بحث متقدم
الزيارة
3280
محدثة عن: 2016/12/14
خلاصة السؤال
ما هو معنى تزویج النفوس في القيامة (بالنظر الی آیات مثل "وَاذَا النُّفُوسُ زوِّجَت")؟!
السؤال
ماهو المقصود من "وَاذَا النُفُوسُ زوِّجَت" في الآية 7 من سورة التكوير وما هو تفسیرها؟
الجواب الإجمالي

یجدر بكل إنسان أن يكون في مجموعة مناسبة له وأن یجتمع مع أشخاص یکونون معه على رأی و سلوک واحد. وبما أن الإنسان كائن اجتماعي، فإن القیام والجلوس مع رفيق مناسب من أمنياته وآماله، كما يقول جلال الدین الرومي في المثنوي:

لو وجدت صدیقا حمیما لی                                  لافشیت له بعض الاسرار.

ان الناس یبحثون في هذا العالم عن الأفراد والجماعات التي تناسبهم، وسوف يضعهم الله في الآخرة ضمن الفئات التي يستحقونها. وفي هذا الصدد، يقول القرآن الكريم في اوّلی آيات سورة التكوير حول مقدمات قیام القيامة: "اذا الشمس کورت، واذا النجوم انکدرت، واذا الجبال سیرت، واذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت، ثم يقول: «واِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت».

هناک تفاسیر مختلفة لهذه الآیة ذکرها المفسرون نشیر الی بعضها فی ما یلی:

  1. لفظة "نفس" وهي مفردة كلمة "النفوس" تعني الروح. أي عندما تنفصل أرواح البشر عن أجسادهم بالموت، تعود إلى الجثث وتتزاوج معهم.[1] ووفقًا لهذه النظرية، إن "تزویج النفوس" يعني عودة الروح إلى الجسد.
  2. المراد هو الیوم الذی یُحشر الصالحون مع الصالحين، والمسيؤون مع المسيئين و.... فاذا ما جاور المؤمن مشركا، أو تزوّج الصالح من غير الصالحة في الحياة الدنيا، فان التصنيف يوم القيامة غير ذلك، فهو يوم الفصل، تنفصل هذه الصفوف عن بعضها تمامًا وتحشر کل فئة مع من تشاکلها وکل صنف مع من یماثله.[2]
  3. معنى التزویج المذكور في الآية المذكورة: زواج النفوس الطاهرة بنساء الجنة،[3] كما قال في موضع آخر: «لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ».[4]
  4. «واِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت»؛ أي أنهم يقرنون النفوس باعمالها من الخیر و الشر.[5]
  5. قال قتادة: المراد من «وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ»، اي أن الناس یحشرون على حسب دينهم، اليهودي مع اليهودي، والمسيحي مع المسيحي، وهكذا ... .[6]
  6. المقصود ضمّ آثار الاعمال الی الانسان؛ توضیح ذلک، أن الأنسب من أي شيء للنفس، التي هي مصدر الحركة والفعل، هي الآثار والأفعال التي تنبع من مصدر الفكر والغريزة. هذه الأثار والأفعال، التي هي أولاً وقبل كل شيء مكونات الخصائص وبالتالي الصورة الباقیة للنفس، تظل ثابتة وباقیة في أشكال مختلفة في البيئة الخارجية – ای النفوس الاخری والطبيعة المتأثر - بأشكال مختلفة.

مثلما تتحوّل القوى والأثار الطبيعية، بعد أن تصدر من مبدأ أصلها وتندمج مع عناصر أخرى، إلى أشكال مرکبة خاصة كاملة وأثار تتلائم معها، وتعود أخيرًا إلى مبدأ ومصدر القوة بشكل كامل ومحدّد. کذلک يتم أيضًا تسجيل تأثيرات الأشكال الفكرية والأفعال البشرية على صفحات المادة المستلمة، وأن اليد القوية للوقت، التي تفتح الصفحات وتطويها باستمرار، تلتقط صورة منها. بمجرد تفكك العناصر المكونة للطبيعة وعودتها إلى العنصر الرئيسي، وتحول العنصر الرئيسي واختفاء امتداد الزمان والمكان، تقترن هذه الآثار، التي ظلت كقوة وأصبحت نفسها مصدرًا للآثار، مرتبطة بسببها، أو مبدءها الذی هو روح الإنسان وتخلق شخصية الإنسان الباقی، ومن هذا المزيج النهائي، تظهر الآثار التي هي صورة للجنة أو الجحيم.[7]

  1. الغرض من تزویج النفوس هو لحوق اثر أعمال الإنسان به بشکل کامل. توضیح ذلک، أن الكثير من أفعال الإنسان على شكل ملکات، مرتبطة بالروح البشرية، ستكون معه في العالم وفي عالم البرزخ، لكن بعض الأعمال - الجيدة منها والسيئة - ستكتب بعد وفاته؛ فحینئذ یمکن ان یکون معنی الآیة، أن هذه الأعمال ستُعرض عليه كاملة في ذلك اليوم مع الأعمال السابقة، وهذا هو معنى "وَإِذَا النُّفُوسُ زوِّجَتْ".

 

 

 

[1]. الطبرسی، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، مقدمة، البلاغی‏، محمد جواد، ج ‏10، ص 674، طهران، ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، 1372ش؛ مغنیة، محمد جواد، تفسير الكاشف، ج ‏7، ص 52، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الاولی، 1424ق.

[2]. المکارم الشیرازی، ناصر، تفسير نمونه، ج ‏26، ص 17، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الاولی، 1374ش.

[3]. الطباطبائی، سید محمد حسین‏، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏20، ص 21، قم، مکتب النشر الاسلامی‏، الطبعة الخامسة‏، 1417ق.

[4]. النساء، 57.

[5]. ابوالفتوح الرازى، حسين بن على، روض الجنان و روح الجنان في تفسيرالقرآن، تحقيق، الیاحقی، محمد جعفر، الناصح، محمد مهدى، ج‏20، ص 160، مشهد، مؤسسة القدس الرضوي للدراسات الاسلامیة، 1408ق.

[6]. الطبری، ابو جعفر محمد بن جریر، جامع البیان فی تفسیر القرآن، ج ‏30، ص 45، دار المعرفة، الطبعة الاولی، 1412ق.

[7]. الطالقانی، سید محمود، پرتوى از قرآن، ج ‏3، ص 176، طهران، الشرکة السهامیة للنشر، الطبعة الرابعة، 1362ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...