بحث متقدم
الزيارة
7811
محدثة عن: 2008/07/19
خلاصة السؤال
هل أن قراءة بعض الأدعیة کدعاء العهد أقل أو اکثر من المدة المعینة فی الروایات له تأثیر خاص فی قبول الدعاء و عدمه؟
السؤال
من المعروف ان بعض الادعیة ذکرت لها مدة معینة او عدد معین فاذا مات الانسان قبل أن یقرأ دعاء العهد؛ مثلا أربعین یوماً أو أی دعاء آخر له مدة معینة ما هو الاثر الذی یترتب علی ذلک؟ و هل قراءة دعاء العهد أکثر من أربعین یوم له تأثیر خاص علی الأنسان؟
الجواب الإجمالي

کل عمل صالح یتکون من حالتین هما أصل العمل و النیة الصحیحة أی أن العمل الذی یکون مورد رضا الله تعالی، یجب أن یکون صحیحاً و ذا نیة خالصة و هدفة رضا الله تعالی.

و هناک کثیر من الروایات الاسلامیة تؤکد علی نیة العمل حیث عبرت عنها بروح العمل و جوهره. و الانسان المؤمن عندما ینوی عملا ما و لم یوفق الی أدائه و لکن نیته صحیحه و صادقه و هو یقصد فعل ذلک العمل فأن الله تعالی یعطیه الثواب علی ذلک العمل حسب ما اکدت ذلک الروایات الواردة عن الأئمة الأطهار (ع)، و بالنسبة الی دعاء العهد اذا کانت النیة خالصة لأدائه و مات الانسان قبل إکماله فی المدة المعینة، فان الله تعالی یعطیه الثواب و الأجر علیه و کذلک الحال عند قراءة الأدعیة المستحبة الأخری اکثر من المقدار المحدد فان الأجر یکون اکثر أیضاً.

الجواب التفصيلي

فی الدین الاسلامی المقدس کل عمل و فعل له حالتان، و شرط قبول ذلک العمل هو مراعاة تلک الحالتین.

1. یجب أن یکون العمل عملاً صحیحاً و مقبولاً؛ مثل مساعدة الآخرین و قراءة الدعاء و أمثاله:

2. یجب أن یؤدی هذا العمل الصحیح بنیة خالصة و هدف مقبول؛ فمثلاً عندما یقرأ الانسان دعاءً معیناً أو إذا ساعد شخصاً ما فیجب أن یکون عمله خالصاً لله تعالی و مورد رضاه و لیس للریاء او لتوقع الحمد و الثناء من الآخرین علیه. حینئذ یطلق علی الاوّل عنوان الحسن الفعلی و علی الثانی عنوان الحسن الفاعلی

فقد أکد الاسلام کثیراً علی النیة الصادقة فی قبول الأعمال.

فقد نقل عن الرسول الأکرم (ص) انه قال: «إنما الأعمال بالنیات».[1] و هناک روایات عدیدة عن الأئمة المعصومین (ع) تؤکد علی ان النیة هی الأساس فی العمل و لها تأثیرها الخاص حیث نقل الامام الصادق (ع) عن النبی الأعظم (ص) قوله: "ان نیة المؤمن خیر من عمله".[2]  و قد ذکر المرحوم العلامة المجلسی فی تفسیر هذه الروایات عدة وجوه منها: ما نقل عن ابن درید و هو أن المؤمن ینوی خیرات کثیرة لا یساعده الزمان على عملها فکان الثواب المترتب على نیاته أکثر من الثواب المترتب على أعماله‏.[3]

و یعنی بذلک انّ نیة المؤمن اکثر و اوسع من عمل الخیر الذی یوفق للقیام به فعلا و ذلک لمحدودیة امکاناته، فاذا کانت نیته اوسع و أکبر من عمله کان الثواب المترتب علیها اکبر. فقد یقصد القیام بعمل ما أو یقرأ دعاء العهد 40 یوماً،[4] أو یعطی مالاً معیناً للفقراء و هو لا یعلم ساعة موته او لا یملک ذلک المال لینفقه و لکن مع کل هذا إذا کانت نیته صادقة، فأن الله تعالی یعطیه أجر و ثواب ذلک العمل حتی اذا لم یقم به لأن الله سبحانه و تعالی کریم واسع الرحمة.

