بحث متقدم
الزيارة
5614
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
هل یوجد دلیل على صحة قراءة حمزة بن حبیب الزیّات؟
السؤال
یقول الشهرورزی فی المجلد الأول من کتابه "المصباح الزاهر فی القراءات العشر البواهر" فی باب قراءة حمزة بن حبیب الزیات: لقد قرأ حمزة الزیات على الإمام جعفر الصادق و قرأ جعفر على أبی الأسود الدؤلی وقرأ أبو الأسود الدؤلی على أمیر المؤمنین علی (ع) و قرأ علی (ع) على النبی (ص). یقول حمزة بن حبیب الزیات: لقد قال الإمام الصادق (ع) لی: لم یقرأ علیّ أحد أحسن منک و لم أختلف معک فی شیء من قراءتک إلا فی عشرة أحرف و إنی لم أقرأها و إن صحت فی العربیة. فقلت له جعلت فداک فی أی أمر تختلف معی؟ فقال: أقرأ "و الأرحام" فی سورة النساء منصوبة... إلى آخر الروایة.
السؤال: 1ـ ما مدى صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیات؟
2ـ ما مدى صحة هذا الحدیث و الحوار المنقول بین حمزة بن حبیب الزیات و الإمام الصادق (ع)؟
الجواب الإجمالي

حمزة بن حبیب الزیّات هو أحد القراء السبعة.

لم تعد قراءة حمزة الزیات - شانها شأن باقی القراءات- قراءة متواترة و قد أشکل علیها بإشکالات مثل عدم استنادها إلى النبی الأکرم (ص) و کونها ولیدة القرن الثالث و أنها قد غیّرت قراءة بعض الحروف القرآنیة إلى طریقة أخرى إلى غیر ذلک من الإشکالات.

و لم یرد الحدیث المذکور فی السؤال فی أی کتاب من الکتب الروائیة الشیعیة المعروفة الأولى بل لم یرد فی الکتب الروائیة غیر المعروفة.

الجواب التفصيلي

صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیّات:

إن حمزة بن حبیب الزیات (المتوفى فی 156ق) هو مقرئ الکوفة و أحد القراء السبعة،[1] أصله من إیران و کان یظهر تشیعه.[2]

من الواضح أنه یمکن إثبات صحة القراءات السبعة ـ التی منها قراءة حمزة ـ ببعض الطرق. أحد هذه الطرق هو إثبات تواتر هذه القراءات. التواتر مصطلح فی فن معرفة الحدیث، و الحدیث المتواتر هو الحدیث الذی رواته فی جمیع الطبقات کثیرون بحدّ یمتنع احتمال اختلاق الحدیث و کونه مفترى، و یحصل الیقین بصحته.

و قد أشکل المحققون و الفقهاء و الباحثون فی علوم القرآن فی تواتر القراءات السبعة، بل لم یعتبروا هذا التواتر متصورا و معقولا، لأن النقل التواتر فی زمن کل واحد من هؤلاء القراء سوف ینتهی بنفس القارئ لا غیره و حینئذ ینقطع التواتر على فرض وجوده فی الطبقات الاخرى.

الطریق الآخر لإثبات صحة القراءات هو أن یقال: صحیح أن أخبار هذه القراءات أخبار آحاد، لکن القراءة التی لها حجیة، هی القراءة التی یعتمدها عموم المسلمین، و لم تخالف القواعد العربیة و لم تکن شاذة و نادرة و کانت متعارفة فی زمن أهل البیت (ع)[3]، حتى و إن لم یکن القارئ من القراء السبعة.[4]

فمن خلال ما ذکرناه آنفا نخرج بهذه النتیجة فی صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیّات:

1ـ لقد حاول بعض کتاب کتب القراءات أن یحصلوا على سند القراءات السبعة ـ نحو قراءة حمزة الزیات ـ و ینسبوها إلى النبی الأکرم (ص). و ذکر أن رجال سند قراءة حمزة سبعة، لکن یعتقد البعض أن هذا العدد لا یوصل الروایة إلى درجة التواتر.

2ـ قد خدش فی رجال سند قراءة حمزة، إذ کان بعضهم یفقدون الصلاحیة الکافیة لهذا الغرض.

3ـ لم ینقل عن أحد من هؤلاء القراء بنقل صحیح أنهم ینسبون قراءتهم إلى النبی (ص) من خلال السماع أو النقل المتواتر، بل کل قارئ منفرد بنقل قراءته.[5] کالروایة المذکورة فی سؤالکم التی رواها حمزة نفسه.[6]

إذن لا یمکن أن نصحح قراءة حمزة من خلال التواتر، لکن یمکن أن نثبت صحتها من خلال الخبر الواحد و الشروط المذکورة آنفا.   

صحة الحدیث:

لم یرد هذا الحدیث فی أی کتاب من الکتب الروائیة الشیعیة المعروفة و غیر المعروفة الأولى، بل لم یرد فی کتاب "بحار الأنوار" للعلامة المجلسی الذی إذا لم نقل بأنه قد جمع کل الروایات المنقولة عن النبی (ص) و الأئمة المعصومین (ع) فقد احتوى على جلها.    



[1] . المعرفة، محمد هادی، علوم القرآن، ص 173، مؤسسة تمهید الثقافیة، طبعة یاران، قم، الطبعة الثامنة، 1386ش.

[2] . التمهید فی علوم القرآن، ج2، ص 231-226، مؤسسة تمهید الثقافیة ، الطبعة الأولى.

