Please Wait
8387
لم نعثر بعد الفحص و التفتيش في المصادر الروائية على شيء باسم الأربعينية للحمل، أما ما يخص الدعاء لطلب الولد، يلزم أولا الإلتفات إلى عدة نكات:
1ـ أن الدنيا دار إمتحان و بلاء، و كل شخص يُمتحن بنوع من الإمتحانات، فواحد بالأموال، و الآخر بالفقر و الثالث بالأولاد، و الرابع بحرمانه منهم و هكذا...
2ـ بما إن كل ما يحدث في الدنيا و في عالم الوجود و لا يجري إلا بالإرادة و المشيئة الإلهية و قدرته اللامتناهية، لذا يجب الطلب منه فلا تُحل أيّ عقدة و ترتفع أيّ مشكلة إلا بإرادته و قدرته.
3ـ بما أن المعصومين (ع) عندهم علم الأولين و الآخرين و لا يعلم أحد علمهم، و من جهة أخرى قد علّمونا و أرشدونا الى بعض الأدعية في هذا المجال التي لابد أن يكون لها تأثير أكثر من غيرها من الأدعية في هذا المضمار، فلذلك يستوجب الإستعانة هنا بها.
4ـ إن نظام عالم الوجود قائم على أساس قانون الأسباب و المسبّبات، فيجب أن لا يمنع إرتباطنا بالله سبحانه عن طريق الدعاء و التوسل الذهاب إلى الطبيب و التداوي عن طريقه لو لَزم ذلك، حتى نستفيد من الأسباب التي خلقها الله سبحانه و جعلها لهذا الأساس، مع حفظ إرتباطنا به بالدعاء و التوسل.
لم نعثر بعد الفحص و التفتيش في المصادر الروائية على شيء باسم الأربعينية للحمل.[1] أما ما يخص الدعاء لطلب الولد، يلزم أولاً الإلتفات إلى عدة نكات قبل الجواب:
1ـ أن الدنيا دار إمتحان و بلاء، و كل شخص يُمتحن بنوع من الإمتحانات، فواحد بالأموال، و الآخر بالفقر، و الثالث بالأولاد، و الرابع بحرمانه منهم و...
لمزيد من الإطلاع في هذا المجال راجعوا موضوع إمتحان المؤمنين 8302 (الموقع: 8394) و طرق إمتحان الإنسان في رأي القرآن 4157 (الموقع: 4682)
2ـ إن كل ما يحدث في عالم الوجود، هو بيد القدرة الإلهية اللامتناهية، فإذا ولد لشخص ولد فهو من الله سبحانه، و إذا حُرم فمن الله سبحانه، يقول اله عزّوجلّ في كتاب المجير: "أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَ إِنَثًا وَ يجَعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير"،[2] لذلك يجب الطلب منه سبحانه فلا تُحلّ أيّ عقدة و تُرفع أيّ مشكلة إلّا بإرادته و قدرته. طبعاً هذا لا يعني أن لا تأثير للبشر في الأعمال، بل لربما كنّا المنشأ للكثير من أعمالنا، و لكن مع ذلك ننسبها لله سبحانه جهلاً.
لمزيد من الإطلاع راجعوا موضوع الإنسان و الجبر و الإختيار 1896 (الموقع: 2718)، و كذلك موضوع عدم وجود الخطيب و الجبر في الحياة 19680 (الموقع: 19015) و موضوع نسبة الشرور بالعرض لله 9783 (الموقع: 9783).
3ـ بما إن المعصومين (ع) هم الواسطة في كل الفيوضات الإلهية و عندهم علم الأولين و الآخرين، و من جهة أخرى عندما يدلّونا على دعاء خاصّ في مورد ما فلابد أن يكون لهذا الدعاء تأثير أكثر من غيره في هذا المجال، فلذلك يستوجب علينا الإستعانة بها في مثل هذه الموارد.
أما ما يخص موضوع السؤال فقد وصلنا عن المعصومين (ع) أدعية خاصة نشير إلى بعضها:
الف) عن الإمام الصادق (ع) قال: "من أراد أن يحبل له فليصلّ ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع و السجود ثمّ يقول: "اللّهم إنّي أسألك بما سألك به زكريا يا ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين، اللّهم هب لي ذرّية طيّبة إنّك سميع الدعاء، اللّهم باسمك إستحللتها، و في أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها ولداً فاجعله مباركاً و لا تجعل للشيطان فيه شركاً و لا نصيباً".[3]
ب) عن علي بن محمد قال: تزوّجت إبنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حباً لم يحبّ أحد أحداً مثله، و أبطأ عليّ الولد فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (ع) فذكرت ذلك له فتبسّم، و قال: اتخذ خاتماً فضة فيروزج و اكتب عليه: "ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين" قال: ففعلت فما أتى عليّ حول إلا رزقت منها ولداً ذكراً.[4]
4ـ ليس الدعاء خاص بألفاظ معيّنة، بل يمكن للعبد أن يتكلّم مع الله سبحانه بأي كلام شاء و بأي نحو كان، فلو فرض عدم وصول أي دعاء خاص في هذا المورد عن أهل البيت (ع) فليس معنى ذلك أننا يحق لنا التوسّل بانحرافات، بل يمكننا التكلّم مع الله سبحانه و طلب حوائجنا منه مباشرة و بلغتنا التي لا تغيب عنه سبحانه.
5ـ ما يجمل ذكره هنا أن الدعاء و طلب الولد من الله سبحانه لا ينافي مراجعة الطبيب، و التوسل بالأسباب الطبيعية للحمل، فنظام العالم الذي نعيشه قائم على أساس قانون الأسباب و المسببات فلربما كان شفاء المريض بالعمل بوصفة الطبيب المتخصّص، لذلك يجب أن لا يمنع إرتباطنا بالله سبحانه عن طريق الدعاء و التوسل ذهابنا إلى الطبيب و التداوي عن طريقه، حتى نستفيد من الأسباب التي أوجدها الله سبحانه و جعلها لهذا الأساس، مع حفظ إرتباطنا به سبحانه بالدعاء و التوسل.
لمزيد من الإطلاع راجعوا موضوع (القدرة الإلهية و الأسباب و المسببات) 12513 (الموقع: 12326)
[1] لمزيد من الإطلاع في هذا المجال راجعوا موضوع (التمسك بختم الأربعينية للسعادة 8334) (الموقع: 8395)
[2] الشورى، 50.
[3] الكليني، الكافي، ج 3، ص 482، دار الكتب الإسلامية طهران، 1365 ه ش.
[4] العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الرضا (ع)، ج 2، ص 366، الحرم الرضوي (المؤتمر)، الطبعة الأولی، مشهد، 1406 ق، الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 95، مؤسسة آل البيت (ع) قم، 1409 ه ق.