Please Wait
9237
الکآبة نوع من الاختلال الأخلاقی أو الاختلال العاطفی عند الأشخاص. و قد یبتلی الطفل و المراهق أیضاً بهذا المرض بسبب شدة الضغوط النفسیة الناشئة من موت أحد الأقارب (و خصوصاً الوالدین) أو السلوک غیر الطبیعی للاسرة، أو العنف، أو الاضطراب و عدم الثبات فی الاسرة بسبب إدمان الأب أو الام أو بسبب الخلافات العائلیة و ...
و من علامات هذا المرض: الشعور بالحزن و عدم الشعور باللذّة و الرضا عن الفعالیة الیومیة، اختلال النوم، تبدّل الشهیة، قصد الانتحار أو الاقدام علیه، لوم النفس، تغیّر سلوک الطفل و المراهق، المیل للعزلة و عدم الاختلاط بالآخرین، الشعور بالیأس، المعارضة و المشاکسة و ...
ثم ان طرق معالجة الکآبة مختلفة فقد تکون عن طریق الوالدین أو الاستشاری او العائلة، و اخرى تکون عن طریق المعالجة النفسیة وفی بعض الاحیان تکون عن طریق المعالجةالجسدیة و الاسلوب العلاجی.
کلّ منا یمرّ بحالة من الاکتئاب لفترة قصیرة بسبب مشاکل معتادة مثل ضغوط العمل و الخلافات العائلیة و الضغوطات المالیة و حالات الیأس الشخصی. و قد نظن ان هذه هی الکآبة و إنها لیست أمراً مهماً و أنها ستزول لوحدها، و لکن لیس کل هذه الحالات الطارئة کآبة.
بل الکآبة نوع من الاختلال الأخلاقی أو الاختلال العاطفی عند الأشخاص، یُشخّص عن طریق مجموعة من العلامات التی تظهر علی السلوک الکلامی و غیر الکلامی للشخص علی أساس الظروف البیئیة أو بعض التغیّرات الفزیولوجیّة.
و قد یسبّب عدم الاطلاع الفردی و الاجتماعی علی مرض الکآبة أن یعانی الکثیر من الأشخاص من هذا المرض من دون سبب حتی أن بعضهم یقدم علی الانتحار علی أثر ذلک.[1]
و نظراً الی أن أکثر الناس لیس لدیهم تصوّر صحیح لمرض الکآبة، من هنا ینبغی أن نقول أن عدداً کثیراً من الناس لا یتصوّرون وجود هذا المرض عند الأطفال، و أغلب الآباء و المربین حینما یسمعون بخبر کآبة طفل أو مراهق فإنهم لا یصدّقون بذلک، بل یرون هذا السن مبکراً للکآبة.
و السبب الأول لذلک هو الاعتقاد ببراءة الأطفال ، و الآخر هو الاعتقاد بأن الکآبة هی استجابة للضغوط النفسیة الموجودة فی حیاة الأشخاص البالغین.
و الحال انه من الممکن أن یقع الطفل تحت ضغوط نفسیة شدیدة و من أبرز أسبابها موت أحد الأقارب و خصوصاً الوالدین. و لحسن الحظ فإن أکثر الأطفال فی مجتمعنا یتحملون موت أقاربهم عن طریق مساندة الآخرین و إبراز حبّهم و مواساتهم، فیتجاوزون ذلک و لکن عدداً کبیراً أیضاً یصابون بکآبة شدیدة فیکونون بحاجة الی عون متخصص فی هذا المجال.
و من المصاعب الاخری التی من الممکن أن تواجه الطفل و تؤدی الی الکآبة عند الطفل و المراهق هو السلوک المختلّ و غیر الطبیعی للاسرة، و العنف و الاضطراب و عدم الثبات فی الاسرة بسبب إدمان الأب أو الام أو بسبب الخلافات العائلیة و وجود أمراض مزمنة مضعفة عند الطفل.
و ینبغی أن یعلم بأن إنکار الکآبة عند الأطفال و المراهقین هو مجرد خدعة و هروب من الواقع. فالطفل و المراهق الکئیب بحاجة الی مساعدة و مواساة، و لکن لا تکفی المواساة فقط، فالکآبة فی الطفولة و مرحلة البلوغ حقیقة مسلّمة و محزنة و هی من أهم و أشد المشاکل انتشاراً بین التلامیذ، و لها طرق علاج کثیرة.
