Please Wait
4808
2. و هل یجوز ان لا یعیَّن شئ کمهر للمرأة بعد موافقتها؟ أی ان یتفق العریسان قبل العقد علی ان یکون مقدار المهر صفراً؟
3. و هل یجوز ان یکون المهر أمراً معنویاً أو شیئاً یسیراً؟ کاعطاء خمسین توماناً لفقیر أو وضعها فی صندوق الصدقات؟
یجب الانتباه أولاً الی انه لا بد فی الزواج من تعیین شئ بعنوان انه مهر .یقول الله تعالی فی القرآن الکریم: "فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فریضة"[1]. و هناک عدة أمور ینبغی مراعاتها فی المهر، و هی ما یلی:
ا.یجب ان یکون للمهر قیمة مالیة (أی یبذل بازائه المال) و لو کان بمقدار قبضة من حنطة، و بناءً علی هذا فاذا کانت الامور المعنویة بحیث یبذل بازائها المال کأداء الصلاة و قراءة القرآن أو تعلیمه،أو کان عبارة عن (عشرة آلاف صلوات) و... فلا بأس بذلک اذا جعل هو المهر.
ب. لم یحدد الاسلام فی المهر مقداراً معیناً و لم یعتبر ذلک تکلیفاً واجباً[2].فقد نقل عن جابر فی صحیح البخاری و صحیح مسلم قوله:(کنا نتمتع علی عهد النبی وابی بکر بقبضة من التمر و الدقیق حتی کان من أمر عمرو بن حریث حیث حرم عمر المتعة بسببه[3]
ج. یستحب للزوجین ان یجعلا المهر(خمس مائة درهم)[4] وهو مهر السنة [5].
د. یکره لهما ان یجعلا المهر أقل من عشرة دراهم، بل الافضل ان یکون أکثر من ذلک، فقد نقل الامام الصادق (ع) عن أمیر المؤمنین علی (ع) انه قال: "إنی لأکره أن یکون المهر أقل من عشرة دراهم لئلا یشبه مهر البغی"[6].
ه. اذا جعل الشخص مهر الزوجة شیئاً لا قیمة له، أو لم یجعل لها شیئاً أصلاً، ثم دخل بها، فانه یکون لها مهر المثل (أی مهر ما یماثلها من النساء)[7].
و. حیث ان المهر حق للمرأة، فیجب أداؤه اذا طالبت به. و بالطبع فان لها الخیار فی التصرف بأموالها بکل أنحاء التصرف المشروع (بان تهبه للفقیر أو تضعه فی صندوق الصدقات أو تهبه لزوجها).
[1] النساء:24
[2] الشهید الثانی،زین الدین بن علی بن أحمد العاملی، الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة،ط: القدیمة 2: 104
[3] نهج الحق وکشف الصدق،291و 292،منشورات عاشوراء،مشهد،الطبعة الاولی،1379 ش.
[4] وطبقاً لرأی الخبراء فان هذا المبلغ یعادل حالیاً ملیون توماناً تقریباً.
[5] الشیخ الصدوق،علل الشرائع، 2: 499 ،منشورات مکتبة الداوری،قم.
[6] نفس المصدر:501
[7] الحر العاملی،وسائل الشیعة ،21: 269،طهران،المکتبة الاسلامیة،الطبعة الخامسة،1398 ه.ق.،الموسوی الکلبایکانی،السید محمد رضا،مجمع المسائل،2 :168،منشورات:دار القرآن الکریم،قم 1409 ه. ق.