Please Wait
9622
1. إن لغة الدعاء من العناصر المشتركة المهمة بين جميع الأقوام و الثقافات و له شأن عظيم في الثقافة الشيعية. إن لهذه اللغة المباركة مصدر فطري و تاريخي بموازاة قدم تاريخ الإنسان. إنها ترجمان الدعاء الحقيقي و تنشئ علاقة مقدسة بين الفقير المحض و الغني المحض. إذن ما دام الدعاء في هذا المسار و كان منسجما مع الفطرة الإنسانية فقراءته جائزة.
2. يقول العلامة المجلسي حول المناجاة الخمسة عشر: "وقد وجدتها مروية عنه (ع) في بعض كتب الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم".[1] و لكنه لم يذكر تلك الكتب و لم ينقل سند الرواية. كذلك الشيخ الحرّ العاملي في الصحيفة الثانية السجادية قد اعتبر هذه المناجاة الخمسة عشر من الأدعية السجادية و نسبها إلى الإمام السجاد(ع) بلا أي ترديد و شك.
3. على أي حال، إن هذه الرواية مرسلة، و لكن بما أن مضامين هذه المناجاة توافق أصول القرآن و معارفه و باقي الأدعية المأثورة، فلا بأس بقراءتها.
4. لا داعي لورود أدعية خاصة في كل الأوقات حتى يمكننا قراءتها، و لم يحرّم فقيه قراءة دعاء بمضمون صحيح و شرعي، بل وردت أحاديث في تجويز ذلك؛ من قبيل ما ورد عن الإمام الباقر (ع) حيث قال: "سَبْعَةُ مَوَاطِنَ لَيْسَ فِيهَا دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ الصَّلَاةُ عَلَى الْجَنَائِزِ و الْقُنُوتُ و الْمُسْتَجَارُ و الصَّفَا و الْمَرْوَةُ و الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ و رَكْعَتَا الطَّوَافِ"[2] فيجوز في هذه المواطن قراءة أي دعاء مشروع. [3]
كذلك قال الإمام الصادق (ع): "…دُعَاءُ الشِّيعَةِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَفِي كُلِّ عِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ و أَمَّا دُعَاءُ الْمُسْتَبْصِرِينَ فَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ لِأَنَّ الْمُسْتَبْصِرِينَ الْبَالِغِينَ دُعَاؤُهُمْ لَا يُحْجَبُ"[4]
5. إن قراءة أدعية من قبيل مكارم الأخلاق و أبي حمزة الثمالي و المناجاة الخمسة عشر التي وردت في مفاتيح الجنان تعين الإنسان على بناء ذاته و قد أوصى بقراءتها علماء الأخلاق. فقال الشيخ محمد تقي المجلسي، والد العلامة المجلسي: "ينبغي للسالك إلى الله أن يداوم على قراءة المناجاة الخمسة عشر".[5]
[1]. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 91، ص 142، دار إحياء التراث العربی، بيروت، الطبعة الثانية، 1403ق.
[2]. الشيخ الحر العاملي، محمد بن حسن، وسائل الشيعة، ج 6، ص 278، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الطبعة الأولى، 1409ق.
[3]. راجع: الشیخ الصدوق، الهداية فی الأصول و الفروع، ص 166، مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام، قم، الطبعة الأولى، 1418ق؛ الطباطبائي القمّي، السيد تقي، الدلائل فی شرح منتخب المسائل، ج 2، ص 318، مكتبة محلاتي، قم، الطبعة الأولى، 1423ق.
[4]. المصدر نفسه، ج 90، ص 365 و ج 91، ص 89.
[5]. المجلسي، محمدتقى، روضة المتقين فی شرح من لا يحضره الفقيه، حققه وصححه: موسوى كرمانى، حسين، اشتهاردى، على پناه، ج 13، ص 128، مؤسسه فرهنگى اسلامى كوشانپور، قم، الطبعة الثانية، 1406ق.