Please Wait
7648
ان الدین الاسلامی یتماز بخصوصیتین کانتا السبب فی ختم النبوة و عدم الحاجة الى نبی آخر. و الخصوصیتان هما:
1. الدین الاسلامی احتوى على کل ما ینبغی تلقیه عن الوحی الالهی لتأمین حیاة الانسان الى یوم القیامة.
2. مصونیة الدین الاسلامی من التحریف و التلاعب بنصوصة القرآنیة الموحاة من الله تعالى. الأمر الذی لم یتوفر لسائر الکتب السماویة الاخرى حیث کانت عرضة للضیاع بالکامل او التحریف الذی أخل بها إخلالا کبیرا بحیث لم تعد ذات فائدة عملیة و لم تحتفظ بالحالة التی کانت علیها فی ایامها الاولى.
و أما الاسلام فقد بقی محافظا على النص الاصلی لکتابه المقدس (القرآن الکریم) و قد تکفل الباری تعالى بهذه القضیة عندما قال عز من قائل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُون" و التکفل بصیانته من ید التحریف على مر العصور و الایام و بقائه کما نزل على صدر النبی الاکرم (ص).
صرح القرآن الکریم بخاتمیة الرسول الاکرم (ص) و ان رسالته هی الخاتمة لکافة الرسالات و الادیان، و به (ص) ختمت النبوّة. و هذه الخصیصة لم تکن من باب التفضل الالهی على النبی الاکرم (ص) مجردا عن المبررات الموضوعیة التی سببت ذلک. و لم تکن البشریة فی الواقع تحتاج الى نبی بعد نبینا (ص) لکن الله تعالى رفض ارساله و بعثته!! و انما الرحمة و الفضل الالهی فی الخاتمیة ینطلقان من کون بعثته (ص) و رسالته اغنیا البشریة عن الحاجة الى نبی بعده.
و لتوضیح هذه الأمر نقول: ان الدین الاسلامی یتماز بخصوصیتین کانتا السبب فی ختم النبوة و عدم الحاجة الى نبی آخر. و الخصوصیتان هما:
1. الدین الاسلامی احتوى على کل ما ینبغی تلقیه عن الوحی الالهی لتأمین حیاة الانسان الى یوم القیامة.
2. مصونیة الدین الاسلامی من التحریف و التلاعب بنصوصة القرآنیة الموحاة من الله تعالى. الأمر الذی لم یتوفر لسائر الکتب السماویة الاخرى حیث کانت عرضة للضیاع بالکامل او التحریف الذی أخل بها إخلالا کبیرا بحیث لم تعد ذات فائدة عملیة و لم تحتفظ بالحالة التی کانت علیها فی ایامها الاولى.
و أما الاسلام فقد بقی محافظا على النص الاصلی لکتابه المقدس (القرآن الکریم) و قد تکفل الباری تعالى بهذه القضیة عندما قال عز من قائل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُون" [1] و التکفل بصیانته من ید التحریف على مر العصور و الایام و بقائه کما نزل على صدر النبی الاکرم (ص). و هکذا دوّن القرآن بارشاد من الوحی و مراقبة و اهتمام من قبل سید المرسلین و بالشکل الذی هو علیه الآن و المتداول بین المسلمین قاطبة.
إن القرآن مصدر الحیاة و مبعها و هو الذی یضخ الدم فی عروق البشریة، و لو ان البشریة – و کما یقول آیة الشاه آبادی (ره) استاذ الامام الخمینی (ره) فی العرفان- بهذا الکتاب لوجدته محتویا على جمیع العلم الالهی و ان البشریة الیوم تأخذ منه الحد الادنى.
إن هذه العلم الالهی الذی هو تحت متناول جمیع الناس هو منزلة الخاتمیة و مکانتها.
و أما لماذا یکون الدین الاسلامی هو أفضل الادیان، فذلک ینطلق من کونه متوفرا على کل ما من شأنه تأمین التکامل البشری على جمیع الصعد فی الهدایة و الاعداد الروحی. أضف الى ذلک أنه رسم المنهج الذی یجمع بین العقل و النقل و الوحی، مبینا حدود کل واحدة منهما و المجالات التی یتحرک فیها و یعالجها. کما أنه أولى العقل أهمیة خاصة؛ لان الدین الاسلامی دین العقل و العقلانیة. و من هنا استطاع أن یؤلف من هذه العناصر (المعقول و المنقول، الدین و العلم) نظاما معرفیا متوازنا و منسجم الاطراف.
