Please Wait
6451
ختم الشیء بمعنى نهایته، و ختم الصلوات یعنی نفس المعنى اللغوی، کما أن ختم القرآن یعنی تلاوة القرآن من أوله الى نهایته ( من سورة الفاتحة الى سورة الناس).
من المسائل التی یهتم بها الاسلام هی مسالة الدعاء التی قد تقام تارة للوصول الى غایة ما.
لکن الجدیر بالذکر أن الوصول الى الهدف عن طریق الدعاء یستلزم توفر مجموعة من الشروط، قد یکون من تلک الشروط کون الدعاء أو الذکر محدداً بمقدار خاص حتى یعطی ثماره وهذا ما یعبر عنه بالاوامر و التوصیات العددیة. کذلک ینبغی الالتفات الى قضیة مهمة و هی: صحیح أن هذه الامور من القضایا المستحبة لکن لو أردنا الحصو ل على ثمرة الدعاء فلا ینبغی التساهل فی العدد المحدد لنا؛ فقد روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال ما معناه: " اعلموا أن اسماء الله تعالى بمثابة الکنز و العدد بمثابة الحد فمن تجاوز الحد لم یصل الى الکنز.[1]
و لاریب أن للصلاة على محمد و آل محمد فضیلة عظیمة. و یکفی فی ذلک قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلیما"[2] حیث تصرح الآیة المبارکة بان ذلک من عمل الله تعالى و الملائکة و تأمر المؤمنین أیضاً به.
و من الثمرات المترتبة على الصلوات استجابة الدعاء فقد روی عن ائمة اهل البیت (ع) انهم قالوا: " مَنْ کَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةٌ فَلْیَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ یَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَکْرَمُ مِنْ أَنْ یَقْبَلَ الطَّرَفَیْنِ وَ یَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا کَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ".[3]
و عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَکُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى یَنْسَى حَاجَتَهُ فَیَقْضِیهَا اللَّهُ لَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْأَلَهُ إِیَّاهَا [4]
و أنه "مَا فِی الْمِیزَانِ شَیْءٌ أَثْقَلَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَتُوضَعُ أَعْمَالُهُ فِی الْمِیزَانِ فَتَمِیلُ بِهِ فَیُخْرِجُ (ص) الصَّلَاةَ عَلَیْهِ فَیَضَعُهَا فِی مِیزَانِهِ فَتَرْجَحُ.[5]
و قد یحتاج تأثیر الصلاة فی استجابة الدعاء الى الامور التالیة:
1. ان تؤدى الصلوات بصیغة خاصة و شکل معین: فلو تمنى الانسان مثلا لقاء الامام الحجة قبل أن یدرکه الموت فیصلی بالنحو التالی: «اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم».[6]
2. تارة أخرى یکون المؤثر عدد خاص:" مَنْ صَلَّى عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ صَلَاةٍ قَضَى اللَّهُ لَهُ سِتِّینَ حَاجَةً ثَلَاثُونَ لِلدُّنْیَا وَ ثَلَاثُونَ لِلْآخِرَةِ ".[7]
من هنا یتضح لنا الغایة من ختم الصلوات، و یعنی ختمها الاتیان بعدد معین و بطریقة معینه کما حددت ذلک الروایات، نعم، هناک الکثیر من الروایات لم تحدد لنا عدداً معیناً و انما ترکت الامر للانسان نفسه إذ بامکانه أن ینذر عدداً معیناً او یحلف کذلک، أو یلزم نفسه استحبابا بالاتیان بعدد معین من الصلوات فی اوقات خاصة مثلا للحصول على حاجة معینة، بل قد یقوم بذلک من اجل اشاعة ثقافة الصلاة على محمد و آل محمد فی المجتمع.
لکن الأمر المهم و الجدیر بالاهتمام هنا هو أن یکون تحرکه و مقترحاته بنحو لا یؤدی الى تسفیه الصلاة و التقلیل من شأنها أو یؤدی الى ظهور البدع والخرافات فی المجتمع، أی یجب أن تجرى بنحو لا یؤدی الى نسیان الواجبات و الاستخفاف بها أو یؤدی الى هدر أموال طائلة فی هذا المجال.
[1] حسن زاده، حسن، نورعلی نور در ذکر وذاکر و مذکور، ص 52، ناشر: دار تشیع، الطبعة السادسة، 1376 ش.
[2] الاحزاب، 56.
[3] الکافی، ج2، ص494.
[4] الکلینی، الکافی، ج2، ص501.
[5] الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج7، ص192، الباب 34.
[6] القمی عباس، مفاتیح الجنان، ص 35، نشر: دار اسوه، بدون تاریخ.
[7] نفس المصدر؛ وانظر: الحر العاملی، و سائل الشیعة، ج7، ص387، الباب 43، باب استحباب
لاکثار من الصلاة على محمد و آل محمد.