Please Wait
5531
رسم الاسلام برنامجاً للحیاة الانسانیة فی جمیع أبعادها فلم یترک زاویة من زوایا الحیاة الا و بین احکامها و سننها بما فی ذلک المقاربة الجنسیة (الجماع) حیث حدد لها مجموعة من الآداب و السنن المؤثرة فی حفظ السلامة الفردیة و الاجتماعیة، الروحیة و الجسمیة للزوجین، بالاضافة الى سلامة التوالد و زیادة الالفة و المحبة بینهما، الى غیر ذلک من النتائج. صحیح أن الروایات لم تشر الى مکان خاص للجماع لکن المستفاد من مجموعها أن الاسلام لا یحبذ المقاربة الجنسیة فی کل مکان و زمان، بل لابد من رعایة المکان و الزمان المناسبین مع الالتزام بشروط خاصة.
بما أن الاسلام دستور حیاة، من هنا رسم الاسلام برنامجاً للحیاة الانسانیة فی جمیع أبعادها فلم یترک زاویة من زوایا الحیاة الا و بین احکامها و سننها بما فی ذلک المقاربة الجنسیة (الجماع) حیث حدد لها مجموعة من الآداب و السنن المؤثرة فی حفظ السلامة الفردیة و الاجتماعیة، الروحیة و الجسمیة للزوجین، بالاضافة الى سلامة التوالد و زیادة الالفة و المحبة بینهما.
یکتشف الانسان مجموعة من الآداب من خلال مراجعته للروایات، و هی عبارة عن:
1- بدء المقاربة الجنسیة بالبسملة و ذکر الله تعالى: فقد ورد فی الروایات مجموعة من الاذکار و الادعیة عند بدء المقاربة الجنسیة أهمها ذکر الله تعالى؛ یقول أمیر المؤمنین (ع): "إِذَا جَامَعَ أَحَدُکُمْ فَلْیَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِی الشَّیْطَانَ وَ جَنِّبِ الشَّیْطَانَ مَا رَزَقْتَنِی".[1]
2- زمان الجماع و المقاربة الجنسیة: ذکر للمقاربة الجنسیة بعض الازمنة التی قد یؤدی عدم مراعاتها الى حصول نتائج کارثیة؛ روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " و لا تجامع فی أوّل الشّهر، و فی وسطه، و فی آخره، فإنّه من فعل ذلک فلیسلّم لسقط الولد، و إن تمَّ أو شک أن یکون مجنونا، أما ترى أنّ المجنون أکثر ما یصرع فی أوّل الشّهر، و وسطه، و آخره"[2].
3- ان لا یکون الجماع اثناء العادة الشهریة أو النفاس و فی نهار شهر رمضان: روی عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: " مَنْ جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَ هِیَ حَائِضٌ فَخَرَجَ الْوَلَدُ مَجْذُوماً أَوْ أَبْرَصَ فَلا یَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَه"[3].
علما أن جمیع المراجع بما فیهم السید السیستانی یقولون بحرمة الجماع فی أیام الحیض و النفاس[4].
4- عدم استقبال القبلة أو استدبارها فی الجماع: روی عن عن محمَّد بن العیص أَنَّهُ سأَل أَبَا عبد اللَّه (ع) فقال لهُ أُجامعُ و أَنا عُرْیَانٌ؟ فقال: " لا و لا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ و لا مُسْتَدْبِرَهَا"[5].
5- أن تکون المقاربة الجنسیة بعیداً عن نظر الآخرین حتى الاطفال و الرضع: روی عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: " و الَّذی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَنَّ رَجُلا غَشِیَ امْرَأَتَهُ وَ فِی الْبَیْتِ صَبِیٌّ مُسْتَیْقِظٌ یَرَاهُمَا وَ یَسْمَعُ کَلامَهُمَا و نَفَسَهُمَا مَا أَفْلَحَ أَبَدا"[6].
6- هناک روایات نهت عن المقاربة الجنسیة (الجماع) فی بعض الاماکن کالسفینة و تحت السماء[7].
من هنا اتضح أنه و إن لم یأت فی الروایات الالزام بکون المقاربة الجنسیة فی فراش النوم الخاص، لکن الاسلام لم یسمح بممارسة ذلک فی کل مکان وزمان، بل المناسب مراعاة أمکنة و أزمنه خاصة.
الجدیر بالذکر أن عدم مراعاة الامور التالیة لا تستلزم الحرمة بل هی مکروهة باستثناء الفرقة الثالثة فانه یحرم.
[1] الحر العاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج20، ص136، مکتبة الاسلامیه، طهران.
[2] المجلسی، محمد باقر، حلیة المتقین، الباب الرابع فی بیان فضیلة الزواج و آدابه، الفصل الرابع.
[3] نفس المصدر، الفصل الرابع من الباب الرابع.
[4] رساله توضیح المسائل المحشی للامام الخمینی، مسألة 448و504.و 1565.
[5] حلیة المتقین، الفصل الرابع من الباب الرابع؛ وسائل الشیعة، ج20، ص120.
[6] وسائل الشیعة، ج20، ص133.
[7] وسائل الشیعة، ج20،ص137.