و لکن إذا لم یهتم المریض و لم تتم مساندته و دعمه فی تحصیل العلاج اللازم فمن الممکن أن یصبح مستقبلاً انساناً فاشلاً کثیباً.
و من علامات الکآبة لدی الأطفال و المراهقین مایلی:
1- النفسیة الحزینة و عدم الانشراح:
ان الطفل و المراهق الکثیب الذی یصاب أحیاناً بحالة من الغمّ و الهمّ، من الممکن أن یلاحظ علیه فی هذه المرحلة تغییرات طفیفة فی نفسیته فی ساعات الیوم أو الأیام المختلفة، و لکن و بشکل عام فإنه و مع تغیر الموقع و ظروف البیئة فإن حالة الحزن و الاکتئاب لا تزال باقیة معه.
و أحیاناً لا یکون من الیسیر تشخیص هذه الکآبة الدائمیة، فالبنت أو الولد نفسه أحیاناً لا یرید أن یعترف بتغییر وصفه النفسی و إحساسه بالألم فیتستّر علی ذلک، و من الممکن أن توجد مشکلات سلوکیة اخری لدی الطفل أو المراهق الکئیب هی التی تقوم بإخفاء نفسیّته الکئیبة عنّا، مثل عدم الانسجام مع کل شیء و کل أحد، و التمرّد و المشاکسة.
و ینبغی أن یقال انه لیس کل طفل أو فتی مشاکساً أو متمرّداً هو کئیب و لکن عدداً کبیراً من هؤلاء مبتلی بالکآبة.
و أحیاناً تکون الکآبة مقترنة بالاضطراب و القلق و تظهر بصورة آلام مختلفة و خصوصاً ألم البطن و الصداع الذی لا یکون له سبب طبّی، و فی هذه الحالة من الممکن أن یصیب الوالدین قلق شدید فیصبوا جلّ اهتمامهم علی العثور علی العلّة الجسمیة لذلک و یبعدون من حساباتهم وجود حالة حزن مستمرة لدی الطفل.
2- عدم الشعور باللّذة و الرضا عن النشاطات الیومیة:
ان عدداً کبیراً من الأطفال و المراهقین یظهرون التضجّر أحیاناً، و لا یکون هذا الضجر علامة علی الکآبة دائماً. و إنما یکون الضجر علامة علی الکآبة، فیما لو کانت الألعاب و الأعمال التی کان یمارسها بلذّة سابقاً فی متناول یده و لکن لا تکون له رغبة فیها، فمثلاً یتصل به أصدقاؤه و لکنه یتضجّر من اللقاء بهم، أو انه کان سابقاً یحبّ کثیراً ممارسة الریاضة فی المدرسة، و لکنه الآن لا یحبّ ذلک. فکلما استمر مثل هذا السلوک لعدة أسابیع فإنه یکون علامة واضحة علی الکآبة.
3- اختلال النوم:
و من الممکن أن یبرز الاختلال فی النوم بعدة صور، کأن لا یکون للطفل أو المراهق رغبة فی الذهاب الی الفراش و یکون ذلک شاقّاً علیه، أو یستیقظ لیلاً و لا یستطیع النوم بعدها، أو یستیقظ صباحاً قبل الموعد الطبیعی و نادراً ما یری أحلاماً مؤذیة و مکررة، أو یمشی أو یتکلّم فی نومه.
4- تبدّل الشهیة:
بعض الأطفال الکئیبین یتشدّد کثیراً فی اختیار الطعام و لا تکون له رغبة فی الأکل، و قسم آخر منهم یلجأ الی أکل الطعام لأجل الحصول علی الاستقرار فیأکل أکثر بکثیر من المقدار الطبیعی.
و علی أیة حال فکما تغیّرت عادة أکل الطعام عنده لمدة طویلة فإن ذلک یمکن أن یکون علامة علی الکآبة. ان تطبیق النظام الغذائی "الریجیم" أمر عادی جداً و خصوصاً عند البنات، فلیس هذا علامة علی الکآبة.
بل البنت التی لا تلتذ بأکل الطعام بل تأکل بالاجبار فإن ذلک یکون علامة علی الکآبة.