قال الامام الصادق (ع) : "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْفَقِیرَ لَیَقُولُ یَا رَبِّ ارْزُقْنِی حَتَّى أَفْعَلَ کَذَا وَ کَذَا مِنَ الْبِرِّ وَ وُجُوهِ الْخَیْرِ فَإِذَا عَلِمَ اللَّهُ ذَلِکَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِیَّتِهِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا یَکْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ کَرِیمٌ".[5]

من هنا نقطع بأن الانسان اذا قصد قراءة هکذا أدعیة کدعاء العهد مثلاً و تدارکه الموت أو حدث طارئ معین دون أن یتمم ذلک او قرأ بعضه فان الله تعالی یعطیه الأجر و الثواب. و کذلک القراءة الکثیرة لها أجر و ثواب کثیر و هی عمل جید و حسن أیضاً بالرغم من ان القیام بهذه الأعمال حسب ما جاء فی الروایات من التحدید یکون اکثر مقبولیة من غیره. و من الأدعیة ذات المفاهیم العالیة و الذی اکد علی قراءته کثیراً هو دعاء العهد للامام صاحب الزمان. روی عن الأمام الصادق (ع) أنه قال: "من دعا الی الله تعالی أربعین صباحاً بهذه العهد کان من أنصار قائمنا فان مات قبله أخرجه الله تعالی من قبره و أعطاه لکل کلمه ألف حسنه و محا عنه ألف سیئة". و لم یستثنی هذا الدعاء من هذه القاعده و حسب الأحادیث التی ذکرناها بأن من نوی قراءة هذا الدعاء اربعین یوماً و لم یتمه لسبب ما فان الله تعالی یعطیه الأجر و الثواب علیه.[6]



[1] صحیح البخاری، کتاب بدء الوحی، ج 1؛ صحیح مسلم، ح 1907.

[2] بحار الانوار، ج 67، ص 190.

[3] بحار الانوار، ج 67، ص 190.

[4] مفاتیح الجنان، دعای عهد، بحار الانوار، ج 53، ص 96 و 95 بحار الانوار، ج 91، ص 41 – 42.

[5] بحار الانوار، ج68 ، ص 261.