هذه الخصوصیات مکنت الاسلام من الخوض فی کافة المجالات و معالجتها فی شتى الظروف و التحولات الموضوعیة، فهو یمتلک القدرة على معالجة القضایا الاجتماعیة، السیاسیة، الثقافیة، و القدرة على الأخذ بید الانسان للوصول الى الحلول الصحیحة و ارشاده الى الطریق القویم فی کل تلک المجالات على المستویین الفردی و الاجتماعی. بل لم یقتصر الأمر على رسم العلاقة بین الانسان و خالقه، و انما عالج جمیع الدوائر التی یتحرک فیها الانسان خاصة البعد الاجتماعی الذی أولاه الاسلام أهمیة کبرى. و هذا ما اعترف به الباحثون فی تاریخ الادیان و خصائصها.
فالاسلام دین عقلانیة اجتماعی ینظر الى الامور نظرة موضوعیة و یضع الحلول انطلاقا من الرؤیة الموضوعیة بعیدا عن المثالیة و الطوباویة. من هنا تراه صالحا لکل العصور و الازمان. و هذا فی الواقع یعود الى خصوصیة اخرى توفرت فی الاسلام دون غیره و هی: أنه حدد الشواخص المعیاریة التی تقوم على الفطرة البشریة و تنسجم معها؛ و لما کان الاسلام قائما على الحقیقة الوجودیة للانسان من جهة و هذه الحقیقة ثابتة على مر العصور رغم التحولات و التقلبات الاجتماعیة و السیاسیة و الثقافیة، من جهة أخرى، من هنا ظل الاسلام محافظا على خصوصیة الجذب عنده و لم یفقد تلک الخصوصیة یوما ما.
الجدیر بالذکر، أن بعض الباحثین النصارى کتب مقالات فی احد المؤتمرات اشار فیه الى نقد الموقف الکنسی من النبی الاکرم (ص) متسائلا: لماذا لم تتخذ الکنیسة من شخصیة النبی الاکرم (ص) مثالا و قدوة لها مع کل تلک الخصائص و القیم التی توفرت فی وجوده المبارک؟!. و هذا اعتراف واضح من ذلک الرجل المسیحی بفضل الاسلام و النبی الاکرم (ص)!!
و على کل حال فان الباحث المنصف لابد أن یقر بحقانیة الاسلام و حقانیة الرسول الاکرم (ص) التی تمثل التجلی العینی للقیم الاسلامیة، و لابد ان یقترب من الاسلام لما یتوفر علیه من الجذابیة و لما احتواه من قیم سامیة تنسجم مع الفطرة البشریة. علماً أن بعض تلک القیم متوفرة لدى الادیان الاخرى وان التحریف الذی تعرضت له لم یقض على جمیع تلک القیم، و لکن الکم الکبیر منها قد فقد، و خاصة فی البعد العقائدی فان البعد التوحیدی الخالص فی الدین الاسلامی لا تراه متوفرا فی أی دین من الادیان مع کل التأویلات و المحاولات التی حاول اتباعها اعتمادها لاثبات کونهم یؤمنون بالتوحید الخالص.
تحصل ان الحقیقة و الموضوعیة متطابقة مع الاسلام تطابقا تاما، و لیس اعتباطا أن یقول الباری تعالى " ان الدین عند الله الاسلام" [2] .
فالادیان الالهیة تشیر الى جانب من الحقیقة و لکن الدین الاسلامی توفر على النسخة الکاملة لتلک الحقیقة التی تجلت فی رسالة النبی الخاتم (ص).
لمزید الاطلاع انظر الابحاث التالیة:
الاسلام و العقلانیة، 1061 (الموقع: 1533).
مبررات الایمان بالدین الاسلامی ، 1146 (الموقع: 1168).
الاسلام و الزمان ، 1447 (الموقع: 1471).
دلایل حقانیة الاسلام، 1245 (الموقع: 1931).
سرّ خاتمیة الدین الاسلام، 2954 (الموقع: 3503).