بحث متقدم
الزيارة
5845
محدثة عن: 2010/04/20
خلاصة السؤال
إن الشریعة الإسلامیة ببلوغها الکمال و الشمولیة قد ختمت النبوّة التشریعیة لا النبوة التبلیغیة، و بناء علی هذا فکیف یمکن توجیه ختم النبوة التبلیغیة؟
السؤال
ان الأنبیاء الإلهیین علی قسمین: فقسم منهم تکون لهم شریعة مستقلّة و لا یتجاوز عدد هؤلاء أصابع الید الواحدة فهم عبارة عن: النبی نوح، النبی إبراهیم، النبی موسی، و النبی عیسی و النبی محمد بن عبد الله(ص) و یطلق علی هؤلاء الأنبیاء "اولو العزم ". و القسم الآخر من الأنبیاء –و هو القسم الأعظم- لم تکن لهم شریعة مستقلة بل کانوا مبلّغین لشرائع السابقین فکانوا ینفضون غبار التحریف عن الشریعة السابقة لهم و یروّجون لها، و یطلق علی هذا القسم من الأنبیاء "الأنبیاء التبلیغیّون".
و الإسلام حین أعلن ختم النبوة فإنه لم یختم النبوة التشریعیة فقط بل ختم النبوة التبلیغیة أیضاً.
و السؤال هنا هو أن شریعة الإسلام ببلوغها الکمال و الشمولیة قد ختمت النبوة التشریعیة و لکن کیف یمکن توجیه ختم النبوة التبلیغیة، فحیث إن الناس فی کل عصر بحاجة الی هدایة و ارشاد، فما الإشکال فی بعث أنبیاء مثل الانبیاء السابقین و یکونون مبلّغین لآخر شریعة، أعنی الشریعة الإسلامیة؟
الجواب الإجمالي

للردّ علی هذه الشبهة ینبغی الالتفات الی ملاحظتین:

الملاحظة الاولی: أن فلسفة تجدید النبوة التبلیغیة فی الأمم الماضیة ترجع الی خصائص الأمم فی تلک العصور فقد کان الأنبیاء التبلیغیّون فی عصر لم یکن فیه الناس قادرین علی تبلیغ شریعة زمانهم و لم تکن لهم القدرة علی التحلیل و الاستنتاج من شریعتهم، فلم یکن العقل و العلم البشری فی تلک العصور قادراً علی مثل ذلک. و لهذا السبب کانت الکتب السماویة للأنبیاء السابقین تندثر بمرور الزمان و لا یبقی لها أثر فیؤدی ذلک الی تحریفها.

و لکن امّة النبی الخاتم(ص) قد بلغت درجة من العلم و المعرفة تمکّنها من حفظ اصول دینها و من التفقّه فیها، و من هنا فلاحاجة لهم الی أنبیاء التبلیغ. و قد شبّه الشهید المطهری(ره) امم الأنبیاء السابقین بطفل المدرسة الذی لیس له قدرة علی الحفاظ علی کتابه فیمزّقه بعد فترة وجیزة.

و بناء علی هذا و نظراً الی التطوّر العلمی و العقلی لامّة النبی الخاتم(ص) و وجود علماء الدین فقد ختمت النبوة التبلیغیة أیضاً و حل علماء الدین محل أنبیاء التبلیغ.

و الملاحظة الثانیة: إن المرحلة الاولى أی البلوغ العقلی لامة النبی الخاتم، لم ینتج من فراغ بل کان له اسباب عدیدة یقف على رأسها وجود الائمة علیهم السلام لاکثر من ثلاثة قرون من بدایات القرن الاول الى عصر الغیبة الکبرى ففی هذه الفترة استطاع الائمة ان یخرجوا جیلا کبیراً من العلماء حتى أن الامام الصادق علیه السلام وحده کانت عنده اکثر من اربعة آلاف تلمیذ، أضف الى ذلک اعطى الرسول الاکرم (ص) للامة قواعد عامة و اصول اساسیة یمکن الاعتماد علیها فی استنباط الاحکام الشرعیة من خلال فتح باب الاجتهاد بالاضافة الى اعتماد العقل کمصدر للتشریع.

الجواب التفصيلي
لا یوجد جواب التفصیلی لهذا السوال
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...