Please Wait
الزيارة
6268
6268
محدثة عن:
2015/07/26
خلاصة السؤال
ما هی أهم مواصفات التفسیر المعاصر؟
السؤال
ما هی قیمة و أهم میزات التفسیر المعاصر؟
الجواب الإجمالي
تمتاز عملیة التفسیر المعاصرة بمیزات و خصائص لم تتوفر فی التفاسیر فی المراحل التفسیریة السابقة، من قبیل: الإجابة عن الشبهات و معالجة القضایا المثارة على الساحة الفکریة؛ اعتماد المنهج العقلی فی التفسیر، الإهتمام بالبعدین التربوی و الاجتماعی فی التفسیر و معالجة القضایا المثارة.
الجواب التفصيلي
تمتاز عملیة التفسیر المعاصرة بمیزات و خصائص لم تتوفر فی التفاسیر فی المراحل التفسیریة السابقة، من قبیل:
1. الإجابة عن الشبهات و معالجة القضایا المثارة على الساحة الفکریة
من القضایا التی حظیت بإهتمام کبیر فی الوسط التفسیری المعاصر و نالت أولویة خاصّة فی البحث التفسیری قضیة الترکیز على إجلاء الرؤیة القرآنیة قبال التحوذلات و المتغیرات الإجتماعیة و محاولة وضع معالجات عصریة للکثیر من هذه الشبهات و الاشکالات المثارة، تلک الشبهات التی طالما راودت ذهن الانسان المعاصر و التی لم یعثر على الإجابة عنها لدى المدارس و الاتجاهات غیر الدینیة مع عجز الأدیان غیر السماویة عن معالجتها، من قبیل: حقوق الإنسان، حریة الفکر و التعبیر عن الرأی، حقوق المرأة، علاقة الدین و الدولة و العلمنة، حقوق الأقلیات الدینیة و العلاقات الدولیة و... و التی تقتضی کلُّ واحدة منها إجابة و معالجة متمیزة تتمکن من تسلیط الأضواء على جمیع زوایا القضایا التی یراد معالجتها و وضع الحلول الناجعة لها، و قد لعب المفسرون دوراً مهما فی هذا المجال باعتبارهم المرجعیات الفکریة المتمکنة من رصد المعالجات القرآنیة و استنباطها من خلال المتابعة الدقیقة للآیات و عرض بعضها على البعض الآخر.[1]
و یقع تفسیر المیزان للعلامة الطباطبائی فی مقدمة الموسوعات التفسیریة التی إهتمت بهذه القضیة، إلى جانب التفسیر الأمثل لکتاب الله المنزل للشیخ ناصر مکارم الشیرازی، و تفسیر الکاشف للشیخ محمد جواد مغنیة؛ و أما التفاسیر السنیة فیمکن الاشارة إلى التفسیر المنیر لوهبة الزحیلی و تفسیر الشعراوی لمحمد متولی الشعراوی و التفسیر الحدیث لعزة دروزة کنماذج تفسیریة توفرت على هذه الخصوصیة.
2. المنهج العقلی فی التفسیر
اهتمت التفاسیر المعاصرة بالمنهج العقلی و العقلانیة مسطلة الاضواء على معنى العقل و العقلانیة حیث طرحت الکثیر من الابحاث و الآراء المختلفة، من قبیل:
ألف. العقل البرهانی: الذی یعنی معالجة القضایا التفسیریة و الدینیة معالجة عقلانیة و یعتمد المنهج العقلی و البراهین المنطقیة فی إثباتها.[2] و کان السبب من وراء اعتماد المنهج العقلانی ما أثاره البعض من الباحثین من إشکالیة خلو القرآن الکریم من النزعة العقلانیة فی الطرح؛ و یقع کلّ من تفسیر المیزان للعلامة الطباطبائی و تفسیر تسنیم للشیخ جوادی آملی فی مقدمة التفاسیر ذات النزعة العقلیة.
