعتمد روایاتهم،[17] لا لان هؤلاء ضعاف بل لان الروایة التی جاءوا فی سندها غیر مقبولة عنده.
ان هذا الاسلوب و ان کان رأیا شخصیا و عملیة اجتهادیة فردیة، الا انه مع ذلک یعد احد اسالیب التنقیة لمتون الحدیث.
5- عرض المتن على القرآن الکریم
من الطرق المتبعة لضمان صیانة الحدیث من التحریف و الجعل هی طریقة العرض على کتاب الله تعالى، و قد أکد النبی الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) على هذه الطریقة کثیرا حیث وردت روایات کثیرة فی هذا المجال منها: "رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ (ص) وَ عَنِ الْأَئِمَّةِ (ع) أَنَّهُمْ قَالُوا: إِذَا جَاءَکُمْ مِنَّا حَدِیثٌ فَاعْرِضُوهُ عَلَى کِتَابِ اللَّهِ فَمَا وَافَقَ کِتَابَ اللَّهِ فَخُذُوهُ وَ مَا خَالَفَهُ فَاطْرَحُوهُ أَوْ رُدُّوهُ عَلَیْنَا".[18]
و قد ادخر الله تعالى لحفظ الحدیث و صیانته مجموعة من العلماء على مر التاریخ استطاعوا بذل جهود جبارة فی هذا المجال للبحث و التنقیب و غربلة الاحادیث بحیث استطاعوا ان یمحصوا الاحادیث و یصونها و ذلک من القرون الاولى على ید سلیم بن قیس و حتى یومنا هذا.[19]
الخلاصة: ان هذه الجهود الکبیرة التی بذلت من قبل النبی الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) و من سار على نهجهم الى یومنا هذا استطاعت ان تؤمن لنا الحدیث بدرجة عالیة، و مع ذلک نرى الفقهاء ما زالوا یتعاملون مع الاحادیث تعاملا بحثیا على مستوى السند و الدلالة و البحث عن القرائن المصححة لتشخیص الصحیح عن غیره من الاحادیث و کذلک الاطمئنان من صحة نسبة الکتب الى اصحابها، و لم یستثنوا فی بحثهم حتى روایات الکتب الاربعة بالرغم من صحة انتسابها الى مؤلفیها، و من هذه القرائن التی وضعوها:
1. ان لا تکون الروایة مخالفة للقرآن بصورة قطعیة.
2. ان لا تکون مخالفة لاصول المذهب.
3. ان لا تکون الروایة معرضا عنها من قبل العلماء الامامیة على مر التاریخ.
4. ان لاتکون صادرة تقیة.
5. ان لاتکون الروایة ظاهر علیها علامات الوضع و الجعل.
هذه بعض المعالجات التی طرحها العلماء لصیانة الحدیث من التحریف و هذه المعاییر التی یعتمدوها لقبول الحدیث أو رده.
[1] بحارالأنوار، ج 47 ، ص 27؛ الإرشاد، ج 2، ص 179؛ إعلام الورى، ص 284.
[2] مدیر شانه چی، کاظم، تاریخ الحدیث، ص 91.
[3]الحریری، محمد یوسف، فرهنگ اصطلاحات حدیث " معجم مصطلحات الحدیث"، ص 11.
[4] العلامة المامقانی، تلخیص مقباس الهدایة، ص 156.
[5] من لا یحضره الفقیه، ج 1، ص 3، ناشر جامعه مدرسین.
[6] سیفی مازندارانی، علی اکبر، مقیاس الرّوایة فی علم الدرایة، ص 44.
[7] مدیر شانه چی، کاظم، تاریخ الحدیث، ص 56-57.
[8] رجال الکشْی، ج 2، ص 692 ـ 700؛ کتاب سلیم بن قیس الهلالْی، ج 2، ص 562 و 558.
[9] طبقات ابن سعد، ج 3، ص 26، نقلا عن مسند الامام المجتبی (ع( ، ص 535، ح 36 .
[10] کتاب سلیم بن قیس الهلالی، ج 2، ص 628؛ المستدرک علی الصحیحین، ج 3، ص 187، ح 4798؛ دعائم الاسلام، ج 1، ص 142؛ الجعفریات، ص 5، ح 42؛ تفسیر عیاشی، ج 1، ص 157، ح 530.
[11] الکافی، ج 8، ص 15، ح 2؛ کتاب سلیم بن قیس الهلالی، ج 2، ص 559 . رجال الکشی، ص 104، شماره 167.
[12] الفهرست، شیخ طوسی، ص 176، رقم 470 ؛ معانی الاخبار، ص 382، ح 12.
[13] انظر: رجال الکشی، الارقام، 673، 674 ،1033،515 ،513، معانی الاخبار، ص 181، ح 1؛ بحار الانوار، ج 26، ص140، ح 12.
[14] رجال الکشی، ص 224.
[15] السبحانی، جعفر ، کلیات فی علم الرجال، ص 278.
[16] رجال الکشی، ص 251، ترجمة، محمد بن الحسن الصفّار، طبع داوری.
[17] رجال النجاشی، ص 245، ترجمة، محمد بن احمد بن یحیی، طبع داوری.
[18] تهذیبالأحکام، ج 7، ص 275.
[19] مجلة علوم الحدیث، العدد السادس، عبد الهادی مسعودی.