بحث متقدم
الزيارة
5746
محدثة عن: 2008/04/19
خلاصة السؤال
هل یمکن ان تذکروا لنا آیة أو حدیثاً یمدح و یثنی على المجتهد؟
السؤال
أرجو منکم نقل آیة أو حدیث یمدح و یثنی على المجتهد الغیر معصوم.
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الجواب التفصيلي

یقول البارئ عز وجل فی القرآن الکریم: "و ما کان المؤمنون لینفروا کافة فلولا نَفرَ من کل فرقة منهم طائفة لیتفقهوا فی الدین و لینذروا قومهم إذا رجعوا إلیهم لعلهم یحذرون".[1]

یشجع القرآن الکریم فی هذه الآیة على أن یتفقه مجموعة من المؤمنین فی الدین لکی یکتسبوا العلوم و المعارف الدینیة و من ثم یبینوا هذه العلوم و المعارف لقومهم لیحذرونهم و ینذرونهم من عذاب الله إضافة الى أن الآیة الکریمة تدعوا الناس الى قبول و إتباع أحادیث و نصائح هؤلاء المجموعة من المتفقهین. فهل نستطیع أن نجد تأییداً و مدحاً أکثر مما هو مذکور فی الآیة الکریمة أعلاه؟

و على هذا المنوال، قد ذکرت روایات کثیرة عن الأئمة المعصومین (ع) تأید و تمدح الفقهاء و نحن هنا نذکر عدة روایات منها فقط:

1. ینقل المرحوم الصدوق عن أمیر المؤمنین (ع): إن رسول الله (ص) قال: "اللهم إرحم خلفائی" قیل من هم خلفاؤک یا رسول الله (ص)؟ قال (ص): "الذین یأتون من بعدی یروون حدیثی و سنتّی".[2]

من المسَّلم أن المقصود من"الذین یأتون من بعد الرسول (ص) و یروون حدیثه و سنته" هم الفقهاء و لیس الروات و المحدثین، إضافة الى أن النبی الأکرم (ص) کانت له ثلاث وظائف رئیسیة،[3] و إن الفقهاء هم وحدهم یستطیعون أن یخلفوا الرسول (ص) فی أداء هذه الوظائف.[4]

2. لقد جاء فی تفسیر الإمام الحسن العسکری (ع): إن الإمام الرضا (ع) قال: "یُقَالُ لِلْعَابِدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ نِعْمَ الرَّجُلُ کُنْتَ هِمَّتُکَ ذَاتُ نَفْسِکَ وَ کَفَیْتَ النَّاسَ مَئُونَتَکَ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ أَلَا إِنَّ الْفَقِیهَ مَنْ أَفَاضَ عَلَى النَّاسِ خَیْرَهُ وَ أَنْقَذَهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ‏ وَ وَفَّرَ عَلَیْهِمْ نِعَمَ جِنَانِ اللَّهِ وَ حَصَّلَ لَهُمْ رِضْوَانَ اللَّهِ تَعَالَى وَ یُقَالُ لِلْفَقِیهِ یَا أَیُّهَا الْکَافِلُ لِأَیْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی لِضُعَفَاءِ مُحِبِّیهِمْ وَ مَوَالِیهِمْ قِفْ حَتَّى تَشْفَعَ لِمَنْ أَخَذَ عَنْکَ أَوْ تَعَلَّمَ مِنْکَ فَیَقِفُ فَیُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَعَهُ … الَّذِینَ أَخَذُوا عَنْهُ عُلُومَهُ وَ أَخَذُوا عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ وَ عَمَّنْ أَخَذَ عَمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَانْظُرُوا کَمْ فَرْقٍ بَیْنَ الْمَنْزِلَتَیْنِ؟!".[5]

تشیر هذه الروایة و الروایات المشابهة لها الى عظمة مکانة و منزلة الفقیه (المجتهد) و الى عظمة العمل و الوظیفة التی یقوم بها "تعلم الناس أمور الدین" و تبین عظمة الآخر و المنزلة الآخرون التی تکون لهذا الفقیه.

وفی الختام نشیر الى قضیة مهمة و هی انا اذا رجعنا الى التراث الاسلامی و مصادر الفکر فیه کالقرآن و السنة نجدها ترکز و بصورة واضحة للعیان على مسالة العلم و المعرفة و تعتبر العلم هو المائز المهم بین الناس "قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْباب".[6] و کذلک تحث على طلب العلم و المعرفة و تمتدح العلماء و المفکرین "إِنَّما یَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماء".[7] و غیر ذلک الکثیر من الآیات و الروایات، فاذا عرفنا ان الفقهاء هم المصداق البارز لتلک الآیات و الروایات بعد ائمة أهل البیت (ع) حینها نعرف مقدار الثناء و المدح و المنزلة التی یحتلها الفقهاء فی الفکر الاسلامی، کما لا یمکن ان نغفل وصیة الامام الحجة ابن الحسن العسکری (عج) و جعله الفقهاء حجة له على الناس من بعده "أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِیهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِیثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِی عَلَیْکُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّه‏".[8]



[1]  التوبة، 122، یقول البعض بالرغم من إن الأئمة الأطهار(ع) هم المصداق البارز حسب الروایات للآیه 7 من سورة الأنبیاء "فسئلوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون" و لکن هذا لا یمنع من أن تشمل الفقهاء أیضاً، حیث ان شأن و سبب النزول، لا یخصص الکلیة للآیة و بذلک تشمل الآیة جمیع أهل الخبرة فی مجال الدین.

[2]  راجع کتاب: الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج4، ص420 (باب النوادر، حدیث 5919)؛ الصدوق، کتاب الأمالی، ص 109،(مجلس 34، حدیث 4).

[3]  الرسالة (تبلیغ الآیات الآلهیة و تعلیم الأحکام الشریعة و إرشاد الناس)، القضاء (الحکم فی مواقع الاختلاف و إنهاء الخصومات)، الولایة (قیادة المجتمع الإسلامی و ادارته).

[4]  للإطلاع أکثر. أنظر: امام خمینی ره، کتاب البیع، ج 2، ص 629؛ الولایة و الدیانة، بحوث فی الفکر السیاسی للإسلام، الأستاذ هادوی الطهرانی، ص 95ـ 102.

[5]  بحار الأنوار، ج 2، باب 8، ص 5، حدیث 10.

[6]  الزمر، 9.

[7]  فاطر، 28.

[8]  وسائل‏الشیعة، ج 27 ، ص 140.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...