ب. العقل الفطری: بمعنى تطابق الرؤیة القرآنیة مع یدرکه العقلاء فی العالم. حیث یستعین الانسان بالمنهج العقلی المسلّم من قبل جمیع العقلاء و القرائن الحافة و کلمات اللغویین و معانی الالفاظ و الجمل لفهم مراد الآیات و مقاصدها، فحینما یواجه الباحث الآیة المبارکة «یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ»[3] یحکم العقل هنا بإنّ هذا التعبیر کنایة عن أنّ بیعة النّبی هی بیعة اللّه، فکأنّ اللّه قد جعل یده على أیدیهم فهم لا یبایعون النّبی فحسب، بل یبایعون اللّه، و لیس المراد من الید هنا العضو المعروف فی البدن لأنّ الله تعالى منزه عقلاً عن الجسم و الجسمانیة، و أمثال هذه الکنایة کثیرة فی اللغة العربیة.[4]
و من هنا نرى الکثیر من المفسرین المعاصرین عالجوا قضایا کلامیة و فلسفیة کثیرة من قبیل "مسألة الجبر" معالجة عقلیة وذهبوا إلى إبطالها مستندین إلى القواعد العقلیة؛ بل ذهب بعض المفسرین السنة المعاصرین أیضا إلى تبنی القول ببطلان استفادة الجبر من آیات الذکر الحکیم کالشعراوی و المراغی و وهبة الزحیلی و.....رغم نزعتهم الأشعریة.
3. الإهتمام بالبعد التربوی و الارشادی
لمّا کان القرآن الکریم "هدى للناس"[5] و أنه " یَهْدی لِلَّتی هِیَ أَقْوَم"[6] فلاریب یکون الهدف الإلهی من کتابه الکریم هدایة البشریة و سوقها نحو التربیة الصالحة و السعادة الحقة. و من هنا بذل المفسرون المعاصرون جهوداً کبیرة لتأمین الهدف الإلهی و الغایة الربانیة و الأخذ بید الانسان المعاصر نحو تلک الغایة من خلال رصد الخطط التربویة القرآنیة و فتح نوافذ لرصد الابعاد الروحیة و العرفانیة.
و یمکن الاشارة هنا إلى أنّ هذه القضیة کانت منحصرة إلى حد ما فی خصوص التفاسیر العرفانیة التی کانت سائدة فی فترات زمنیة قدیمة، أما الیوم و بسبب التحدیات و المشاکل البشریة فقد أخذت أکثر التفاسیر المعاصرة تهتم بهذا البعد الانسانی و تسعى لتحقیق تلک الغایة القرآن.[7]
و من التفاسیر التی عالجت القضیة التربویة فی الوسط التفسیری الشیعی کلّ من: تفسیر المیزان؛ تفسیر الأمثل؛ تفسیر من هدی القرآن للسید محمد تقی المدرسی؛ و تفسیر روشن لحسن مصطفوی؛ و تفسیر آسان = المیسر، لمحمد جواد النجفی، و تفسیر من وحی القرآن للسید محمد حسین فضل الله. أما التفاسیر السنیّة التی اعتنت بهذا البعد التفسیری یقع فی مقدمتها: التفسیر المنیر لوهبة الزحیلی و تفسیر أیسر التفاسیر لأبی بکر الجزائری و تفسیر فی ظلال القرآن.
4. الاهتمام بالبعد الاجتماعی
إهتم المفسرون بعد رصدهم للکثیر من المتطلبات الإجتماعیة، بتسلیط الضوء على البعد الاجتماعی فی القرآن الکریم و لم یکتفوا بنقل الروایات وحکایات السلف و المعانی اللغویة للکلمات؛ بل حاولوا الخوص فی اعماق الآیات الکریمة لیستنبطوا منها الکثیر من المفاهیم و المعالجات لمشاکل الانسان المعاصر بطریقة تنسجم مع لغة العصر و طبیعة المخاطبین و باسلوب جذاب.
