Please Wait
5704
لقد اعتبر علماء الشیعة صلاة الضحى من الامور المبتدعة و هذا ما ذهب الیه بعض علماء العامة أیضا، و ذلک لان البدعة ادخال شیء فی الدین لیس من الدین. و بما ان صلاة الضحى لم یقم الدلیل على استحبابها بعنوان صلاة الضحى فحینئذ تدخل فی البدعة، دون سائر صلوات الاسبوع فان الدلیل قام علیها کما فی روایة ابن طاووس عن الامام العسکری.
و إنما تکون صلاة الضحى بدعة اذا اقیمت تحت عنوان صلاة الضحى خاصة، و أما اذا صلیت بعناوین اخرى یدعمها الدلیل الشرعی کصلاة تحیة المسجد او صلاة قضاء النافلة او صلاة نافلة الجمعة، فلا تعد حینئذ بدعة.
قبل الاجابة عن السؤال ینبغی بیان المراد من مفهوم البدعة:
البدعة، ادخال شیء فی الدین لیس منه، و بعبارة اخرى: اعتبار شیء ما دینا او جزءا من الدین و الحال أنه لیس بدین او لیس جزءا من الدین و لا یوجد ما یدل على انه من الدین و قوانینه. [1]
الف) بدعة صلاة الضحى
لقد اعتبر علماء الشیعة صلاة الضحى من الامور المبتدعة [2] و هذا ما ذهب الیه بعض علماء العامة أیضا نشیر الى نماذج من تلک الروایات الورادة فی مصادر العامة:
1. عن مورّق قال: قلت لابن عمر:أ تصلی الضحى؟ قال: لا، قلت فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بکر؟ قال: لا، قلت: فالنبی (ص)؟ قال: لا إخاله. [3]
2. عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى فی السفر بدعة. [4]
3. عن سعید بن نافع قال: رآنی أبو بشیر الأنصاری صاحب رسول الله (ص) و أنا أصلی صلاة الضحى حین طلعت الشمس فعاب علی ذلک و نهانی ثم قال: إن رسول الله (ص) قال: لا تصلوا حتى ترتفع الشمس . [5]
ب) صلوات ایام الاسبوع المستحبة
تعتقد الشیعة بان الاحادیث الواردة عن المعصومین (ع) تعد دلیلا معتبراً على شرعیة و حجیة تلک الصلوات؛ و من هنا ذهبوا الى القول باستحبابها دون صلاة الضحى التی اعتبرت بدعة.
روى السید ابن طاووس الحدیث عن الامام الحسن العسکری (ع) أنه قال: قرأت من کتب آبائی (ع) من صلى..... [6] و جاء فی الروایة ایضا: قال: فقلت للحسن بن علی (ع): " فی أی وقت أصلی هذه الصلوات فقال ما بین طلوع الشمس إلى زوالها ". [7]
و قد یستفاد من الروایة ان تلک الصلوات هی صلاة الضحى التی عدّت من البدعة المنهی عنها! و لکن البدعة ما لم یستند الى دلیل شرعی أولا، و ثانیا انما تکون بدعة اذا اعتبرنا تلک الفترة (ما بین طلوع الشمس الى الزوال) لها میزة خاصة میزة خاصة و صلینا بهذا العنوان خاصة، و الا فلا محذور فی إقامة الصلاة فی ذلک الوقت لکن تحت عناوین آخرى. فعلى سبیل المثال لو صلى الانسان فی تلک الفترة صلاة تحیة المسجد [8] ، او قضاء صلاة النافلة [9] و کذلک قضاء الصلوات المستحبة، و نوافل الجمعة، فلا یعد ذلک کله بدعة.
و من جملة الروایات الدالة على جواز تلک الصلاة فی یوم الجمعة:
1. عن سلیمان بن خالد قال: قلت لأَبی عبد اللَّه (ع): النَّافلةُ یوم الجمعة؟ قال: ستُّ رکعاتٍ قبل زوال الشَّمس و رکعتَان عند زوالها. [10]
2. ورد النهی عن رسول الله (ص) عن الابتداء بالصلاة عند طلوع الشمس و غروبها و قیامها نصف النهار إلا یوم الجمعة فی قیامها. [11]
3. عن أَبی عبد اللَّه (ع) قال: لا صلاةَ نصف النَّهار إِلَّا یوم الجمعة. [12]
من هنا إنما تکون صلاة الضحى بدعة اذا اقیمت تحت عنوان صلاة الضحى خاصة، و أما اذا صلیت بعناوین اخرى یدعمها الدلیل الشرعی، فلا تعد حینئذ بدعة.
[2] انظر: الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 3، ص 453، تحقیق و تصحیح: علی اکبر غفاری، دارالکتب الاسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407ق؛ الصدوق القمی، محمد بن علی بن بابویه، من لایحضره الفقیه، ج 2، ص 137، مکتب النشر الاسلامی، قم، الطبعة الثانیة، 1413ق.
[3] المقریزی، تقی الدین، إمتاع الأسماع بما للنبی من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع، ج 13، ص 18، دار الکتب العلمیة، بیروت، الطبعة الاولی، 1420ق؛ الشیبانی، احمد بن محمد بن حنبل، مسند احمد بن حنبل، ج 8، ص 377، تحقیق: شعیب الأرنؤوط، عادل مرشد و أخرین، مؤسسة الرسالة، الطبعة الاولی، 1421ق.
[4] إمتاع الأسماع بما للنبی من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع، ج 13، ص 18 .
[5] مسند احمد بن حنبل، ج 36، ص 213.
[6] السید بن طاووس، جمال الأسبوع، ص 40 – 43، انتشارات الرضی، قم.
[7] نفس المصدر.
[8] انظر: الصدوق، محمد بن علی، من لا یحضره الفقیه، ج 4، ص3، ح 4968، انتشارات جماعه المدرسین، قم، 1413ق.
[9] الطوسی، محمد بن الحسن، تهذیب الأحکام ج 2، ص 175، ح 154، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365ق.
[10] نفس المصدر، ج3، ص11، الحدیث37.
[11] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار ج 80، ص 153، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.
[12] تهذیب الأحکام، ج 3، ص13، ح 44.