5- قصد الانتحار أو الاقدام علیه:
لا شک ان هذه العلامة هی أشد علامات الکآبة إثارة للقلق. و ینبغی ان یعلم بأن لیس جمیع الشباب الذین فکروا بالانتحار هم مصابون بالکآبة. فإن من الأفکار العابرة الکثیرة الشیوع بین الشباب هو ان الحیاة لا قیمة لها و لا تستحق البقاء ... ان الطفل الذی یقف أمام والدیه اللذین منعاه من مشاهدة برنامج تلفزیونی و یقول (حسناً، سأقتل نفسی) ... ان ذلک ربما یکون تقلیداً لمقطع قد رآه فی بعض الافلام، و خصوصاً إذا کان هذا الطفل بعد نصف ساعة یلعب بمرح مع صدیقه فی ساحة البیت.
فبعض الشباب الذین ینوون الانتحار أو حتی یقدمون علیه ربما لم یکونوا مصابین بمرض الکآبة أصلاً. فربما کانوا عصبیّین أو أتباع میول آنیة أو من طالبی الکمال الذین یلجأون الی الانتحار بعد هزیمة لم یمکنهم تحمّلها.
و بالطبع فإن الکآبة هی من العوامل المهمة للإنتحار فیجب الاهتمام کثیراً بکل علامة تشیر الی قصد انتحار الشاب، و هناک بعض الاطفال و المراهقین و خصوصاً الأولاد یفکّرون بشخصیات فی قصص قرأوها أو أفلام رأوها و یطبّقون هذه القصص فی ألعابهم، و للإطمئنان بأن مثل هذه الألعاب الطفولیة لیست من علامات الکآبة، یجب أن تلاحظ باقی علامات الکآبة، ففی حالة عدم وجود باقی العلامات فلیست لدی هذا الطفل کآبة.
6- ملامة النفس:
أحیاناً یتحمل الأطفال و الشباب المصابون بالکآبة ثقل مسؤولیة مشاکل اسرتهم و أصدقائهم، فهم من طالبی الکمال الذین یجعلون هدفهم فی مستوی رفیع جداً، فهم یعتبرون أنفسهم هم المقصّرون فی خلافات الأب و الام و افتراقهم أو فی أذی الأخ و الاخت، و لا یؤثر فیهم إقناع أقاربهم بأنهم لا دخل لهم فی هذه المشاکل.
ان لوم النفس لیس علامة شائعة للکآبة، و لکن قد تبرز أحیاناً من خلال حدیث الأطفال و الشباب حول الامور التی تسبّبت فی الضغوط النفسیة علیهم، حالة لوم النفس. و فی الأطفال الأصغر عمراً یمکننا أن نفهم من خلال لعبهم أو رسومهم بأنهم ینظرون نظرة سلبیة الی حیاتهم و إنهم یرون أنفسهم مستحقّین عقاباً علی ذنب لم یرتکبوه أصلاً.
و من العلامات الأکثر شیوعاً عدم احترام النفس، فإن المصابین یحتقرون أنفسهم بشدّة، و لا یرون لأنفسهم قیمة، ان عدم احترام النفس و الکآبة مع کونهما شیئین اثنین یختلفان عن بعضهما کثیراً، و لکن من النادر أن یوجد أحدهما من دون الآخر.
7- تغیّر سلوک الطفل و الشباب:
ان الطفل الذی هو منزو من الاول و لا یحب أن یکون مع أصدقائه دائماً، بل یرغب أن یراهم أحیاناً فقط، یختلف عن الطفل الذی کان اجتماعیاً جداً و لکنه أصبح منزویاً بالتدریج و یتحاشی من لقاء أصدقائه، و فی المورد الثانی ینبغی ملاحظة وجود تغییرات اخری فی طریقة حیاته الیومیة، فالطفل الذی لا یقوم بباقی فعالیته الیومیة أیضاً من أداء وظائفه المدرسیة، و صار نحیفاً و لا یشترک فی بقیة فعّالیات المدرسة، هل ان کآبته هی استجابة طبیعیة لفقدان أحد أعزّائه الذی توفی أخیراً؟
فمثلاً لو ان الأب ترک البیت أو أن الطفل قد انفصل عن صدیقه بسبب السفر فإن ظهور مثل تلک الأعراض لمدة عدة أسابیع یکون أمراً طبیعیاً جداً، و لکن إذا استمرّت حالة الکآبة هذه بشکل دائم و لمدة أطول، فإنها تستوجب اهتماماً و دقة أکثر.
