بحث متقدم
الزيارة
2997
محدثة عن: 2020/08/16
خلاصة السؤال
كيف یمکننا أن ننظم حياتنا وفقا للقرآن والسنة، أو بعبارة أخرى، وفقا لأسلوب حياة النبي(ص) من خلال تخطيط یومي او أسبوعي، وما إلى ذلك؟
السؤال
أريد أن يكون لي جدول أسبوعي یتوافق مع سنة رسول الله(ص). كيف أقوم بتنظیم أيام الأسبوع لأداء السنّة، بحیث لا أتأذی واکون مفيدًا للمجتمع؟
الجواب الإجمالي

إنّ الانسان إذا أدى واجباته وتجنب الأعمال المحرمة في حياته اليومية، يمكنه تحقيق الهدف المنشود الذی هو الكمال والسعادة. وبعبارة أخرى، إن الانسان بینما یهتم بشؤونه الطبیعیة في الحیاة و بعمله أثناء النهار والليل، مع ذلک یستطیع من خلال مراعاة الأخلاق، والتحلي بالأخلاق الحميدة في المجتمع والاسرة، وأداء الواجبات وترک المحرمات، وإن أمكن عن طريق القیام ببعض المستحبات، أن یکون انسانا ناجحا فی الحیاة، وفي هذا الصدد، ینبغي الاستفادة من الفرص و الاوقات علی اکمل وجه.

لذلك، ما هو المهم في موضوع التخطيط اليومي والأسبوعي والشهري، وما إلى ذلك في المرحلة الأولى، هو الانتباه إلى الواجبات وتجنب المحرمات. الجدير بالذكر أن الواجبات لا تقتصر على الصلاة والصوم، إلخ. بل يعتبر العمل والجهد في طلب الکسب الحلال، واللطف مع الوالدين، وصلة الارحام، وتحصیل العلم والمعرفة، والقیام بشؤون الأسرة، وما إلى ذلك أیضا من الامور الواجبة.

اما في المرحلة التالية، يجب تحديد واختیار العناصر الأكثر توافقًا مع نوع العیش ووقت ومكان حياة الشخص وتضمینها في الجدول الیومي. بالطبع، يجب أن تكون هناك فرصة للمتعة والاستراحة.

وفی الحقیقة، إنّ ما تلقيناه من النبي(ص) والأئمة(ع)فیما یتعلق باسلوب العیش هو أفضل جدول لاعمال الليل والنهار: وفي هذا الصدد قال رسول الله(ص): «وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها لمطعمه‏ ومشربه،‏ وهذه عون على تلك الساعتين‏».[1]

وفي رواية عن الإمام الرضا(ع) قد قسّمت ساعات النهار والليل إلى أربعة أجزاء. قال(ع): «واجتهدوا أن‏ يكون‏ زمانكم أربع ساعات، ساعة منه لمناجاته، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثّقات والّذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلّصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم، وبهذه السّاعة تقدرون على الثلاث الساعات‏».[2]

إنّ النقطة المشترکة في الروایات حول هذا الموضوع، هي تجنب الافراط والتفریط. فتقسیم اوقات اللیل والنهار إلی أجزاء لیس بمعنی أنه لا ینبغي أن تستغرق بعض تلک الاجزاء وقتا أکثر من البعض الآخر، بل بمعنی أنه لا ينبغي إهمال أي جزء من تلک الأجزاء خلال اللیل والنهار. فبالنظر الی ما قیل، لا يمكن كتابة وصفة يمكن للجميع استخدامها، بل يجب على كل شخص تنظیم برنامجه وفقا لظروفه الشخصية.

 


[1]. ابن أبی جمهور، محمد بن زین الدین، عوالی اللئالی العزیزیة في الأحادیث الدینیة، ج 3، ص 296، قم، دار سید الشهداء للنشر، الطبعة الاولی، 1405ق.

[2]. علي بن موسی الرضا(ع)، الفقه المنسوب للإمام الرضا(ع)، ص 337‌، مشهد، مؤسسة آل البیت(ع)، الطبعة الاولی، 1406ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...