وقد تمکن اصحاب هذا الاتجاه من اقصاء القضایا الخرافیة و الأوهام و التخیلات الزائفة عن الساحة التفسیریة و استبدالها بمعالجات واقعیة عقلائیة مؤکدین حقیقة کون القرآن صالحا لمعالجة مشاکل البشریة فی جمیع العصور و الازمان و مع کلّ المتغیرات و التحولات البشریة.[8]
5. الإهتمام بجمیع الابعاد التفسیریة
ینبغی للمفسر أن لا یحصر نفسه فی أطر و قیود محددة و اعتماد اسلوب تفسیری واحد و حرمان نفسه من القرائن العقلیة و النقلیة، بل لابد من اعتماد أکثر من طریقة و انتهاج أکثر من أسلوب فی تفسیر الآیات مع ملاحظات القرائن الحافة (العقلیة و النقلیة و القرآنیة)، و هذه الطریقة هی المعتمدة لدى کبار المفسرین المعاصرین.[9]
1. الإجابة عن الشبهات و معالجة القضایا المثارة على الساحة الفکریة
من القضایا التی حظیت بإهتمام کبیر فی الوسط التفسیری المعاصر و نالت أولویة خاصّة فی البحث التفسیری قضیة الترکیز على إجلاء الرؤیة القرآنیة قبال التحوذلات و المتغیرات الإجتماعیة و محاولة وضع معالجات عصریة للکثیر من هذه الشبهات و الاشکالات المثارة، تلک الشبهات التی طالما راودت ذهن الانسان المعاصر و التی لم یعثر على الإجابة عنها لدى المدارس و الاتجاهات غیر الدینیة مع عجز الأدیان غیر السماویة عن معالجتها، من قبیل: حقوق الإنسان، حریة الفکر و التعبیر عن الرأی، حقوق المرأة، علاقة الدین و الدولة و العلمنة، حقوق الأقلیات الدینیة و العلاقات الدولیة و... و التی تقتضی کلُّ واحدة منها إجابة و معالجة متمیزة تتمکن من تسلیط الأضواء على جمیع زوایا القضایا التی یراد معالجتها و وضع الحلول الناجعة لها، و قد لعب المفسرون دوراً مهما فی هذا المجال باعتبارهم المرجعیات الفکریة المتمکنة من رصد المعالجات القرآنیة و استنباطها من خلال المتابعة الدقیقة للآیات و عرض بعضها على البعض الآخر.[1]
و یقع تفسیر المیزان للعلامة الطباطبائی فی مقدمة الموسوعات التفسیریة التی إهتمت بهذه القضیة، إلى جانب التفسیر الأمثل لکتاب الله المنزل للشیخ ناصر مکارم الشیرازی، و تفسیر الکاشف للشیخ محمد جواد مغنیة؛ و أما التفاسیر السنیة فیمکن الاشارة إلى التفسیر المنیر لوهبة الزحیلی و تفسیر الشعراوی لمحمد متولی الشعراوی و التفسیر الحدیث لعزة دروزة کنماذج تفسیریة توفرت على هذه الخصوصیة.
2. المنهج العقلی فی التفسیر
اهتمت التفاسیر المعاصرة بالمنهج العقلی و العقلانیة مسطلة الاضواء على معنى العقل و العقلانیة حیث طرحت الکثیر من الابحاث و الآراء المختلفة، من قبیل:
ألف. العقل البرهانی: الذی یعنی معالجة القضایا التفسیریة و الدینیة معالجة عقلانیة و یعتمد المنهج العقلی و البراهین المنطقیة فی إثباتها.[2] و کان السبب من وراء اعتماد المنهج العقلانی ما أثاره البعض من الباحثین من إشکالیة خلو القرآن الکریم من النزعة العقلانیة فی الطرح؛ و یقع کلّ من تفسیر المیزان للعلامة الطباطبائی و تفسیر تسنیم للشیخ جوادی آملی فی مقدمة التفاسیر ذات النزعة العقلیة.
ب. العقل الفطری: بمعنى تطابق الرؤیة القرآنیة مع یدرکه العقلاء فی العالم. حیث یستعین الانسان بالمنهج العقلی المسلّم من قبل جمیع العقلاء و القرائن الحافة و کلمات اللغویین و معانی الالفاظ و الجمل لفهم مراد الآیات و مقاصدها، فحینما یواجه الباحث الآیة المبارکة «یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ»[3] یحکم العقل هنا بإنّ هذا التعبیر کنایة عن أنّ بیعة النّبی هی بیعة اللّه، فکأنّ اللّه قد جعل یده على أیدیهم فهم لا یبایعون النّبی فحسب، بل یبایعون اللّه، و لیس المراد من الید هنا العضو المعروف فی البدن لأنّ الله تعالى منزه عقلاً عن الجسم و الجسمانیة، و أمثال هذه الکنایة کثیرة فی اللغة العربیة.[4]
و من هنا نرى الکثیر من المفسرین المعاصرین عالجوا قضایا کلامیة و فلسفیة کثیرة من قبیل "مسألة الجبر" معالجة عقلیة وذهبوا إلى إبطالها مستندین إلى القواعد العقلیة؛ بل ذهب بعض المفسرین السنة المعاصرین أیضا إلى تبنی القول ببطلان استفادة الجبر من آیات الذکر الحکیم کالشعراوی و المراغی و وهبة الزحیلی و.....رغم نزعتهم الأشعریة.
