بحث متقدم
الزيارة
8515
محدثة عن: 2010/12/04
خلاصة السؤال
ما هی سبل تعزیز الارادة لدى الانسان؟
السؤال
ما هی سبل تعزیز الارادة مقابل المغریات التی تحث الانسان على اقتراف المعاصی و التی تحیط به دائماً؟
الجواب الإجمالي

صاحب الارادة القویة هو الشخص الذی عندما یتأمل فی أمر ما و یصمم على تنفیذه و القیام به یسعى لتحقیقه بقدم راسخ و ثبات تام. أما بالنسبة الى السبل التی تعزز الارادة لدى الانسان فهی: 1. تحدید الهدف أو الاهداف التی یروم تحقیقها فی حیاته و یرسم الأفق الذی یرید الوصول الیه. 2. یکتشف قدراته و الاستعدادات الذاتیة الکامنة فیه.3. یضع الخطط و یرسم البرامج لنظام حیاته و نشاطاته على مدار الاربع و العشرین ساعة. 4. یلقن نفسه بأنه قادر على تحقیق الأهداف التی یتحرک من أجلها. 5. لأجل تقویة الإرادة ینبغی الاهتمام بها دائماً و تنمیتها من خلال التمرن الدائم و الممارسة المستمرة 6. ممارسة الریاضة فی أوقات محددة من الیوم. 7. إقامة الصلاة فی أول وقتها. 8. التوکل على الله تعالى. 9. الالتفات الى المخاطر الکبیرة و الآثار الوخیمة التی تترتب على إرتکاب المعاصی و الذنوب. 4. الإکثار من مطالعة الکتب الإخلاقیة و التوّفر على المقدار المناسب من تلک المعلومات فی هذا المجال.

الجواب التفصيلي

لکی تتضح الاجابة عن التساؤل المطروح نرى من الافضل معرفة صاحب الارادة القویة و ذی القدم الراسخة و کذلک معرفة ضعیف الارادة. فصاحب الارادة القویة هو الشخص الذی عندما یتأمل فی أمر ما و یصمم على تنفیذه و القیام به یسعى لتحقیقه بقدم راسخ و ثبات تام (بطبیعة الحال لیس من ثبات الارادة التهور و التکبر و التصمیمات الخاطئة و الغرور الکاذب).

أما فاقد الإرادة و الشخص المهزوز فهو ذلک الشخص الذی تنهار قواه و عزائمه أمام أول مشکلة تعترض طریقة و أول صدمه تواجهه فی الحیاة فتشل قواه بنحو یعجز عن القیام بأی عمل یحقق له أهدافه التی یرومها.

فذو الإرادة الصلبة هو صاحب الهدف العقلانی و الذی لا یهدأ له بال حتى یحقق هدفه و یصل الى غایاته التی یرومها و لا تستطیع المشاکل مهما کانت ثنیه عن الوصول الیها.

و بما أن الانسان کائن ذو بعدین روحی (فکری) و مادی (عملی) من هنا نشیر الى سبل تعزیز إرادته على المستویین المادی و المعنوی معاً.

الف: السبل الفکریة

1. تعیین الهدف أو الاهداف؛ ینبغی للانسان أن یحدد الاهداف التی یروم الوصول الیها فی الحیاة و یرسم المقاصد التی یرید تحقیقها. و بطبیعة الحال لابد أن تکون الاهداف و المقاصد شفافة و معقولة و قابلة للتحقق و الوصول الیها بلا إفراط أو تفریط، و أن تکون أهدافه متوازنة و منسجمة مع قدراته و استعداداته الذاتیة و تتصف بالواقعیة و المعقولیة؛ فمن غیر الصحیح أن یختار الانسان أهدافاً خیالیة خارجة عن القدرة و الاستطاعة!! فان ارتکب ذلک الخطأ واجهته الکثیر من العقبات و المشاکل العویصة التی تعترض طریقه الأمر الذی یؤدی فی نهایة المطاف الى إنهیار قواه و ضعف إرادته و إنصرافه عن مواصلة الطریق و أخیراً سوف یحکم على نفسه بالعجز و الخوار فتشل قواه بالکامل!!!

2. اکتشاف الطاقات و الاستعدادات الذاتیة،  کل انسان یمتلک فی داخلة مجموعة من الاستعدادات و الطاقات الکامنة فیکفی أن یکتشف تلک الطاقات للاستفادة منها فی الوصول الى الاهداف المنشودة.