فإن التفریق بین الکآبة و حالة الشرود لیس بالأمر الیسیر و القابل للفهم و لکن هذا التفریق لیس مهماً بل کلّما استمرت الکآبة أو حالة الشرود –بأی إسم سمّیت- لأکثر من عدة أسابیع فإنها تدعو للقلق و یجب اتخاذ اللازم.
8- الأطفال المصابون بالکآبة یقضون أوقات أطول فی الوحدة نسبة الی الأطفال غیر المصابین، و یختلطون مع أقرانهم لفترات أقصر. و الملفت للنظر ان الأطفال المصابین بالکآبة یکونون حین مخالطتهم لأقرانهم أکثر شکاسة و ضجیجاً من الأطفال غیر المصابین، بمعنی ان العزلة الاجتماعیة للأطفال المصابین بالکآبة ربما تکون ناشئة من إبعاد زملائهم و إنزوائهم الاجتماعی.[2]
طرق علاج الکآبة:
1- معالجة الوالدین:
ان معالجة الوالدین هی أفضل الطرق لإخراج الطفل من الظروف المنتجة للقلق و الاضطراب. ان العلاقات المتبادلة السلیمة فی الاسرة یمکنها أن تکون نافعة فی التشخیص السریع لعلامات الکآبة فی الشباب. ان الوالدین اللذین لا یستطیعان إقامة علاقة مع ولدهم فی هذه المرحلة الحساسة، یتسبّبان فی انهزام ولدهم الذی هو خائف من ذکر مخاوفه و مشکلاته، ان هذا العمل یؤدی الی تحویله الی شاب مکتئب. و کذلک فإن ضغط الوالدین علی ولدهم لیکون الأفضل فی دروسه و الاهمال الکامل لبقیة الفعالیّات الخارجیة التی یحبذها الشاب، یمکنه ان یؤدی الی هذا المرض أو یزید من شدته.
و فی قبال ذلک فإن الوالدین اللذین یخصّصان لولدهم الوقت و الجهد و یصرفان بعض المبالغ عند الحاجة فإنهم یمکنهم أن یساعدا ولدهم علی صنع مستقبله و التغلّب علی اضطرابات مرحلة المراهقة.
ان مساندة الشاب فی طول هذا السفر من الطفولة الی مرحلة الشباب هی أسهل بکثیر من عملیة إعادة السلامة النفسیة إلیه بعد ذلک.
و علی هذا الأساس فیجب علینا مساعدة أبنائنا فی اصلاح شخصیاتهم، بأن نشجّع نجاحاتهم فی المجالات المختلفة من الفن و الریاضة أو مطالعة الدروس و غیر ذلک، و أن نتجنّب التسرّع فی الحکم و توقّع النتائج، و نترک الشاب یسیر فی خطوات طبیعیة نحو النمو و التکامل، و لا نوقعه فی المشقة نتیجة لتوقّعاتنا أو تکلیفه بتکالیف عائلیة اخری.
علینا أن نهتم بالحوار معهم، فنتحدّث معهم حول موضوعات مثل اختیار برنامج یومی أو البحث عن الأصدقاء أو التدخین و المخدّرات و الامور الجنسیة بالمقدار الممکن و الذی یکون مفیداً لهم.
و یمکننا عبر هذا الطریق التوصّل الی حد کبیر الی المشاکل النفسیة و الروحیة للطفل لکی نتمکّن من اتخاذ اسلوب مناسب للتعامل معهم. فإذا رأینا انه مصاب بالکآبة فعلینا أن نبحث فی العوامل التی أدّت الی الکآبة، فربّما کان علینا تصحیح بعض تصرّفاتنا فالکثیر من الأسباب التی تؤدّی الی الکآبة فی الشباب ممکن رفعها فی البیت من دون حاجة الی طبیب أو عالم نفسی.
2- المعالجة الاستشاریة:
ان المربّی أو الشخص الخبیر و الحریص الذی یستطیع الشاب أن یبثه همومه بسهولة، هو مجال مناسب للتنفیس عن مشاعرة الحبیسة.[3]
3- المعالجة العائلیة:
ان الأخصّائی فی المعالجة العائلیة لا ینظر الی الشاب المصاب بالکآبة فحسب، و إنما یلاحظ جمیع أفراد العائلة، و کما ذکرنا سابقاً فإن الاهتمام بالعائلة لیس معناه ان سبب مشکلة الشاب هی عائلته، بل بسبب ان العائلة فی الحقیقة بیئة جماعیة و لیس أی فرد منها معزولاً عن باقی الأفراد.