3. الإهتمام بالبعد التربوی و الارشادی
لمّا کان القرآن الکریم "هدى للناس"[5] و أنه " یَهْدی لِلَّتی هِیَ أَقْوَم"[6] فلاریب یکون الهدف الإلهی من کتابه الکریم هدایة البشریة و سوقها نحو التربیة الصالحة و السعادة الحقة. و من هنا بذل المفسرون المعاصرون جهوداً کبیرة لتأمین الهدف الإلهی و الغایة الربانیة و الأخذ بید الانسان المعاصر نحو تلک الغایة من خلال رصد الخطط التربویة القرآنیة و فتح نوافذ لرصد الابعاد الروحیة و العرفانیة.
و یمکن الاشارة هنا إلى أنّ هذه القضیة کانت منحصرة إلى حد ما فی خصوص التفاسیر العرفانیة التی کانت سائدة فی فترات زمنیة قدیمة، أما الیوم و بسبب التحدیات و المشاکل البشریة فقد أخذت أکثر التفاسیر المعاصرة تهتم بهذا البعد الانسانی و تسعى لتحقیق تلک الغایة القرآن.[7]
و من التفاسیر التی عالجت القضیة التربویة فی الوسط التفسیری الشیعی کلّ من: تفسیر المیزان؛ تفسیر الأمثل؛ تفسیر من هدی القرآن للسید محمد تقی المدرسی؛ و تفسیر روشن لحسن مصطفوی؛ و تفسیر آسان = المیسر، لمحمد جواد النجفی، و تفسیر من وحی القرآن للسید محمد حسین فضل الله. أما التفاسیر السنیّة التی اعتنت بهذا البعد التفسیری یقع فی مقدمتها: التفسیر المنیر لوهبة الزحیلی و تفسیر أیسر التفاسیر لأبی بکر الجزائری و تفسیر فی ظلال القرآن.
4. الاهتمام بالبعد الاجتماعی
إهتم المفسرون بعد رصدهم للکثیر من المتطلبات الإجتماعیة، بتسلیط الضوء على البعد الاجتماعی فی القرآن الکریم و لم یکتفوا بنقل الروایات وحکایات السلف و المعانی اللغویة للکلمات؛ بل حاولوا الخوص فی اعماق الآیات الکریمة لیستنبطوا منها الکثیر من المفاهیم و المعالجات لمشاکل الانسان المعاصر بطریقة تنسجم مع لغة العصر و طبیعة المخاطبین و باسلوب جذاب.
وقد تمکن اصحاب هذا الاتجاه من اقصاء القضایا الخرافیة و الأوهام و التخیلات الزائفة عن الساحة التفسیریة و استبدالها بمعالجات واقعیة عقلائیة مؤکدین حقیقة کون القرآن صالحا لمعالجة مشاکل البشریة فی جمیع العصور و الازمان و مع کلّ المتغیرات و التحولات البشریة.[8]
5. الإهتمام بجمیع الابعاد التفسیریة
ینبغی للمفسر أن لا یحصر نفسه فی أطر و قیود محددة و اعتماد اسلوب تفسیری واحد و حرمان نفسه من القرائن العقلیة و النقلیة، بل لابد من اعتماد أکثر من طریقة و انتهاج أکثر من أسلوب فی تفسیر الآیات مع ملاحظات القرائن الحافة (العقلیة و النقلیة و القرآنیة)، و هذه الطریقة هی المعتمدة لدى کبار المفسرین المعاصرین.[9]
[1]. علوی مهر، حسین، آشنایی با تاریخ تفسیر و مفسران، ص 357، قم، المرکز العالمی للعلوم الإسلامیة، الطبعة الأولى، 1384ش.
[2]. المصدر نفسه، ص 358؛ جوادی آملی، عبد الله، تفسیر تسنیم، تحقیق: إسلامی، علی، ج 1، ص 169- 170، الطبعة الثامنة، 1388ش.
[3]. الفتح، 10.
[4]. مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر بر رأی و هرج و مرج أدبی، ص 38، قم، نسل جوان، بدون تاریخ.
[5]. البقرة، 185.
[6]. الإسراء، 9.
[7]. آشنایی با تاریخ تفسیر و مفسران، ص 360.
[8]. المصدر نفسه، ص361.
[9]. رضائی إصفهانی، محمد علی، در آمدى بر تفسیر علمی قرآن، ص 130، قم، أسوة، الطبعة الأولى، 1375ش.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات