Please Wait
الزيارة
7006
7006
محدثة عن:
2014/09/29
خلاصة السؤال
هل كان الأئمة (ع) يعلمون الغيب؟
السؤال
هل كان الأئمة (ع) يعلمون الغيب؟
الجواب الإجمالي
أكدت المعارف القرآنية انحصار علم الغيب المطلق و الذاتي بالله تعالى؛ و ذلك لأنّه الوجود الوحيد الذي يتوفر على الإحاطة التامّة و الكاملة بجميع أبعاد و ذرات الكون، كما أكد ذلك قوله تعالى: "فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ" و مع الأخذ بنظر الاعتبار محدودية سائر الموجودات و إحاطة الله تعالى بكل شيء يتضح بجلاء أنّ علم الغيب من شؤون الباري تعالى ذاتاً، و لا يعلم الغيب سواه لمحدودية المخلوقات، إلا أنّ انحصار علم الغيب به تعالى ذاتاً، لا يمنع من توفر ذلك لبعض الاشخاص بتعليم و تمكين من قبل الله تعالى إنطلاقاً من لياقاتهم الخاصّة الروحية و النفسية و المهام الكبرى الموكلة عليهم التي تقتضي اطلاعهم على جانب من الغيب لنجاح و تحقق المهمة التي أوكلت إليهم، حيث يطلعهم الباري تعالى على جزء أو جانب من عالم الغيب و يرشدهم الى أسرار الكون التي لم يتسنى لغيرهم الاطلاع عليها و لم يسمعوا بها. فهي هبة ربانية يوليها الله تعالى لخاصّة عباده الصالحين، من هنا نرى الأنبياء يخبرون عن الوحي و غيره من الأمور الغيبية، فيتنبأون بقضايا مستقبلية بدرجة لا يشوبها ريب أو أدنى شك و يقع ما أخبروا عنه بنفس الصورة التي اخبروا بها تماما و.....
و بما أنّ الأئمة هم خلفاء الرسول (ص) في تلك المهمة العظمى فحينئذ يكون من الطبيعي توفرهم على العلم الذي يسهل لهم القيام بالمسؤوليات الكبرى بعد رحيله (ص) فلابد من إطلاعهم من قبل الله تعالى على مساحة كبيرة من الغيب تتناسب مع حجم المهمة و خطورتها.
و بما أنّ الأئمة هم خلفاء الرسول (ص) في تلك المهمة العظمى فحينئذ يكون من الطبيعي توفرهم على العلم الذي يسهل لهم القيام بالمسؤوليات الكبرى بعد رحيله (ص) فلابد من إطلاعهم من قبل الله تعالى على مساحة كبيرة من الغيب تتناسب مع حجم المهمة و خطورتها.
الجواب التفصيلي
الغيب، ما يقابل الشهادة. قال تعالى: "عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ" و باختلاف الشهادة و بالنسبة اليها يختلف مفهوم الغيب. فالشهادة بمعنى الحضور، و الحضور إمّا بالحضور المكانيّ، أو بالحضور عند الحواسّ الظاهرة، أو بحضور، في النظر و العلم، أو بحضور في مقام المعرفة و البصيرة، و في قبال كلّ من هذه المراتب الأربعة غيب.[1] فمن الممكن أنْ يكون الشيء الواحد غيباً بالنسبة لشخص و حضوراً لدى شخص آخر. و هذه القضية تتوقف على مدى السعة الوجودية للشخص و احاطته بعالم الوجود. و قد أكدت المعارف القرآنية على انحصار علم الغيب المطلق و الذاتي بالله تعالى؛ و ذلك لأنّه الوجود الوحيد الذي يتوفر على الإحاطة التامّة و الكاملة بجميع ابعاد و ذرات الكون، كما أكد ذلك قوله تعالى: "وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرين"[2] و مع الأخذ بنظر الاعتبار محدودية سائر الموجودات و إحاطة الله تعالى بكل شيء يتضح بجلاء أنّ علم الغيب من شؤون الباري تعالى ذاتاً، و لا يعلم الغيب سواه لمحدودية المخلوقات، فالله تعالى هو المهين و الشاهد على كلّ شيء، و أنّ كلّ الأمور و الاشياء حاضرة لديه و مشهودة عنده. أما ما سواه تعالى فيتحدد علمهم بمستوى و محدودية إدراكه فتكون بعض الاشياء مشهودة لديه و الاخرى غائبة عنه تماما أو يدرك الشيء القليل منها.