فالأطفال المصابون بالکآبة یعیشون فی الغالب فی عوائل تکثر فیها المصائب، و عادة ما تکون فیها مشاکل فی تکوین العلاقات الاجتماعیة و کل من هاتین الصفتین یمکنها أن تؤدّی الی زیادة مستوی التعقید فی الحیاة.[4]
ان رأی أخصّائی المعالجة العائلیة هو أن الطفل المصاب، یقوم فی الحقیقة بطرح مشاکل العائلة، و أخصّائی المعالجة العائلیة یسعی فی حل مشاکل هؤلاء عن طریق فهم العلاقة بین أفراد الاسرة و ردود الأفعال فیما بینهم و تصحیح هذه العلاقة و تغییرها.[5]
3- المعالجة النفسیة:
ان المعالجة النفسیة هی طریقة للعلاج تستخدم من قبل الطبیب النفسی أو عالم النفس من أجل المساعدة فی حل المشاکل النفسیة المختلفة لدی الأشخاص و هذه الطریقة تستلزم أن یتحدّث الشخص عن المشاکل التی یمرّ بها للشخص المعالج (فی العلاج النفسی الفردی) وجهاً لوجه، أو فی مجموعة صغیرة مع واحد أو اثنین من المعالجین النفسانیین (فی العلاج النفسی الجماعی).[6]
4- المعالجات الجسمیة:
ان المعالجات الجسمیة للکآبة لدی الأطفال و المراهقین لها أهمیة بدرجة أقلّ بالنسبة لما تقدم من معالجات، و لکن یکون هذا النوع من العلاج مؤثّراً أحیاناً.
و فی موارد نادرة یکون أهم طریقة للعلاج. فإذا کانت اصابة الطفل أو المراهق شدیدة و لم تنفع معها المعالجات الحواریة النفسیة، فإن من المحتمل أن ینصح بتناول دواء من قبل الطبیب الذی یکون فی الغالب هو الطبیب النفسی للطفل أو المراهق.
5- المعالجة الریاضیة:
إذا کان الأطفال أو المراهقون یزاولون الریاضة بشکل منتظم و یحافظون علی وضع أجسامهم بشکل طبیعی و جیّد فإنهم یکونون أقلّ اضطراباً و کآبة بالنسبة الی الوقت الذی لا یکون وضعهم الجسمی فیه جیّداً.
و قد قارن علماء النفس فریقین من الأشخاص:
الفریق الأول کان یقوم بریاضة شاقة و الفریق الثانی کان یقوم بریاضة خفیفة، فکان اضطراب أعضاء الفریق الأول أشد من اضطراب الفریق الثانی.
ان الریاضة تقلّل من الآثار السلبیة للقلق بطرق مختلفة، ففی المرحلة الاولی تقوم بصریف الهرمونات المتکوّنة فی الدورة الدمویّة أثناء القلق و تقلّل من خطرها فی التأثیر علی جهاز المناعة للجسم.
و فی المرحلة الثانیة تقوم بتحریر الشدّ المتراکم فی العضلات و بالتالی تزید من قوة البدن و من مقاومة القلب و الأو عیة الدمویة.
ان الریاضة البدنیة و الفعالیّات الحرکیة هی أفضل طریقة للمواجهة و الوقایة من حصول الکآبة و باقی الأمراض النفسیة، فالریاضة فی الهواء الطلق لها تأثیر ملحوظ علی الکآبة.
[1] رقمی فر، محمد، أسالیب الارشاد السلوکی لدی الأطفال و المراهقین. index.asp?pid=28078www.tebyan
[2] ریتشارد، هارینجتن، طرق معالجة کآبة الأطفال و المراهقین، المترجمون: حسن توزندة جانی، نسرین کمال پور، بیک فرهنگ 1380.
[3] http:wwwjamejamonlin.ir ewstest.aspx?newsnum=100906832118
[4] نفس المصدر.
[5] نفس المصدر.
[6] ایوی ام، بلاک برن، مواجهة الکآبة و أسالیبها، ترجمة گیتی شمس، الرشد، طهران 1380.