بحث متقدم
الزيارة
10695
محدثة عن: 2008/05/15
خلاصة السؤال
ما هو الطریق لتشکیل علاقة جنسیة سلیمة (خالیة من الذنب) بین الولد و البنت؟
السؤال
انا شاب ابلغ سبعة عشر عاماً من العمر، اشعر بالحاجة إلى تشکیل علاقة جنسیة، ما هو الطریق الأمثل لتشکیل هکذا علاقة بدون ارتکاب إی ذنب؟
الجواب الإجمالي

إن المرأة و الرجل فی نظر الإسلام هما مکملان لبعضهم البعض، و قد خلقهما الله لکی یسکن کل منهم إلى الآخر، و یؤمّن کل منهم الاحتیاجات العاطفیة و الروحیة و الجنسیة للآخر. قد شرّع الإسلام الزواج (الدائم و المؤقت) لکی یلبی احتیاجات کلاً من الرجل و المرأة و ان کل علاقة و رابطة تتم بینهما یجب أن تکون ضمن هذا الإطار، و أنت أیها السائل تستطیع تلبیة احتیاجاتک الجنسیة عن طریق الزواج الدائم أو المؤقت، و إذا لم یکن فی مقدورک الزواج فیجب علیک عن طریق الریاضة و بعض الألعاب المسلیة السلیمة الأخرى و عن طریق الصوم أن تقی نفسک من التلوث بالذنوب.

الجواب التفصيلي

إن المرأة و الرجل فی رأی الإسلام هما موجودان یکملان بعضهما البعض و قد خلق الله سبحانه البعض منهم للآخر، یقول تعالى فی کتابه الکریم: "و من آیاته ان خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إلیها و جعل بینکم مودة ورحمة...".[1]

من الأمور التی یحتاج فیها الرجل و المرأة أحدهما للآخر، هی الحاجة الجنسیة التی هی بدورها نعمة إلهیة.

إن الإسلام یتعامل مع هذه الغریزة بشکل واقعی و بشکل منطقی، و هذا یعنی أن الإسلام لا یجوز کبح هذه الغریزة بشکل کلی و دائمی، بل على العکس حیث یأمر الإسلام الاهتمام بهذه الغریزة الطبیعیة و لکن فی المقابل یجب أن یکون هذا الاهتمام ضمن إطار قوانین و مقررات الإسلام لکی لا یکون هنالک مساس لجوهر الطهارة و العفة لدى الإنسان، لذلک شرع الإسلام الزواج لتلبیة الحاجات ـ التی هی ضمن هذا الإطار ـ  لدى الرجل و المرأة.

إن الزواج فی رأی الإسلام هو من الأمور المهمة جداً، و لقد أکدّ و بارک و شجع الدین الإسلامی الحنیف کثیراً على مسألة الزواج.

یقول الرسول الأکرم (ص): "من تزوج فقد أحرز نصف دینه".[2]

یقول فقهاء الإسلام؛ الزواج بعینه یکون مستحباً و لکن إذا کان هنالک شاب فی حاجة ماسة للزواج إلى درجة انه إذا لم یتزوج فمن الممکن جداً أن یقع فی الإثم و المعصیة، فیجب علیه فی هذه الحالة الزواج.[3]

من المؤکد أن الإسلام لم یکتفی بالزواج الدائم لإرضاء الغریزة الجنسیة، بل إی شخص عندما لا یستطیع الزواج بشکل دائم لأی سبب کان سواء أکان هذا السبب هو نتیجة التکالیف الباهظة للزواج الدائم، أم نتیجة لظروف العمل أو الدراسة و...، قد جوز و شرّع الإسلام أسلوبا آخر لتلبیة هذه الحاجة الغریزیة و هو (الزواج المؤقت)، و بذلک یتم الحد و الوقایة من الکثیر من الانحرافات الجنسیة.

إذا کان لیس بمقدور شاب معین أن یتزوج بإحدى هاتین الطریقتین (الدائم او المؤقت) فانه یستطیع الاستفادة من الإرشادات التی سنذکرها أدناه:

أ. الحد من الأفکار و التصورات الجنسیة الباطلة و المنحرفة عن طریق مطالعة الصحف و الکتب و المجلات و تردید الأذکار و أعمال من هذا القبیل.

ب. رعایة حدود الحرمة التی وضعها الإسلام بین الأشخاص الذین لا تربطهم علاقة شرعیة.

إن من ابرز التدابیر التی یتخذها الإسلام فی هذا المجال هی کما یلی:

1. تحریم النظر بشهوة إلى الغیر المحرم.

2. وجوب لبس الحجاب و عدم التجمل و المراءات فی هذا المجال.

3. منع المماسة الجسدیة مع الأشخاص الأجانب.

4. عدم التکلم بشکل مغری و بشهوة مع الشخص الغیر محرم.

5. تجنب استعمال العطور للشخص الغیر محرم.

6. عدم الاختلاء مع الشخص الغیر محرم.

ج. عدم الاستماع إلى الموسیقى التی تهیج الغریزة الجنسیة لان هذه الموسیقى تؤدی إلى المیل و الرغبة الغیر محدودة و الغیر منضبطة للغریزة الجنسیة و فی الحقیقة تؤدی إلى إیجاد نوع من الجنون الجنسی.

د. التوصیة بالعفة و الخجل و الحیاء الجنسی، لان العفة و الحیاء لهما دور کبیر فی الوقایة من ارتکاب الذنوب و الانحراف الجنسی. یقول تعالى فی کتابه الکریم: "و لیستعفف الذین لا یجدون نکاحاً حتى یغنیهم الله من فضله".[4]

هـ . الابتعاد عن الوحدة و الاختلاء بالنفس.

و. الاشتراک فی المراسیم الدینیة کصلاة الجماعة و دعاء کمیل و... . یقول تعالى فی کتابه الکریم: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنکر"،[5] و بالأخص إذا کنت تقیمها بخشوع.

ز. السعی لتشکیل العلاقة مع الإفراد المتدینین و کثرة مخالطة هؤلاء.

ح. اجتناب الفراغ و البقاء بدون عمل و البقاء دوماً فی حالة من الفعالیة.

ط . المطالعة التدریجیة المنظمة؛ مثلا أن تقرأ یومیاً عشرة صفحات بخصوص موضوع المعاد او ای موضوع آخر یعزز عندک الثقة بالنفس و تنمیة الملکات الاخلاقیة العالیة.

بالتأکید أن الذی ذکرناه أنفا هی حلول مؤقته إلى حین أن تتهیأ لکم إنشاء الله ظروف الزواج.



[1] الروم، 22.

[2] وسائل الشیعة، ج 14، ص 5.

[3] توضیح المسائل للمراجع،ج 2، ص 449.

[4] النور، 4.

[5] العنکبوت، 54.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...