3.و ضع البرامج؛ لابد أن تکون جمیع فعالیات الانسان و نشاطاته الیومیة مبتنیة على أساس برنامج منظم. کأن یرسم لنفسه جدولا ذا خطوط بیانیة تقوم بتحدد مسار حرکته الیومیة و الاسبوعیة و الشهریة و... و تحدد ساعات نشاطاته کالمطالعة و الاستراحة و العبادة و الریاضة و... بشرط أن یلتزم بهذا المنهج بدقة متناهیة. ثم یقوم فی آخر الیوم و قبل أن یأوى الى الفراش بمراجعته و تقییم مدى الالتزام به. کذلک یقوم بمحاسبة نفسه على الاخفاقات التی تعرض لها و حثها على تعزیز النجاحات التی حققتها؛ بل قد یؤبخ نفسه إن رآها فاشلة فی تطبیق البرنامج؛ و هکذا یفعل بالنسبة الى البرنامج الاسبوعی او الشهری.

4.تلقین النفس؛ من الامور المهمة فی تقویة الارادة هی قضیة تلقین النفس بأنها قادر على تحقیق الأهداف التی یتحرک من أجلها، من هنا علیه أن یردد فی کل یوم عبارات من قبیل "أنا قادر على أن أفعل" و "لا تستطیع المعوقات النیل من عزیمتی" و"لا یستطیع أحد أن یثنینی عن الاهداف التی أروم تحقیقها" و "إن إرادتی تزداد رسوخاً و ثباتاً" و "یجب علیّ النجاح فی مهمتی لان النجاح قدر الاقویاء" و...

5. التدرج فی تقویة الارادة؛ لکی یحصل الانسان على الارادة القویة لابد من تعزیزها و تنمیتها بصورة تدریجیة من خلال التمارین و الممارسة المستمرة، و لا ینبغی له الاعتقاد بان ترسیخ الارادة و تقویة العزیمة یحصل بصورة دفعیة و من دون أی مقدمات مسبقة أو من دون جهد یبذل فی هذا المجال.

و لابد أن تکون حرکة الانسان فی جمیع تلک الأمور مقترنة بالتوکل على الله تعالى و الاستعانة به.

ب) السبل العملیة:

هناک بعض الطرق العملیة المساعدة فی تقویة الإرادة و تعزیزها:

1. ممارسة الریاضة الیومیة بصورة منظمة و مرتبة.

2. اقامة الصلاة فی أول وقتها، و الأفضل – مع الامکان- الاستیقاظ قبل أذان الفجر لاداء صلاة اللیل و إن لم یتمکن من الاتیان بها فی وقتها قضاها بعد صلاة الصبح.

3. الالتزام بتلاوة آیات من الذکر الحکیم بما لا یقل عن 30 الى 50 آیة، و محاولة زیادة عدد الآیات مع مرور الایام و الاسابیع.

4. ترک المعاصی و اجتناب اقتراف الذنوب و مخالفة هوى النفس و میولها، کل ذلک له الأثر الکبیر فی تقویة الارادة و ترسیخها فی النفس؛ و هنا ینبغی الالتفات الى العواقب المشؤومة و الخطیرة التی تترتب على اقتراف الذنوب.[1]

5. انجاز الاعمال الموکلة الیه و عدم ترک الامور ناقصة إضافة الى القیام بها بنحو اکمل.

6. الترکیز الذهنی و تجنب حالة التشتت فی الاعمال و الاضطراب فی العمل و اجتناب الاعمال التی تشتت الفکر و تعکر الذاکرة.

7. الصیام المستحب بالحد المستطاع فانه عامل مساعد فی تقویة الارادة.

8. مطالعة الکتب الاخلاقیة[2] و الترکیز على قراءة حیاة المعصومین و الاولیاء الالهیین[3] فهی الأخرى عامل مهم فی ترسیخ الإرادة و تشدید العزم.


[1]  من المناسب مطالعة الکتب المختصة فی هذا المجال من قبیل کتاب الذنوب الکبیرة و....

[2] من قبیل جامع السعادات و غیره من الکتب.

[3] توجد کتب کثیرة فی هذا المجال فی جمیع اللغات مثل اعیان الشیعة ، روضات الجنات ، شهداء الفضیلة و .....

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...