و الجدير بالذكر أن انحصار علم الغيب به تعالى ذاتاً، لا يمنع من توفر ذلك لبعض الاشخاص بتعليم و تمكين من قبل الله تعالى إنطلاقاً من لياقاتهم الخاصّة الروحية و النفسية حيث يطلعهم الباري تعالى على جزء أو جانب من عالم الغيب و يرشدهم الى أسرار الكون التي لم يتنسى لغيرهم الإطلاع عليها و لم يسمعوا بها. فهي هبة ربانية يوليها الله تعالى لخاصّة عباده الصالحين، من هنا نرى الأنبياء يخبرون عن الوحي و غيره من الأمور الغيبية، فيتنبأون بقضايا مستقبلية بدرجة لا يشوبها ريب أو أدنى شك و يقع ما أخبروا عنه بنفس الصورة التي اخبروا بها تماما و.....[3]
و قد وقع البحث عن دائرة علم الأئمة المعصومين (ع) بالغيب، و هل أنّهم يعلمون الغيب مطلقاً ما كان و ما سيكون و يحيطون بجميع وقائع الكون الماضية و المستقبلية و منها علمهم بمكان و زمان شهادتهم؟ حيث اختلفت كلمة الأعلام و الباحثين بين النفي بدائرة واسعة لعلمهم عليهم السلام بالغيب و منها علمهم بزمان و مكان شهادتهم.
فيما ذهب الكثير من علماء الشيعة الى التفصيل بين الغيب المطلق و الغيب المحدود استناداً الى مجموعة من الآيات و الروايات كقوله تعالى: " مَّا كاَنَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلىَ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتىَ يَمِيزَ الخَْبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ مَا كاَنَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلىَ الْغَيْبِ وَ لَاكِنَّ اللَّهَ يجَْتَبىِ مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فََامِنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِن تُؤْمِنُواْ وَ تَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ"[4] و قوله تعالى: "عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً"[5] حيث يرى هؤلاء الأعلام بأنّه لا مانع من أن يطلع الله بعض عباده الصالحين – ولمصالح خاصّة- على جانب من الغيب، و هو ما أكدته الاحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، كالحديث المروي عن الإمام الصادق (ع) و الذي جاء فيه: "إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ".[6]
انطلاقا من تلك الطائفة من الآيات و الروايات مضافا الى كون الأنبياء الالهيين إنما بعثوا لهداية البشرية على جميع المستويات المادية و المعنوية، من هنا لابد من أنْ يتوفروا على نصيب وافر من العلم و المعرفة ليتمكنوا من خلاله القيام بالمهمة الكبرى التي ألقيت على عاتقهم؛ و بما أنّ الأئمة هم خلفاء الرسول (ص) في تلك المهمة العظمى فحينئذ يكون من الطبيعي توفرهم على العلم الذي يسهل لهم القيام بالمسؤوليات الكبرى بعد رحيله (ص) فلابد من إطلاعهم من قبل الله تعالى على مساحة كبيرة من الغيب تتناسب مع حجم المهمة و خطورتها.[7] و من هنا روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ".[8]
و الجدير بالذكر أن انحصار علم الغيب به تعالى ذاتاً، لا يمنع من توفر ذلك لبعض الاشخاص بتعليم و تمكين من قبل الله تعالى إنطلاقاً من لياقاتهم الخاصّة الروحية و النفسية حيث يطلعهم الباري تعالى على جزء أو جانب من عالم الغيب و يرشدهم الى أسرار الكون التي لم يتنسى لغيرهم الإطلاع عليها و لم يسمعوا بها. فهي هبة ربانية يوليها الله تعالى لخاصّة عباده الصالحين، من هنا نرى الأنبياء يخبرون عن الوحي و غيره من الأمور الغيبية، فيتنبأون بقضايا مستقبلية بدرجة لا يشوبها ريب أو أدنى شك و يقع ما أخبروا عنه بنفس الصورة التي اخبروا بها تماما و.....[3]
و قد وقع البحث عن دائرة علم الأئمة المعصومين (ع) بالغيب، و هل أنّهم يعلمون الغيب مطلقاً ما كان و ما سيكون و يحيطون بجميع وقائع الكون الماضية و المستقبلية و منها علمهم بمكان و زمان شهادتهم؟ حيث اختلفت كلمة الأعلام و الباحثين بين النفي بدائرة واسعة لعلمهم عليهم السلام بالغيب و منها علمهم بزمان و مكان شهادتهم.