[6] نفس المصدر.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو رأی أهل السنة حول مصحف الإمام علی(ع)؟
    6962 درایة الحدیث 2010/02/22
    المراد بمصحف الإمام علی(ع) هو القرآن الذی اهتمّ الإمام (ع) بجمعه و تدوینه بعد وفاة رسول الله(ص).و قد کان لهذا المصحف خصائص انفرد بها کالترتیب الدقیق للآیات و السور طبقاً للنزول و مطابقة لقراءة النبی الأکرم(ص) (و هی القراءة الأصلیة) و کان متضمناً للتنزیل و ...
  • ما هو الحکم الفقهی و طریق مواجهة انتقاص الرسول الأکرم(ص) و المقدسات الإسلامیة؟
    6045 الحقوق والاحکام 2009/07/07
    ان من یتعرض لنبی الإسلام المکرّم(ص) بالاساءة و یؤذی بعمله القبیح هذا ملایین الناس، فهو یستحق القتل. ان أعداء الإسلام و لأجل أن یصلوا الی أهدافهم المشؤومة مثل: ایجاد الفرقة بین المسلمین و المنع من انتشار الإسلام و ازالة مانع من طریقهم اسمه الدین، لجأوا الی إهانة و انتقاص المقدّسات ...
  • هل یمکن للزوجة أن ترث من أرض زوجها؟
    5447 الحقوق والاحکام 2011/04/18
    فی هذه المسألة خلاف بین الفقهاء.[1] فبعضهم یقول بان الزوجة لا ترث من الارض، و لکن رأی السید القائد هو آن الزوجة و ان لم ترث من اصل الارض و لکنها ترث من قیمتها. و نلفت نظرکم الی السؤال التالی:
  • ما المراد من الصلاة النافلة؟ و ما هی کیفیتها؟
    9434 العملیة 2010/08/21
    قال الامام الخمینی (ره) فی تصنیف الصلاة: الصلاة واجبة و مندوبة (أی نافلة)، فالواجبة خمس، الیومیة، و منها الجمعة، و کذا قضاء ولد الأکبر عن والده، و صلاة الآیات، و الطواف الواجب، و الأموات، و ما التزمه المکلف بنذر أو إجارة أو غیرهما، و فی ...
  • أی فئة من النساء یرفع عنهن عذاب القبر و یحشرن مع السیدة الزهراء (س)؟
    8162 درایة الحدیث 2010/12/07
    الحدیث الذی أشرتم إلیه، هو روایة وردت فی کتاب "وسائل الشیعة" نقلا عن "مجموعة ورام"[1] هی: "قال (ع): ثلاثٌ من النِّساءِ یرفعُ اللَّهُ عنهُنَّ عذاب القبرِ و یکونُ محشرُهنَّ مع فاطمة بنت محمد (ص)، امرأَةٌ صبرتْ على غیرة ...
  • ما علامة الحج المقبول عند النبي الاكرم (ص)؟
    6113 درایة الحدیث 2012/05/17
    اشار النبي الأكرم (ص) الى خصوصية الحج المقبول حينما قال: آيةُ قبول الحجِّ تركُ ما كان عليه العبدُ مقيماً من الذنُوب.[1] و عنه (ص) أيضاً: من علامةِ قبولِ الحجِّ إِذا رجع الرَّجل رجع عمَّا كان عليه من المعاصي هذا علامةُ قبول ...
  • هل نذر عبد المطلب ينسجم مع العقل السليم و تصرف العقلاء؟
    14254 تاريخ بزرگان 2012/07/24
    القرابين من الطقوس التي اشتركت بها اكثر الاديان، حيث تؤكد المصادر التاريخية ان قضية تقديم القرابين شاملة و عامة و قد اختلف نوع القرابين المهداة إلى الالهة بين الأقوام، فمن إراقة الماء أو الشراب و إهداء الزهور و المحاصيل إلى ذبح الحيوانات و الأطفال و النساء، مروراً ...
  • ما هی الطریقة و الاسلوب التی اعتمتد فی تبلیغ الدین؟
    11437 سیرة المعصومین 2010/12/21
    التبلیغ یعنی إیصال الرسالة الى الجماهیر، و بما أن رسالة الانبیاء عامة و رسالة النبی الأکرم (ص) خاصة، جاءت من أجل هدایة البشریة و اخراجها من الظلمات الى النور، من هنا حظی التبلیغ بأهیمة کبیرة باعتباره وسیلة لایصال صوت الوحی الإلهی الى العباد. و یمکن الاشارة هنا ...
  • هل أن بول الهمستر و خرؤ نجس؟
    5807 الحقوق والاحکام 2009/10/06
    طبقاً لفتاوى جمیع المراجع فإن «بول» و «غائط» الإنسان و کل حیوان یحر اکل لحمه یجری فی عروقه الدم بحیث یسیل منها إذا قطعت عروقه نجس. و لکن ما یخرج من الحیوانات الصغیرة التی لا لحم لها کالبعوض و الذباب فإنه طاهر[1].على هذا الأساس ...
  • ماهي مکانة السیاسة والحکومة من وجهة نظر الامام علي(ع)؟
    3125 رفتار امام علی ع 2020/10/10
    انّ دخول الامام علي(ع) في ساحة السیاسه و قبول الحکم، حسب شهادة التاريخ، لم یکن بمفهوم طلب الرئاسة والسلطة. إنّ الحكومة عنده من هذه الجهة، أدنی وأهون من عفطة عنز وأقل قیمة من حذاء ممزق؛ لأن الحذاء الذي يلبي حاجته(ع) ولا يحمل أي مسؤولية، أحسن وأفضل بكثير من ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282149 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264092 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131039 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120371 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91024 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62706 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62646 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58323 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54312 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50774 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...