بحث متقدم
الزيارة
5201
محدثة عن: 2011/10/27
خلاصة السؤال
هل إن کلام موسى (ع) و اعتذاره للعبد الصالح فی قوله إنی نسیت العهد الذی عاهدتک علیه دلیل على عدم عصمته؟
السؤال
1ـ ما هو الدلیل على أن الأنبیاء معصومون منذ طفولتهم و قبل أن یبعثوا؟ و ما هو الضرر المترتب لو قلنا کما یقول الشیخ الصدوق من أن السهو و الخطأ الذی لا یضر بالنبوة جائز علیهم و غیر مرفوع عنهم؟
2ـ إن موسى (ع) یخاطب العبد الصالح فی الآیة 73 من سورة الکهف بقوله (لا تؤخذانی بما نسیت) فهل هناک تبریر و توجبة لنسبة النسیان إلى موسى قبال أوامر هذا المعلم الإلهی، فهل یعد هذا من العصیان و المخالفة؟ لأنه اشترط على موسى شرطاً عندما صحبه کما فی قوله تعالى: (فإن اتبعتنی فلا تسألنی عن شیء حتى أحدث لک منه ذکراً) و لکن موسى اعترض علیه کما فی قوله: (قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شیئاً إمرا) و قد اعتذر موسى من هذا الاعتراض و کانت حجته النسیان.
الجواب الإجمالي

إن الکلام عن عصمة الأنبیاء و الرسل و حدود هذه العصمة له تاریخ قدیم بین العلماء و المفکرین من ذوی الاهتمام بالشأن الدینی، إن بعض الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع یمکن الحصول على أجوبتها من خلال مراجعة بعض الموضوعات المنشورة فی هذا الموقع و کمثال على ذلک المواضیع و الأسئلة التالیة 12779 (الموقع: 12497). أما فیما یخص النسیان الذی ذکره موسى (ع) أثناء اصطحابه للعبد الصالح الذی یقول أغلب المفسرین أنه الخضر (ع) فهناک عدة آراء من جملتها:

1ـ إن هذا المقدار من النسیان من طبائع البشر و یمکن أن یبتلى به الأنبیاء فی بعض الموارد (کما جاء فی الرأی الذی نسبتموه إلى الشیخ الصدوق).

و هذه النظریة سواء قبلت أو ردت لا یوجد فیها ما ینافی عصمة الأنبیاء من الذنب، لأن مثل هذا النسیان لا یعد ذنباً على وجه القطع و الیقین.

2ـ إن بعض المفکرین لا یفسرون النسیان فی هذه الآیة بمعناه المتعارف و إنما یقولون أنه بمعنى صرف النظر [1] . و هذه النظریة تقول أن موسى علیه السلام لم یبتلى بالنسیان، و إنما واجه حوادث لیس لها تعلیل و تبریر أراد أن یعلم ما هی أسبابها و قد رجح العلم بأسبابها و مبرراتها على الوفاء بالعهد الذی قطعه للعبد الصالح فی بدایة صحبتهما. و نحن نعلم بحسب التعالیم الدینیة أنه إذا تزاحم موضوعان أحدهما مهم و الآخر أهم فإن الأولویة و الترجیح یکون من نصیب الأهم.

و من الجدیر بالذکر أن صحبة هذین العبدین الصالحین بتمام وقتها لا یوجد فیها موقف عملی من جانب موسى (ع) إزاء ما فعله صاحبه من الأعمال ذات الظاهر غیر المقبول، و بقیت ردة فعله فی إطار طلب التوضیح و ذکر الأسباب، مع العلم أن موسى (ع) کانت له مواقف عملیة فی وجه ما کان یعتقد و یقطع بأنه من الظلم، کما هو الحال فی موقفه المعروف إزاء مقتل الرجل القبطی.



[1] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج13، ص283، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404هـ ق.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280274 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258855 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129655 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115714 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89578 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61080 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60391 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57383 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51662 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47726 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...