فيما ذهب الكثير من علماء الشيعة الى التفصيل بين الغيب المطلق و الغيب المحدود استناداً الى مجموعة من الآيات و الروايات كقوله تعالى: " مَّا كاَنَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلىَ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتىَ يَمِيزَ الخَْبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ مَا كاَنَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلىَ الْغَيْبِ وَ لَاكِنَّ اللَّهَ يجَْتَبىِ مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فََامِنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِن تُؤْمِنُواْ وَ تَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ"[4] و قوله تعالى: "عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً"[5] حيث يرى هؤلاء الأعلام بأنّه لا مانع من أن يطلع الله بعض عباده الصالحين – ولمصالح خاصّة- على جانب من الغيب، و هو ما أكدته الاحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، كالحديث المروي عن الإمام الصادق (ع) و الذي جاء فيه: "إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ".[6]
انطلاقا من تلك الطائفة من الآيات و الروايات مضافا الى كون الأنبياء الالهيين إنما بعثوا لهداية البشرية على جميع المستويات المادية و المعنوية، من هنا لابد من أنْ يتوفروا على نصيب وافر من العلم و المعرفة ليتمكنوا من خلاله القيام بالمهمة الكبرى التي ألقيت على عاتقهم؛ و بما أنّ الأئمة هم خلفاء الرسول (ص) في تلك المهمة العظمى فحينئذ يكون من الطبيعي توفرهم على العلم الذي يسهل لهم القيام بالمسؤوليات الكبرى بعد رحيله (ص) فلابد من إطلاعهم من قبل الله تعالى على مساحة كبيرة من الغيب تتناسب مع حجم المهمة و خطورتها.[7] و من هنا روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ".[8]
[1] حسن مصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج7، ص: 290، نشر: بنگاه ترجمه و نشر كتاب، طهران، سنة 1360ش.
[2] يونس، 20.
[3] اقتباس من السؤال رقم 339 (الموقع: 607) الانسان و العلم بالغيب.
[4] آل عمران، 179.
[5] سورة الجن، 26- 27.
[6] الکليني، اصول الکافي، ج 1، بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ ع إِذَا شَاءُوا أَنْ يَعْلَمُوا عُلِّمُوا ، ح 3. ولمزيد الاطلاع انظر السؤال رقم 607(الموقع: 1056) الانسان و علم الغيب.
[7]. و الجدير بالذكر هنا أن العلم بالغيب لا يعد كمالا مطلقا بل يكون نقصاً في بعض الاحايين، فلو كان أمير المؤمنين عليه السلام يعلم الغيب ليلة المبيت على الفراش ليلة هاجر النبي الأكرم (ص) و كان يعلم بأنّه لايتعرض للخطر في تلك الليلة لما كان ذلك كمالا له؛ و ذلك لان جميع المسلمين لو كانوا يعلمون بخلو المهمة من المخاطر لاقدموا عليها بكل ارتياح و طمأنينة، وعليه يكون الكمال هنا في الجهل بالغيب و عدم معرفة ما تأول إليه الامور. (الشيخ محسن قرائتي، تفسير نور، ج4، ص 245)
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات