Please Wait
5726
مع أن المصافحة بین الأجنبیین، قد لا تهیج شهوة الکثیر، لکن هناک آخرون من الناس یتأثرون بهذا الارتباط القلیل، کما أن فی القسم الأول من الناس هناک من یحاول من خلال إظهار العلاقات الحمیمة أن یهیئ الأجواء لإیجاد علاقات محرمّة.
إذن ینبغی الاحتراز من مصافحة غیر المحارم خاصة و أنها لا تبدو ضروریة فی حیاتنا الاجتماعیة. إن الله سبحانه و تعالى قد وضع الأحکام الشرعیة بشکل عام و اعتبر فیها مصلحة عموم المجتمع، حتى و إن لم تشمل حکمة التشریع بعض الناس. مثلا مع أن مصافحة النساء قد لا تهیّج شهوة بعض کبار السن أو الشیبة، لکن قد حکم الشارع المقدس بحرمتها باعتبارها تؤثر فی کثیر من الناس.
فی بدایة الجواب نشیر الى روایة ذات صلة بسؤالکم و هی أنه: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) فَقَالَ: یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هل لی أن أقبّل زوجتی وَ أَنَا صَائِمٌ؟ فقال له أمیر المؤمنین (ع) قبل أن یجیبه بجواب صریح: عِفَّ صَوْمَکَ؛ أی راقب صومک ثم استشهد له بمثل و قال: فإِنَّ بَدْوَ الْقِتَالِ اللِّطَام.[1]
نحن نعلم بأن الجماع فی حال الصیام غیر جائز، لکن لا تحرم أی مباشرة جنسیة مع الزوجة. مع هذا قیل الأفضل هو أن یجتنب الإنسان من بعض الممارسات کالتقبیل و نحوه مع زوجه أثناء الصیام. إن هذا العمل لیس محرماً و لا أمر مهیج جدا، لکن بما أنه قد یؤدی إلى أعمال تبطل الصیام، أوصینا بترکه.
هنا نرجع إلى سؤالکم: إن مصافحة الأجنبیة قد لا تهیّج شهوة بعض الناس لکن بما أن:
أولا: قد تکون شهوة بعض الناس بدرجة تهیج بمجرد المصافحة.
ثانیا: الآخرون ممن لا ینفعل بمصافحة غیر المحارم قد یستغل المصافحة لتشدید العلاقات الحمیمة و بعد ذلک یجرّها لعلاقات محرمة. إذن أفضل أسلوب فی تعامل الرجال مع النساء هو أن یراعی کل منهما غایة التحفظ و الالتزام و العفة و أن یجتنبوا من أعمال غیر ضروریة، لئلا تؤدی هذه العلاقات للانفلات الجنسی بل تقتصر فی موقعها المناسب أی فی إطار العائلة. "من جرب المجرب حلت به الندامة"
إن الله سبحانه و تعالى قد وضع أکثر الأحکام الشرعیة بشکل عام و اعتبر فیها مصلحة عموم المجتمع، حتى و إن لم تشمل حکمة التشریع بعض الناس. مثلا مع أن مصافحة النساء قد لا تهیّج شهوة بعض کبار السن أو الشیبة، لکن قد حکم الشارع المقدس بحرمتها باعتبارها تؤثر فی کثیر من الناس. و هذا ما نشاهده فی القوانین البشریة أیضا کمنع اجتیاز الضوء الأحمر الذی یشمل کل الناس حتى من یجتازه باحتیاط کامل و من دون أی إضرار بالآخرین.
لهذا أمر الله سبحانه و تعالى نساء النبی (ص) أن لا یخضعن بالقول فی کلامهم مع الأجانب لئلا یطمع من فی قلبه مرض.[2] مع هذا إن أصبحت المصافحة عرفا لابد منه تجوز بشروط. مثلا یجب أن یصافح باستخدام القفازات أو حائل آخر وأن لا یضغط أحد ید الآخر أکثر من الحد المتعارف.[3]
[1] الحر العاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج 10، ص 100، ح 12954، مؤسسة آل البیت، قم، 1409 ه ق.
[2] الأحزاب، 32؛ "فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَیَطْمَعَ الَّذی فی قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا".
[3] وسائل الشیعة، ج 20، ص 208، ح 25446. بَابُ عَدَمِ جَوَازِ مُصَافَحَةِ الْأَجْنَبِیَّةِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ وَ لَا یُغْمَزُ کَفُّهَا