Please Wait
4619
لقد جاءت عبارة "أَمَّنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوء" فی القرآن فی سورة النمل، الآیة آیة 62.
و إن کان الله یجیب دعاء الجمیع إذا توفرت شروطه، و لکن تم الترکیز فی هذه الآیة على عنوان "المضطر"، إذ أحد شروط استجابة الدعاء هو أن یغض الإنسان طرفه عن عالم الأسباب بأسره و أن یلجأ إلى الله بکل قلبه و روحه و یعتقد أن کل ما فی الوجود فهو لله و حل أی مشکلة بید الله، و تأتی هذه الرؤیة فی حال الاضطرار. طبعا هناک من یتمتع بهذه الرؤیة حتى فی عیر حال الاضطرار و لکن أکثر الناس لیسوا کذلک. فإذا ارتقى الإنسان إلى هذه الدرجة فقد وفر أهم شروط استجابة الدعاء.
لقد جاءت عبارة "أَمَّنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوء" فی القرآن فی سورة النمل، الآیة آیة 62.
و إن کان الله یجیب دعاء الجمیع إذا توفرت شروطه، و لکن تم الترکیز فی هذه الآیة على عنوان "المضطر"، إذ أحد شروط استجابة الدعاء هو أن یغض الإنسان طرفه عن عالم الأسباب بأسره و أن یلجأ إلى الله بکل قلبه و روحه و یعتقد أن کل ما فی الوجود فهو لله و حل أی مشکلة بید الله، و تأتی هذه الرؤیة فی حال الاضطرار. طبعا هناک من یتمتع بهذه الرؤیة حتى فی عیر حال الاضطرار و لکن أکثر الناس لیسوا کذلک.
صحیح أن العالم عالم الأسباب و یحاول الإنسان أن یبذل غایة جهده فی استخدامها و لکنه لن یضیع فی الأسباب أبدا، بل یرى کل الأسباب من برکات وجوده و یرى "ذات مسبب الأسباب" من وراء حجاب هذه الأسباب، فیطلب کل شیء منه لا من سواه.
نعم، إذا ارتقى الإنسان إلى هذه الدرجة فقد وفّر أهم شروط استجابة الدعاء.
وفی بعض الروایات فسرت هذه الآیة بقیام الإمام المهدی (ع).
لقد ورد فی روایة عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «و اللّه لکأنّی أنظر إلى القائم و قد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ینشد اللّه حقّه ... قال و اللّه هو المضطر فی کتاب اللّه فی قوله: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ"[1]
و جاء فی حدیث آخر عن الإمام الصادق (ع) فی تفسیر هذه الآیة: نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ (ع) هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِی الْمَقَامِ رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ فَأَجَابَهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُهُ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ.[2]
و لا شک أن هذا التّفسیر- کما رأینا نظائره الکثیرة- لا یحصر المراد من هذه الآیة بالمهدی (ع)، بل مفهوم الآیة واسع، و المهدی (ع) واحد من مصادیقها الجلیّة ... إذ الأبواب فی زمانه موصدة، و الفساد عمّ البسیطة، و البشریة فی طریق مسدود، و حالة الاضطرار ظاهرة فی جمیع العالم .. فعندئذ یظهر الإمام فی أقدس بقعة .. فیطلب کشف السوء، فیلبی اللّه دعوته، و یجعله بدایة «الظهور» المبارک فی العالم، و یستخلفه فی الأرض هو و أصحابه، فیکون مصداقا لقوله تعالى وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ.[3]
و فی الختام نرى من الضرورة أن نشیر إلى قضیة:
بالرغم من تأکید بعض العلماء العظام على قراءة هذه الآیة عند حلول المشاکل و الأزمات و قد تلقاها عموم الناس على کونها بصیغة الدعاء، إلا أن التدقیق الأکثر یکشف أن صیغة هذه الآیة لیست صیغة الدعاء و لهذا کان أئمتنا یقرؤونها بهذا الشکل عند الدعاء: یَا مَنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ و یَکْشِفُ السُّوء َ ارْحَمْنِی وَ اکْشِفْ مَا بِی مِنْ غَمٍّ وَ کَرْبٍ وَ وَجَعٍ وَ دَاء.[4]