بحث متقدم
الزيارة
4926
محدثة عن: 2011/06/09
خلاصة السؤال
ما هی بعض أسالیب العبادة؟
السؤال
الرجاء توضیح بعض الأسالیب الخاصة للعبادة.
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

العبادة تعنی اظهار التذلک و الخضوع للأوامر الالهیة و اتباع قوانیین و احکام الشریعة فی الحیاة. و للعبادة درجات أعلاها تلک العبادة التی تکون نابعة عن معرفة بالله تعالى.

و للعبادة اصناف و سبل متعددة أفضلها تلک العبادات التی حددت صورتها و کیفیة أدائها فی القرآن الکریم و السنة المطهرة و روایات الائمة المعصومین (ع).

الجواب التفصیلی:

العبادة فی اللغة: إظهار التذلّل و الخضوع، یقول الراغب فی هذا المجال: «العبودیة إظهار التذلّل، و العبادة ابلغ منها لأنها غایة التذلّل...» [1]

جاء فی صحاح اللغة: أصل العبودیة الخضوع و التذلّل، و العبادة: الطاعة، و التعبید یعنی التذلیل، فیقال: طریق معبّد و جمل معبد...[2]

یقول ابن منظور فی معنی العبادة: «أساس العبادة، الخضوع و التذلّل» [3] و فی المجموع یمکن الاستفادة من أهل اللغة أن العبادة هی نفس الخضوع و التذلّل و الطاعة، و فی الاصطلاح هی أعلی مراتب الخضوع و التعظیم فی مقابل المعبود.  شریطة أن یکون الخضوع ناتجا عن الاعتقاد بالوهیة المعبود.[4]

و العبادة لها عدة أقسام، أمثال العبادة القلبیة، و العبادة اللسانیة و العبادة العملیة –أی العبادة بالأعضاء و الجوارح- و مصادیق کل واحد منها فی حیاة الإنسان لا یعد و لا یُحصی. و یمکن القول بشکل کلی أن کل فکر و ذکر و عمل یؤدیه الإنسان بنیّة التسلیم و الطاعة لله تعالی، یمکن أن یکون مصداقاً للعبادة و کذلک کل تفکّر یمکن أن یقرّب الإنسان من الله تعالی أعم من أن یکون التفکّر فی نعم الله أو فی حقیقة الانسان و العالم، أو فی محاسبة النفس أو فی الموت و... فکل هذه تعتبر نوعاً من العبادة بل و یعطی للعبادات الأخری معنیً خاصا، و من جهة أخری نری روایات أهل البیت (ع) تعیر أهمیة کثیرة للتفکّر مثل الحدیث المشهور القائل: «تفکر ساعة أفضل من عبادة سبعین سنة»[5].

کل واحدٍ من أقسام و مصادیق العبادة له درجات و طبقات کثیرة. و أعلی درجات کل عبادة ما یقدّمها العبد مع الاقتران بالمعرفة الأکثر لله سبحانه و کذلک مع الإخلاص و قصد القربة لله تعالی. و بعبارة أخری العبادة التی تکون مقرونة أکثر بقصد القربة باخلاص أشد و التی تصدر عن معرفة أتم بمقام الربوبیة، من الطبیعی تکون قیمتها أکثر عند الله تعالی.

أما عن أسالیب العبادة فلابد من القول بأن أفضل أسالیب عبادة الله سبحانه هی ما جاءت فی القرآن الکریم أو فی سیرة و روایات المعصومین (ع)، و منها:

1- الصلاة: فالصلاة أفضل العبادات، و أول ما یُسأل عنه العبد یوم القیامة فإذا قبلت قبل ما سواها و إذا لم تُقبل لم یقبل ما سواها. [6]

2- الصوم: لقد دعا القرآن الناس الی أداء فریضة الصیام فی شهر رمضان [7] و کذلک الروایات قد دعت المسلمین الی صیام بعض الأیام المستحبة علاوةً علی صیام شهر رمضان المبارک و رغبتهم الی ذلک بأنواع الثواب.[8]

3- من أسالیب العبادة الأخری هو الحج و الزیارة و طواف بیت الله الحرام، یقول القرآن الکریم فی هذا المجال: «و لله علی الناس حج البیت من استطاع الیه سبیلا و من کفر فإن الله غنی عن العالمین».[9]

4- الدعاء: الدعاء و المناجاة و طلب الحوائج من الله سبحانه، فقد أمرنا الله بالدعاء و أوعد المستکبرین عن الدعاء أن لهم عذابا الیماً.[10]

5- الاعتقاد بولایة النبی (ص) و الأئمة الأطهار (ع) و الاطاعة الخاصة لهم، فقد اعتبر الله ولایتهم و طاعتهم من ولایته و طاعته، و ذلک لأنه عزّ وجل هو الآمر بها حیث یقول فی محکم کتابه: «یا أیها الذین أمنوا اطیعوا الله و اطیعوا الرسول و أولی الأمر منکم ....»[11]

و کذلک الصلاة فی وقتها و الجهاد فی سبیل الله و الإحسان الی الوالدین و البرّ إلیهم فإنها إذا صدرت من العبد عن إخلاص و بقصد القربة لله سبحانه لا لغیره فتعتبر من أفضل العبادات.[12]

انظر موضوع: العبادة لله أو للنفس؟، السؤال 378 (الموقع: 389).



[1]  الراغب الأصفهانی، المفردات، ص330، 1392 ق.

[2]  الجوهری، صحاح اللغة، ج2، ص503.

[3]  ابن منظور، لسان العرب، ج9، ص10.

[4]  الجعفری، یعقوب، الکوثر، ج1، ص23، تفسیر سورة الحمد الی طه.

[5]  تفسیر العیاشی، ج2، ص208؛ مستدرک الوسائل، ج2، ص105.

[6]  العاملی الشیخ الحر، وسائل الشیعة، ج4، ص34، قال الإمام الصادق (ع) «أول ما یُحاسب به العبد، الصلاة، فإن قُبلت قُبل سائر عمله، و إذا رُدّت رُدّ علیه سائر عمله، نشر آل البیت، قم، 1404 ق.

[7]  البقرة، 185 «شهر رمضان الذی انزل فیه القرآن هدیً للناس و بیّنات من الهدی و الفرقان فمن شهد منکم الشهر فلیصمه».

[8]  الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج1، ص66، ح4، نشر دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ.ق، ثمانیة أجزاء.

[9]  آل عمران، 97.

[10]  الغافر، 60 «ادعونی استجب لکم ان الذین یستکبرون عن عبادتی سیدخلون جهنم داخرین».

[11]  النساء، 59.

[12]  الکافی، ج2، ص158، ح4، عن الإمام الصادق(ع) لما سُئل عن أفضل الأعمال قال: «الصلاة لوقتها و برّ الوالدین و الجهاد فی سبیل الله».

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...