[3]. فیظهر جواز القراءة بکل منها کما علیه العامّة و إلّا لبیّنوه (علیهم السلام) و نقل إلینا بطریق التواتر، کیف و لم یرد منهم تعیین حتى بخبر واحد. (موسوعة الإمام الخوئی، ج‏14، ص: 443)

[4] . الخوئی، السید أبو القاسم الموسوی‏ ،موسوعة الامام الخوئی، ج14، ص 439-444، ذیل مسألة 50؛ علوم القرآن، ص 197؛ الاراکی، محمد علی، کتاب الصلاة، ج2، ص 126-141؛ الخویی، سید ابوالقاسم‏، البیان فی تفسیر القرآن، ص 167.

[5] . علوم القرآن، ص 178-179.

[6] . علوم القرآن، ص 181؛ دانی، ابوعمرو، التیسیر، ص 146، مطبعة الدولی، استانبول.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • إذا علمنا أن رب العمل لا یؤدی تکالیفه الشرعیة، فهل یجوز العمل معه؟
    4833 الحقوق والاحکام 2010/09/19
    بما أنکم تسألون عن الحکم الشرعی و معرفة الرأی الفقهی فیما یتعلق بسؤالکم فقد رأینا من المناسب استفتاء آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته) فکان الجواب على النحو التالی:1ـ إذا کان العمل المراد إنجازه عملاً حلالاً، و إن العامل لا یعلم بحرمة الأجرة ...
  • ما هو الدلیل الشرعي علی عید نوروز؟
    5458 درایة الحدیث 2019/06/11
    هذا العید هو من الأعیاد الإیرانیة القدیمة و الذي کان مشهوراً قبل الإسلام، و قد وردت روایة عن الإمام الصادق(ع) في فضل نوروز في کتب الروایات، و قد عمل مشهور الفقهاء المتأخّرین بهذه الروایة و أفتوا باستحباب الغسل في نوروز. و لکن البعض الآخر ناقش في هذه الروایة.
  • هل مات النبی موسی(ع)؟
    5569 تاريخ بزرگان 2009/11/12
    ورد فی مصادرنا الروائیة فیما یتعلّق بموت النبی موسی(ع) أن النبی موسی(ع) قد ارتحل عن الدنیا بأجل طبیعی. فقد جاء عزرائیل الی النبی موسی و سلّم علیه و أخبره أنه جاء بأمر من الله لقبض روحه، و بعد أن قبض روحه ظهر بصورة إنسان و حفر قبر موسی ...
  • ما الحکم لو ادعی احد الاطراف الاکراه فی المصالحة؟
    5275 الحقوق والاحکام 2008/05/20
    فی هذا المورد یقدم قول مدعی صحة العقد و لکن یجب علیه الحلف، اما من یدعی وقوع الاکراه او الاجبار فیجب علیه إقامة البینة. ...
  • لماذا بعث الحسین بن روح کتابه الموسوم ب«التأدیب» إلى علماء قم من أجل تصحیحه؟
    5490 تاريخ بزرگان 2009/05/16
    أبو القاسم الحسین بن روح عالم کبیر و هو السفیر الثالث و نائب من النواب الأربعة لإمام الزمان(عج)، و قد کان فی زمانه مورداً لحسد الحساد، و قد وقف بوجهه الکثیر و أعلنوا معارضتهم له. و قد کتب کتاباً فقهیاً بعنوان التأدیب، و قد أرسل الکتاب إلى مجموعة من علماء ...
  • کیف یمکن توجیه و تعقّل الامامة فی سن الطفولة؟
    7009 الکلام القدیم 2006/11/13
    ان الامامة منصب الهی، و هذا من معتقدات الشیعة الضروریة المستنبطة من آیات کثیرة و احادیث نبویة شریفة و علیه فاذا أحرز نصب شخص ما من قبل الله تعالی لهذا المنصب، وجب علی المسلمین تولیه و اطاعة اوامره من باب التعبد  وبدون أی نقاش او جدال، و ذلک لان الله الحکیم ...
  • ما هی علاقة ولایة الفقیه بولایة النبی الأعظم (ص) و الأمة المعصومین (ع).
    6903 الانظمة 2011/07/21
    جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی کالآتی:الولایة فی الأصل لا تکون الّا لله عزّوجلّ، و هذه الولایة أعطاها الله للرسول الأکرم(ص) و للأئمة المعصومین من أهل البیت علیهم السلام، و فی زمن الغیبة انتقلت من الأئمة الی الفقهاء العدول ذوی الکفاءة.لذلک ...
  • هل هناک اشکال فی اجبار الزوجه علی السکن فی بیت لا ترضی به؟
    2313 گوناگون 2020/10/04
    يعتقد الفقهاء أن المنزل الذي يعده الزوج لإقامة زوجته يجب أن يكون بحسب شان و کرامة الزوجة.[1] ایضا یمکننا من خلال الاستثناء الوارد فی ذیل الماده 1114 من القانون المدني علی ضرورة تبعییة الزوجة لزوجها الذی یقول: "يجب أن تقيم الزوجة في المنزل الذي يحدده الزوج، ...
  • ما رأي الإسلام في الحرب في الأشهر الحرم؟
    11209 التفسیر 2012/04/24
    على أساس الآيات و الروايات، لم يحرم الإسلام القتال في الأشهر الحرم (ذي القعدة، ذي الحجة، محرم و رجب) و حسب، بل تصعّب في هذا الأمر حتى لا يفكر أحد في الحرب في هذه الأشهر، حيث قد عدّ القتال في الأشهر الحرام إثما كبيرا في هذه الآية ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5318 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280522 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259199 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129856 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116382 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89740 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61368 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60613 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57494 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52254 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48416 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...