Please Wait
4814
1. هل یجب علیّ هذا الفعل أم یستحب؟ و هل لو رفضت دعوة من طلب منی ذلک أکون من العاصین و المذنبین الذین یستحقون العقاب الأخروی؟
2. ما الحکم مع حضور شخص غیری یتکفل بالمهمة؟ و ما الحکم مع عدم وجود من یتصدى لذلک؟
3. ما الموقف عندما أشعر بالانتفاع المعنوی اکثر عندما تصدی غیری لذلک العمل حیث اشعر فی حضوری تلک المجالس بکبیر فائدة تعود علیّ أکثر مما لو تصدیت للأداء بنفسی، بل قد أصاب بالعجب و الریاء و... و هل یرجح انتفاع الجمهور على المنفعة الفردیة التی تعود علیّ عندما أحضر مجالس شخص آخر؟
صحیح أنه لا یمکن الحکم فی الحالات الطبیعیة بوجوب بعض الاعمال من قبیل تلاوة القرآن، المدح و الرثاء، الدعاء و الأذان، لکن لا شک فی استحبابها.
و بما أن الرؤیة الاسلامیة تربط بین العمل و الثواب و العقاب و بین النیّة ارتباطاً وثیقاً فکلما خلصت النوایا و تطهرت القلوب من الریاء و السمعة و العجب و... ترتب الثواب الالهی. فلو کان الأمر کما وصفت و کنت تمتلک الصوت الرخیم المؤثر فی رفع معنویات الناس و طلب منک الناس أن تعرج بقلوبهم نحو المعنویات و الفیض الالهی، فلا ینبغی لک التملص عن تلک المسؤولیة المهمة، و لیس من المستحیل تطهیر النوایا و اخلاص العمل لله تعالى من خلال تهذیب النفس و ترویضها، ثم ان الشیطان قد یتربص للانسان من هذه الطریق لیصرفه عن إعمال الخیر و یصده عن الصلاح من خلال تخویفه من الوقوع فی العجب و الغرور!! فاذا التفت الانسان الى هذه المکر الشیطانی استطاع ان یجمع بین عمل الخیرات و بین النوایا الخالصة.
صحیح أنه لا یمکن الحکم فی الحالات الطبیعیة بوجوب بعض الاعمال من قبیل تلاوة القرآن، المدح و الرثاء، الدعاء و الأذان، لکن لا شک فی استحبابها. و ذلک لأن من الابعاد المهمة فی الشخصیة الانسانیة البعد العاطفی و الشعوری، من هنا قد تؤدی التلاوة الجمیلة بصوت رخیم أو الدعاء أو المراثی الشعریة الى اقتراب القلوب من الله تعالى و یؤدی فی نهایة المطاف الى حث الانسان على الخیرات و الابتعاد عن الموبقات و الخطایا. و تتجلى أهمیة هذا العمل بصورة أکبر عندما تتوفر شروط موضوعیة خاصة، و لاریب ان عدم الالتفات الى تلک الظروف الموضوعیة و الشروط الخاصة یؤدی الى إعراض الناس عن الشعائر الدینیة، فاذا وصل الأمر الى هذه الحالة فحینئذ قد یجب شرعا بعض تلک الشعائر لأجل الحفاظ على الدین و تعزیز المعتقدات.
هذا، ثم إن قضیة الثواب و الأجر الذی یتلقاه المؤذن أو الراثی و... تتوقف على الاهداف و الغایات و النوایا التی یحملها ذلک الشخص نفسه.
و بما أن الرؤیة الاسلامیة تربط بین العمل و الثواب و العقاب و بین النیة ارتباطا وثیقاً فکلما خلصت النوایا و تطهرت القلوب من الریاء و السمعة و العجب و... و کان العمل خالصا لله تعالى، ترتب علیه الاجر و الثواب، و کلما ساءت النوایا انعکس الامر سلبا على الثواب و العقاب، من هنا نجد الروایات الواردة عن المعصومین (ع) تؤکد على هذا المعنى، منها ما روی عن النبی الأکرم (ص) أنه قال: "رُبَّ تَالِ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ یَلْعَنُهُ".[1]
فلو کان الأمر کما وصفت و کنت تمتلک الصوت الرخیم المؤثر فی رفع معنویات الناس –و هذا من النعم الالهیة- و طلب منک الناس أن تعرج بقلوبهم نحو المعنویات و الفیض الالهی، فحنئذ من اللائق بک الاستجابة لهم و عدم التذرع بذراع مختلفة للتملص عن المسؤولیة؛ و أما قضیة النیّة و إخلاص العمل فیمکنک ذلک من خلال تهذیب النفس و الالتزام بالموازین الشرعیة من قبیل الصدق فی القول و الفعل و عدم استغلال نعمة الصوت فی مزاحمة الناس و...
و اما بالنسبة الى وظیفتک مع وجود مداح آخر فهذه قضایا تدرس کل واحدة منها فی ظروفها الخاصة و لا یمکن اعطاء معالجة عامة و تحدید موقف واحد لجمیع الحالات، بل علیک ان تضع الله نصب عینک و تحاول ان تدرس القضیة من جمیع أبعادها و هل أن المنفعة الشخصیة هنا أولى أم إسداء النفع الى الآخرین؟ علماً أنه لا تنافی بین الاثنین فمن الممکن الجمع بین المنفعتین فی آن واحد، و هذه قضیة تتبع باطن الانسان و نوایاه فهو العارف بحقیقة الأمر حتى لو تذرع بشتّى الذرائع و لذلک نرى القرآن الکریم یشیر الى هذه الحقیقة بقوله: "بل الانسان على نفسه بصیرة".[2]
و من الجدیر بالذکر هنا أن الشیطان قد یتربص للانسان من هذه الطریق فیصرفه عن إعمال الخیر و یصده عن الصلاح من خلال تخویفه من الوقوع فی العجب و الغرور!! فاذا التفت الانسان الى هذه المکر الشیطانی استطاع ان یجمع بین عمل الخیرات و بین النوایا الخالصة.
من هنا لابد من تهذیب النفس و التمسک بالعبادات و الطاعات و الولوج فی میادین الخیر و الصلاح بلا عجب و لا ریاء و لا غرور.